انتشار أمني مكثف بالسويداء ونظام الأسد يستخدم أساليبه المخابراتية لقمع الحراك الشعبي

انتشار أمني مكثف بالسويداء ونظام الأسد يستخدم أساليبه المخابراتية لقمع الحراك الشعبي

تعيش مدينة السويداء هدوءاً حذراً بعد مظاهرات غاضبة ضد نظام أسد وحكومته، حيث انتهت تلك المظاهرات بقتلى وجرحى برصاص ميليشيا أسد، في وقت مارس النظام كافة الضغوط الأمنية والحزبية والمرجعيات الدينية للوقوف في وجه الحراك الشعبي في المدينة رغم شرعية مطالبه.

وذكرت مصادر محلية من السويداء لأورينت نت، اليوم، أن المدينة تشهد هدوءاً وعودة خجولة للحياة الطبيعة في أحيائها ومناحي الحياة فيها مع انتشار أمني مكثف في الشوارع الرئيسية والمؤسسات الرسمية، وذلك عقب المظاهرات الدامية التي عاشتها يوم أمس، للتنديد بالواقع الاقتصادي المتردي وفساد نظام أسد وحكومته.

وأضافت المصادر أن القبضة العسكرية والضغوط الأمنية والاجتماعية من نظام أسد وأدواته في المنطقة، أدت لإنهاء التجمعات الشعبية في السويداء للمطالبة بتحسين الواقع المعيشي ومحاربة الفساد المستشري في حكومة نظام أسد.

أساليب مخابراتية

في حين استخدام نظام أسد إعلامه الرسمية والمرجعيات الدينية المحلية لتشويه صورة الحراك الشعبي في السويداء، من خلال الضغط والتهديد الممارس على المحافظة، وخاصة التلويح بالحل الأمني والعسكري لوقف المظاهرات المناهضة له، وكذلك استغلال الخطاب الديني لحرف المسار وإنهاء أي حراك مماثل.

ونقلت الشبكات المحلية عن شيخ العقل يوسف جربوع  قوله إن "هناك عملاء لجهات خارجية قاموا بالهجوم على مؤسسات الدولة واستغلوا غضب أهالي السويداء نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، وأن جهات خارجية استغلت الشباب غير الواعي في السويداء وقاموا باستثمارهم لتحقيق أجندات ومصالح سياسية خارجية".

وأضاف جربوع في لقاء مع قناة (الإخبارية السورية) التابعة لنظام أسد، "يوجد جهات خارجية لها مصلحة في توتير الأوضاع والتعدي على على مؤسسات الدولة وهذا أمر مرفوض من قبل مشيخة العقل".

جهات مشبوهة

فيما نقلت شبكة (السويداء 24) عن مصدر مقرب من الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز التي يرأسها الشيخ حكمت الهجري، قوله إن ما حصل من حراك سلمي عفوي من "شعب صامد هدّه الجوع والحاجة وآلمته المزاودات وآذته القسوة وعدم الاستجابة لمطالبه المحقة من كل ما يعانيه من كل الجهات وعلى كل الجبهات".

وأضاف المصدر: "لكن كالعادة تحاول بعض الجهات المشبوهة حرف الحقائق وتغيير العناوين، حيث جاء تصرفهم اليوم مع المواطنين بقمة السوء، حيث اندسوا بينهم وحاولوا إيذاءهم فاستعر الشارع بشكل عشوائي وحصل ما حصل وحاول بعض المارقين استغلال الموقف والإساءة لتحييد الحقيقة عن أصولها وتسليط الأضواء على شغب اصطنعوه".

مظاهرات دموية

وشهدت مدينة السويداء مظاهرات عارمة يوم أمس، وتطورت لاقتحام وحرق مبنى المحافظة وتمزيق صورة بشار أسد، للتنديد بتدهور الأوضاع الاقتصادية وفشل نظام أسد في إدارة شؤون البلاد وما وصلت إليه عموم مناطق سيطرة النظام، ولا سيما فقدان المواد الأساسية للعيش وتفاقم أزمة الجوع لدى السكان.

وتمكّن المحتجون من اقتحام مبنى المحافظة (السرايا الحكومي) إلى جانب تحطيم وإزالة صورة بشار أسد المعلّقة على واجهة المبنى، ما أدى لهرب الموظفين من المبنى في ظل توتر أمني شديد في المدينة وأحيائها، فيما أطلقت ميليشيات أسد الرصاص تجاه المتظاهرين أمام مبنى المحافظة ومبنى قيادة الشرطة وسط المدينة، وأسفر ذلك عن مقتل شخصين أحدهما شرطي، إضافة لوقوع 18 إصابة.

وتخلل المظاهرات قطع لأوصال الطرق الرئيسية بالإطارات المشتعلة وترديد هتافات مناهضة لحكومة أسد، لا سيما عبارات تنادي بطرد محافظ السويداء (الممثل الرئيسي لبشار أسد)، فيما وصلت صور خاصة لأورينت نت، تُظهر انتشار سيارات أمنيّة لميليشيا أسد في بعض الأحياء والشوارع وأمام مركز (آرام)، بهدف منع الناشطين من الخروج من منازلهم والمشاركة في المظاهرات الغاضبة وسط المدينة.

واتهم نظام أسد المتظاهرين في السويداء الذي أسماهم (الخارجين عن القانون) بإضرام النار في مبنى المحافظة والسيارات الموجودة في المنطقة ومحاولة اقتحام مبنى قيادة الشرطة، وقتل الشرطي (محمود السلماوي) وكذلك قطع الطريق بالإطارات المشتعلة من قبل تلك المجموعات.

وتوعّد النظام عبر بيان صادر عن وزارة داخليته بـ "ملاحقة الخارجين عن القانون"، في إشارة للمتظاهرين المحليين، وقال البيان: "سنلاحق الخارجين عن القانون وسنتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وسلامة مواطنيها".

وأثارت الانتقاضة الشعبية في السويداء غضب نظام أسد والموالين له، خاصة تمزيق وتحطيم صور بشار أسد والهتاف بشعارات مناهضة وأبرزها "إسقاط النظام"، الأمر الذي دفع عشرات الصحفيين والصفحات الموالية لتخوين المتظاهرين بمنشورات شبّهت المظاهرات الأخيرة بأحداث 2011، من خلال ذريعة تخريب وحرق الأملاك العامة بدل التظاهر بشكل سلمي.

وترتبط شرارة الانتفاضة الشعبية في السويداء بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة في عموم مناطق سيطرة نظام أسد، مع تفاقم الأزمات على المستوى الخدمي، وخاصة فقدان المحروقات والشلل الحاصل في قطاع المواصلات، إضافة للغلاء الفاحش وتدهور قيمة الليرة السورية وما نتج عنها من ظروف اقتصادية وخدمية سلبية.

التعليقات (2)

    فعلا

    ·منذ سنة 5 أشهر
    جربوع فعلا

    انت الجربوع

    ·منذ سنة 4 أشهر
    على راسك يا صهيوني
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات