أثارت احتجاجات السويداء وما تخللها من إهانة المحتجين لرأس النظام بشار الأسد من خلال تمزيق صوره وإحراقها والدعس عليها، غضب شبيحة أسد ومواليه الذين شنّوا هجوماً عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أبناء محافظة السويداء.
حرق وتمزيق ودعس
وشهدت المظاهرات التي خرجت في مدينة السويداء أمس احتجاجاً على تدهور الوضع المعيشي وانعدام الخدمات، اقتحام المحتجين لمبنى المحافظة وإحراقه، وتمزيقهم لصور بشار الأسد وإحراقها والدعس عليها، حيث ردت قوات ميليشيا أسد بإطلاق النار على المحتجين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
"الله حيّك.. الله حيّك"..
— Hasan AlHusayean (@Hasanalhusayean) December 4, 2022
رجل مقدام يدوس صورة #بشار_الأسد ثم يرميها في النار خلال احتجاجات مدينة #السويداء #السويداء_تنتفض #سوريا pic.twitter.com/HkpvahS0sf
ومع بداية الاحتجاجات كان ردود فعل شبيحة أسد حذرة إلى حد ما، مخاطبين أهل السويداء بعبارات من قبيل "ما هكذا تورد الإبل يا أهلنا في السويداء". إلا أنه وبعد تداول صور ومقاطع فيديو تظهر تمزيق المحتجين لصور بشار الأسد، جنّ جنون شبيحته الذين هاجموا أبناء السويداء ووصفوهم بأقبح الأوصاف، وطالبوا بإنزال أشد العقاب بحقهم، واتهموهم بالعمالة لإسرائيل.
غضب الشبيحة
وكان من أبرز الشبيحة والموالين الذين أوجعهم تمزيق صورة بشار الأسد في السويداء، أبناء عمومته دريد ووسيم الأسد، وصهر آل أسد ومتزعم ميليشيا كتائب البعث جهاد بركات، وشبيحة آخرون من بينهم الناشط "المعارض" بشار برهوم، والشبيح شحادة إسماعيل من القرداحة.
واعتبر دريد الأسد في منشور عبر "فيسبوك"، أن الصور التي وصلته من السويداء مخزية، وأن احتجاجات السويداء عبارة عن "محاولات تحريضية للنيل من هيبة الدولة ككل بمؤسساتها وعلمها الوطني ووحداتها الشرطية والأمنية".
ووصف المحتجين في السويداء بـ "الارتهان"، قائلاً: "لتذهب كل تلك الزُمر المُرتهنة في السويداء أو غيرها من المناطق ... إلى الجحيم!".
أما وسيم الأسد الذي ردّ على تمزيق صور ابن عمه بشار بنشر صورة عبر "فيسبوك"، عنونها بعبارة "معك على المرة قبل الحلوة"، مهدداً أهل السويداء بأنه "لن نسمح بأن يتكرر الخطأ الذي أوصلنا إلى هنا"، في إشارة إلى ثورة الشعب السوري ضد نظام أسد منذ عام 2011.
ودعا إلى تشكيل ميليشيات طائفية، حيث كتب: "دعونا نتعاون ونصبح كحشد شعبي لنخرج المحتل الأمريكي الذي يسرق نفطنا والتركي الذي يسرق معاملنا ومحاصيلنا..".
قصاص وجثث هامدة
كما أثارت الاحتجاجات في السويداء وإهانة بشار الأسد غضب الشبيح جهاد بركات، الذي اتهم عبر في "فيسبوك" المحتجين في السويداء بالعمالة لإسرائيل، داعياً للقصاص منهم.
وقال "بتمويل ودعم خارجي وتنفيذاً لأوامر مشغليهم في تل أبيب قام عشرات الزعران العملاء في السويداء باقتحام مبنى المحافظة وتحطيم محتوياته وحرق الأضابير التي تعود لأهل السويداء"
وأضاف" سألني أحد النافذين لو كنت هناك هل تنتظر تعليمات القيادة أو ماذا تتصرف.. قلت له لن أنتظر تعليمات أحد فحرق العلم السوري والإساءات التي حصلت تستدعي الرد الحاسم .. ولن يدخلوا أي مركز حكومي إلا على جثتي.. فالعين بالعينتين والسن بالفكين".
وفي دلالة على إجرام شبيحة أسد وميليشياته، قال بركات "من قاموا بحرق علم الجمهورية العربية السورية وتمزيق صورة الرمز (في إشار إلى بشار الأسد) وحرق السيارات من المفروض أن يصبحوا جثثاً هامدة".
وكما فعلت ميليشيا أسد عندما قابلت المظاهرات السلمية في العام 2011 بالرصاص، طالب بركات بتدخل الميليشيا في السويداء، وكتب "أنا مع نزول الجيش وتعليق المشانق وصور جميع هؤلاء الخونة في يد الأجهزة الأمنية"، متسائلاً: "أما حان وقت القصاص".
تخوين وعمالة
ومن معقل آل أسد في القرداحة، ظهر الشبيح شحادة إسماعيل، في مقطع فيديو ، وهو يطلق أبشع الأوصاف بحق المحتجين في السويداء، واصفاً إياهم بـ"أحفاد الخنازير، أحفاد جنبلاط، أحفاد شارون ونتنياهو".
وقال إسماعيل إن "أهل السويدا اللي كانوا يدّعوا أنن نشامى ورجال وكانوا يقولو نحن وطنيون.. طلعتوا أكبر فاسدين، أنتو طلعتوا دنب إسرائيل".
إلى ذلك، خرج الناشط العلوي "المعارض" بشار برهوم في بث مباشر على صفحته في "فيسبوك" حذفه بوقت لاحق، معلقاً على الاحتجاجات في السويداء.
وهاجم برهوم أهالي السويداء واتهمهم بالعمالة لإسرائيل، حيث قال مخاطباً المحتجين في السويداء: "التظاهر ما بيظبط إذا ما حرقتوا مبنى المحافظة؟ ما بيظبط إذا ما مزقت صور رموز وطنية؟" (في إشارة إلى تمزيق صور بشار الأسد).
وأضاف: "يبدو الحنين لتروحوا لحضن إسرائيل هو موقف اعتدنا عليه في السويداء.. أنتم ليس جبل العرب أنتم جبل الجرب".
التعليقات (11)