قصة مؤلمة.. أب وجميع أطفاله ضحايا الفطر السام بالرقة

قصة مؤلمة.. أب وجميع أطفاله ضحايا الفطر السام بالرقة

ارتفعت حصيلة ضحايا "الفطر السام" في محافظة الرقة بعد وفات مصابين آخرين بينهم عائلة كاملة، في وقت ما يزال عشرات المصابين ومعظمهم أطفال يتلقون العلاج في المشافي، في ظل قلق يخيم على المنطقة التي تعاني ضعفاً في الخدمات الصحية.

وكتب الناشط المحلي هشام المحمود على حسابه في "فيس بوك" نقلاً عن أحد ذوي الضحايا: "يقول الرجل: مات أطفال العائلة تباعاً والبارحة بقي آخر طفل منهم و بتنا ليلتنا ندعو الله أن يُبقيه نسلاً لوالده الذي مات مسموماً قبلهم".

وأضاف الناشط نقلاً عن الرجل: "توفي الطفل اليوم ... ولا تزال الأم في غيبوبة ولا يعلم أحد كيف تتلقى خبر موت زوجها وأولادها جميعاً حين تستفيق من غيبوبتها.. هذا إن استفاقت"، بحسب تعبيره.

وأفادت مصادر محلية من الرقة لأورينت نت، أن 16 شخصاً معظمهم أطفال ونساء لقوا حتفهم، بينما يتلقى عشرات آخرون العلاج وبينهم حالات حرجة، وذلك بسبب الإصابة بحالات تسمم شديدة الأسبوع الفائت، نتيجة تناول أحد أنواع الفطور السامة بقرية الرحيات شمال الرقة.

وبدأت فاجعة "الفطر السام" مطلع الشهر الحالي بوفاة 8 أطفال في قرية الرحيات شمال الرقة، بعد تعرّض أفراد عائلتين (26 شخصاً) للتسمم بفاكهة الفطر التي عثروا عليها في أحد الحقول بمنطقة أبو وحل بريف الرقة، بينما لا يزال عدد من المصابين يتلقون العلاج في المشافي.

وأثارت الحادثة هلعاً شعبياً في المنطقة إلى جانب الاستنفار من كافة الكوادر وإعلان حالة الطوارئ في المشافي وإطلاق المساجد دعوات للتبرع بالدم اللازم لعلاج المصابين وخاصة الأطفال.

ونتيجة الغلاء والأزمات وارتفاع أسعار السلع، اعتاد أطفال المنطقة في هذه الفترة من العام على الخروج صباحاً لجمع محصول "الفطر" وتناوله بعد شوائه، دون الأخذ بالحسبان أن بعض أنواعه قد تكون سامة.

وتخضع القرية لسيطرة ميليشيا قسد، وتعاني تلك المناطق أزمات اقتصادية خانقة أجبرت السكان المحليين على خسارة ممتلكاتهم ومحاصليهم، إلى جانب غياب الرقابة التوعوية والصحية من قبل المؤسسات المسؤولة عن المنطقة.

وقبل نحو أسبوعين لقي طفل من أبناء بلدة الطيانة بدير الزور مصرعه بعد تسممه وطفل آخر إثر تناولهما فطراً تبيّن أنه سام.

وتفرض ميليشيا قسد سياسات قسرية وعنصرية على سكان المنطقة من خلال تعمّد إهمال الخدمات داخلها والضغوط الاقتصادية التي خلفّت موجات هجرية جماعية نحو أوروبا هرباً من الواقع المعيشي المتردي وحملات التجنيد الإجباري.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات