أهالي الغوطة الشرقية يعجزون عن تموين أبسط أكلاتهم الشعبية للشتاء القادم (صور)

أهالي الغوطة الشرقية يعجزون عن تموين أبسط أكلاتهم الشعبية للشتاء القادم (صور)

يعدّ المكدوس من أهم المأكولات الشعبية في سوريا واعتادت العائلات على تحضيرها في شهر أيلول مع نهاية فصل الصيف وبداية الخريف، ويشكل المكدوس المونة الرئيسية لأهالي ريف دمشق والغوطة الشرقية لتموينها لفصل الشتاء، ولكن وضع هذه المونة مختلف هذا العام وستغيب عن موائد أهالي الغوطة الشرقية نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية التي جعلت 80% من سكانها دون خط الفقر.

وقالت أم أحمد الريجاني من أهالي مدينة دوما لموقع أورينت نت، إن معظم العائلات في الغوطة الشرقية لا تستطيع تحضير مونة المكدوس التي اعتادوا على تحضيرها في مثل هذا الوقت من كل عام في شهر أيلول والسبب في ذلك ارتفاع تكاليف إعدادها بشكل فاحش.

تكلفة باهظة لإعداد المونة 

وأضافت، أنه تختلف تكاليف إعداد المكدوس باختلاف المواد الداخلة فيها ونسبة الحشوة والجوز وما إلى ذلك من مستلزمات، فوسطياً أقل تكلفة للمكدوسة الواحدة تبلغ 6٠٠ ليرة سورية، وهذا يعود إلى كمية الجوز والفليفلة الموضوعة فيها، أي من الممكن أن تكلّف المكدوسة الواحدة 1200 ليرة إذا كانت تحوي على الكثير من الحشوة بمواصفات جيدة كما كنا نعدها في السابق.

وتابعت أم أحمد، أنه لا يوجد إقبال على تموين المكدوس هذا العام فالقوة الشرائية معدومة لدى معظم أهالي الغوطة الشرقية وارتفاع أسعار الجوز والزيت جعل معظم الأهالي يحجمون عن صنعه أو الاكتفاء بصنع بضع كيلو غرامات لا تكفي سوى لمدة قليلة.

ارتفاع أسعار مواد "المكدوس"

وبالنسبة لأسعار مواد المكدوس ذكر عمر صادق تاجر خضار وفواكه من الغوطة الشرقية، أن سعر كيلو الباذنجان يتراوح بين 500 و800 ليرة سورية والفليفلة الحمراء بين 1000 إلى 2000 ليرة والثوم 3500 ليرة، أما الجوز فسعره بين 35 ألف ليرة سورية كنوع رديء و55 ألف ليرة سورية للنوع الجيد، أما الزيت البلدي فسعر الليتر الواحد يتراوح بين 25 ألف ليرة سورية إلى 30 ألف والزيت النباتي ب15 ألف ليرة .

وأضاف صادق، أن تحضير كيلو غرام من الكدوس وفق الأسعار السابقة يُكلّف وسطيا 25 ألف ليرة سورية وهو يساوي ثلث راتب الموظف لشهر في مناطق النظام، وهذا المبلغ من الصعب تحصيله للعمال الذين يعملون في اليوم براتب لا يصل إلى 5000 آلاف ليرة ويذهب معظمه لشراء الخبز والخضار والأساسيات. 

ضعف الإقبال واعتراف حكومة أسد

بدوره قال عضو لجنة مصدري الخضراوات والفواكه في سوق الهال محمد العقاد لصحيفة تشرين الموالية، إنه لا يوجد إقبال على تموين المكدوس هذا العام، فالقوة الشرائية شبه معدومة لدى المواطنين، وذكر أنه في مثل هذه الأيام كانت السيارات الخاصة تملأ سوق الهال لشراء الباذنجان والفليفلة بالجملة، أما اليوم فأغلب المواطنين باتوا يقومون بشراء كيلو واحد فقط من محلات السمانة القريبة من منازلهم كنوع من الشهوة.

ولفت العقاد، إلى أن سعر الباذنجان يتراوح بين 500 و600 ليرة والفليفلة الحمراء 1200، والثوم 2500 ليرة، مشيراً إلى أن موسم مونة المكدوس لا يزال في بدايته، وقد يرتفع سعر مكوناته في ذروة الموسم، أي في نهاية الشهر وهذا يعتمد على كمية العرض والطلب.

وتعاني مناطق نظام أسد من ارتفاع حاد بمعدلات الفقر، وأفاد بيان للأمم المتحدة في شهر نيسان من عام 2022 بأن "التقديرات تشير إلى أن 90 بالمائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر، ومن المتوقع أن تؤدي الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة إلى زيادة مستويات الفقر المدقع" كل ذلك يترافق مع انهيار حاد بقيمة الليرة السورية والتي وصلت إلى 4550 مقابل الدولار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات