اعتُقل عام 2004 بدلاً من شخص آخر.. صحيفة تروي مأساة سوري محكوم بالمؤبد في تركيا

اعتُقل عام 2004 بدلاً من شخص آخر.. صحيفة تروي مأساة سوري محكوم بالمؤبد في تركيا

روت صحيفة "دوار غازيتي" التركية قصة سجين سوري معتقل في تركيا منذ عام 2004 بعد إدانته بالانتماء إلى تنظيم PKK المصنف على قائمة الإرهاب التركية، والحكم عليه بالمؤبد بسبب ما قال إنه خطأ بتحديد هويته.

وتطرقت الصحيفة إلى قصة السوري الكردي "سليمان شيخو" الذي اعتُقل في مدينة سرت التركية عام 2004 بدلاً عن شخص آخر باسم "محمد أحمد" كان قد حكم عليه بالمؤبد.

وأشارت الصحيفة إلى أن "شيخو" أُجبر رغم عدم معرفته باللغة التركية على توقيع جميع الوثائق التي عرضت عليه في مركز الشرطة الذي اقتيد إليه بعد اعتقاله في سيرت عام 2004. 

وروى شيخو قصته في رسالة أرسلها من أحد سجون ولاية باليكسير، حيث مكان اعتقاله، موضحاً أنه لا يمكنه حتى كتابة خطاب باسمه لأن اسمه الحقيقي لم يُقبل، وفق ما نقلت الصحيفة عن وكالة أنباء "ميزبوتاميا".

اعتقل منذ 2004

وقال شيخو: "لقد سُجنت باسم شخص آخر لمدة 18 عاماً لأنه لم يتم قبول اسمي الحقيقي، لو لم أكن قد اختبرت ذلك بنفسي، لكنت اعتقدت أن مثل هذا الخطأ الفادح لا يمكن أن يحدث إلا في الأفلام أو الروايات. ربما يمكن أن يحدث في الحياة الحقيقية. لأنني أعيشه بنفسي، من الصعب تصديق ذلك، لكن لا يمكنني إقناع أي مؤسسة رسمية أنني لست الشخص الذي سُجنت من أجله".

وبيّن شيخو في الرسالة إلى أنه تم اعتقاله كمهاجر سوري غير شرعي، وأنه لا يستطيع التحدث بأي لغة أخرى غير الكردية والعربية، وأنه لم يستطع الحصول على دعم مترجم ومحام أثناء احتجازه قبل 18 عاماً في مركز الشرطة، على حد قوله.

وتابع: "في ذلك الوقت، بدافع الخوف، وقعت على أي وثيقة يضعونها أمامي. أجبروني على توقيع الكثير من الأوراق التي لم أكن أعرف ما بداخلها. بعد 5 أيام من الاعتقال، تم تقديمي إلى المحكمة. طلبت مترجماً، وعلمت من خلاله ما كتبه من الوثائق التي وقعت عليها. كان هناك شيء آخر تعلمته خلال هذا الوقت؛ تبين أن اسمي كان محمد أحمد، وكان هناك قرار بشأني كعضو في التنظيم (PKK)".

وعلى الرغم من تأكيده للمحكمة أنه لا يعرف الشخص المدعو محمد أحمد وتأكيده بأنه سليمان شيخو، إلا أنه تم اعتقاله وإرساله إلى سجن سيرت، وأضاف: "استغرقت العملية القضائية أكثر من 3 سنوات. في غضون ذلك، حوكمت وواجهت اتهامات باطلة في كل جلسة. ذكرت بإصرار أن اسمي الحقيقي هو سليمان شيخو".

وواصل: "حتى والدي الذي جاء من سوريا حضر إحدى الجلسات، وقدم البيان العائلي المصدق عليه من مديرية النفوس في الجمهورية العربية السورية إلى المحكمة. هذه الوثيقة وبيان والدي دخلت في السجلات الرسمية. لكن رغم كل الأدلة والأقوال، انتهت إجراءات القضية ضدي. بعد أكثر من 3 سنوات من المحاكمة، حُكم علي بالسجن المؤبد. وقد أيدت المحكمة العليا هذا الحكم بعد عامين".

تم نفيه إلى 6 سجون مختلفة 

وذكر شيخو أنه تعرض لمأساة وتم نفيه إلى 6 سجون مختلفة خلال هذا الوقت، مشيراً إلى أنه تعلم القراءة والكتابة باللغة التركية حتى يتمكن من شرح مشكلته، وقال: “خلال هذه الفترة، حاولت شرح مشكلتي للعديد من المؤسسات، بما في ذلك وزارة العدل.. لقد كتبت التماسات إلى المحاكم ومكاتب النيابة العامة ورسائل إلى المؤسسات. ومع ذلك، لم أستطع إخبار أي شخص عن مشكلتي، أو لم يرغب أي منهم في الاستماع إلى مشكلتي".

واستطرد: "فيما يتعلق بهذه المشكلة، تقدمت بطلب إلى جمعية حقوق الإنسان (İHD) فرع إزمير في عام 2020. بناءً على طلبي، تقدمت İHD بطلب إلى مكتب المدعي العام في سيرت وطالبت بالتحقيق في ما ذكرته في الالتماس. ومع ذلك، دون التحقيق في الأمر، دون النظر في محاضرتي القضائية، ودون فحص المستندات الرسمية المقدمة أثناء إجراءات المحكمة، والتي تضمنت في ملف القضية أنني سليمان شيخو، وليس محمد أحمد، ومرة ​​أخرى دون النظر في البيانات الموجودة، فقد قررت أنه لا يوجد أساس للمقاضاة في 15 أيلول 2022. هذا مرة أخرى حطم آمالي في أن تظهر الحقيقة".

"دراما إنسانية"

وقال شيخو: "كنت مهاجراً عادياً لجأ إلى هذا البلد.. أنا واثق من نفسي وعمري وعائلتي وأين أعيش وأين ولدت.. أنا الآن أكافح لتصحيح هذا الخطأ، الذي تجاوز التعذيب والرعب والوحشية، إلى دراما إنسانية".

وأكد شيخو أنه سليمان بن إسماعيل وعايشة من مواليد 1984 ومسجل في عين العرب بحلب، داعياً السلطات التركية إلى إجراء فحص الحمض النووي مع أفراد أسرته خاصة أن قسماً منهم لجأ إلى تركيا، للكشف عن الحقيقة والتأكد من هويته.

وعن الصعوبات الإنسانية التي يعانيها شيخو في السجن، أشار إلى أنه  لم يستطع الحضور لزيارة عائلته لسنوات لأن المحكمة والوزارة لم تقبلا اسمه الحقيقي، ولم يستطع التحدث معهم عبر الهاتف "لأن وثائق الهاتف التي أرسلوها غير مقبولة لأنهم ليسوا عائلته رسمياً".

وأكمل: "لا توجد مؤسسة تريد أن تقبلني باسمي الرسمي. كل الأبواب مغلقة في وجهي. في الواقع، أريد أن أصرخ "أنا سليمان شيخو!".

 

التعليقات (1)

    محمد

    ·منذ سنة 5 أشهر
    قمة الجحشنة و الهمجية و الرعونة من هكذا موظفين غباء منقطع النظير كل الأدلة و الوثائق و قدوم أبيه إلى المحكمة بالإثباتات و لا من مجيب العمى بقلوبهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات