روسيا تنسحب من مدينة أوكرانية بعد محاصرة 5 آلاف جندي وقديروف يطالب بوتين باستخدام النووي

روسيا تنسحب من مدينة أوكرانية بعد محاصرة 5 آلاف جندي وقديروف يطالب بوتين باستخدام النووي

أجبرت القوات الأوكرانية الجيش الروسي على الانسحاب من مدينة "ليمان" الشرقية في منطقة دونيستك خلال الساعات الماضية، وذلك بعد محاصرة أكثر من خمسة آلاف جندي روسي في المنطقة الأوكرانية التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمّها للأراضي الروسية، ما شكّل هزيمة عسكرية كبرى لبوتين وحلفائه الذين عاودوا للتلويح باستخدام السلاح النووي.

ونقلت صحيفة (فاينانشال تايمز) أن القوات الروسية انسحبت من مدينة ليمان بمنطقة دونيستك "لتجنّب خطر المحاصرة" مع اقتراب الهجوم الأوكراني المضادّ تجاه المدينة، وذلك بعد نحو 24 ساعة على إعلان بوتين ضمّ المنطقة للأراضي الروسية والتعهّد بالدفاع عنها بكافة الوسائل العسكرية.

وبحسب الإعلام الغربي، فإن انسحاب الحشود الروسية من ليمان واستعادة السيطرة عليها من الجيش الأوكراني، يمثّل ضربة كبرى للرئيس الروسي الذي أعلن المنطقة وثلاث مقاطعات أوكرانية أخرى أراضي روسية، خاصة أن مدينة ليمان تعتبر نقطة انطلاق رئيسية في الحملة الروسية بمنطقة دونيتسك.

 

حصار آلاف الروس

وكان الجيش الأوكراني أعلن أول أمس محاصرة ما يقدر بنحو 5500 جندي روسي في مدينة ليمان، ما دفع تلك القوات المحاصرة للانسحاب خوفاً من التطويق الكامل، حيث كان طريق الخروج الوحيد شرقاً داخل نطاق مدفعية الجيش الأوكراني، وقال حاكم مقاطعة لوغانسك المعيّن من قبل أوكرانيا، سيرغي غايداي، إنه لدى القوات الروسية المحاصرة في ليمان ثلاثة خيارات "الهروب أو الموت أو الاستسلام".

جاء ذلك على خلفية إعلان الرئيس الروسي ضم مناطق أوكرانية في إقليم دونباس إلى الأراضي الروسية، ما دفع الجيش الأوكراني لبدء هجوم مضاد في الأيام الماضية، انطلاقاً من الغرب إلى الشرق بهدف قطع خطوط الإمداد عن القوات الروسية بين الشمال والجنوب في إقليم دونباس، الذي يتألف من دونيتسك ولوغانسك.

واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن انسحاب روسيا من مدينة ليمان، يوم أمس، "يترك قواتها بشرق أوكرانيا في موقف محفوف بالمخاطر بشكل متزايد"، مشيرة إلى أن المعركة في مدينة ليمان هي استمرار للهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأته أوكرانيا في شمال شرق البلاد منذ سبتمبر أيلول الماضي، وأدى لطرد الجيش الروسي من مناطق عدة في تلك الجهة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الهجوم الأوكراني المضاد أدى لاستعادة آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي الأوكرانية وخاصة في منطقة خاركيف، إضافة لقطع معظم خطوط الإمداد إلى مدينة ليمان، والتي تضم خط سكة حديدية بين الشمال والجنوب، وتعتمد عليها روسيا بشكل كبير.

وتشكّل مدينة ليمان الواقعة على الضفة الشمالية الشرقية لنهر سيفرسكي دونيتس، مركزاً لوجستياً مهماً للقوات الروسية، ومع استعادة القوات الأوكرانية المدينة "سيكون لديهم موطئ قدم قوي على الجانب الشمالي الشرقي من النهر يمكنهم استخدامه للتقدم إلى أقصى الشرق"، إضافة لممارسة الضغط العسكري على الخطوط الأمامية الروسية التي تشكّلت بعد هزائم القوات الروسية في محيط خاركيف.

 

هزيمة مؤلمة للروس

وأثار تطويق الجنود الروسي في ليمان وسقوط المدينة عسكرياً استياء واسعاً لدى الروس الموالين للكرملين وكذلك حلفاء الرئيس الروسي، حيث اتهم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف وزارة الدفاع الروسية بترك القوات في مدينة ليمان دون معدات اتصالات ودعم وإمداد عسكري كاف.

وطالب قديروف بإقالة الجنرال ألكسندر لابين، قائد المنطقة العسكرية الروسية، المُشرِف على منطقة ليمان. وقال قديروف: "ليت بإمكاني أن أخفّض رتبة لابين إلى جندي، وأجرّده من ميدالياته، وأرسله إلى خط المواجهة ببندقية هجومية لغسل العار بالدم".

كما دعا الرئيس الشيشاني إلى استخدام "أسلحة نووية محدودة القدرة" (تكتيكية) في أوكرانيا، وقال في رسالة على تلغرام: "في رأيي أنه ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر حزماً، وصولاً إلى إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية محدودة القدرة".

وبدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 200 جندي أوكراني وتدمير 14 مدرعة خلال الـ 24 ساعة الماضية خلال المعارك المستمرة مع الجيش الأوكراني، وقال متحدث الوزارة: "رغم هذه الخسائر، تمكنت القوات المعادية، بسبب تفوّقها في القوات والسلاح، من حشد قوات الاحتياط، والدفع بها والمضي قدُماً في الهجوم".

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات