يحملون أمتعتهم مهرولين باتجاه السيارات التي ستُقلّهم إلى مأواهم الجديد بعيداً عن الخيام المهترئة وبرد الشتاء وحر الصيف، شيوخ وأطفال ونساء من النازحين في الشمال السوري، وبملامح الفرح التي ارتسمت على وجوههم ينتقلون إلى شقق سكنية ضمن مشروع تنظمه وتديره منظمة محلية في إطار حملة مستمرة تحت عنوان "حتى آخر خيمة".
وأظهرت صور وتسجيلات فيديو نشرها "فريق ملهم التطوّعي" عبر معرفاته في مواقع التواصل الاجتماعي، فرحة نازحين يقطنون في مخيم الأمل، أثناء نقلهم إلى مشروع سكني في ريف حلب الشمالي.
100 عائلة
وأفاد مراسل أورينت في الشمال السوري مضر الخالد، بأن نحو 100 عائلة كانت تقطن مخيم الأمل بالقرب من دوار القلعة على أطراف مدينة إعزاز تم نقلهم إلى مشروع "الكوت" السكني على طريق إعزاز - نيارة.
وذكر مراسلنا أن المشروع السكني يستوعب نحو 500 عائلة، إلا أنه لم يتم الانتهاء منه بعد، مشيراً إلى أن فريق ملهم كان قد نقل بوقت سابق من العام الحالي 100 عائلة من مخيمات النازحين إلى المشروع ذاته.
وقال مدير قسم المأوى في فريق ملهم التطوعي براء بابولي لأورينت نت، إنه تم نقل عوائل من مخيمات في منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي إلى مشروع "الكوت" السكني الواقع على طريق قرية نيارة في مدينة إعزاز.
وأضاف أن المعيار الرئيسي في اختيار المستفيدين من المشروع هو أن تكون العوائل التي يتم نقلها من سكان الخيام القماشية، لافتاً إلى أن أعمال بناء المشاريع جميعها تندرج تحت حملة "حتى آخر خيمة" التي أطلقها الفريق منذ نحو سنة خلال بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح بابولي أن عدد الشقق الجاهزة للسكن في المشروع حالياً 240 شقة، حيث يتم نقل العوائل وتسليم المستفيدين مفاتيح الشقق، مشيراً إلى أنه بعد نحو 3 أشهر سيتم تجهيز ما يقارب 250 شقة جديدة في المشاريع التي ينفذها الفريق في نفس الموقع (إعزاز - طريق نيارة).
شقق قيد الإنشاء
وكان الفريق قد أنهى ضمن حملة "حتى آخر خيمة" المرحلة الأولى من مشروع "الكوت" السكني، بتجهيز 240 شقة طابقية، حيث تم نقل العوائل بوقت سابق من العام الحالي.
وهناك مشروعان قيد الإنشاء ضمن الحملة ذاتها، وهما مشروع "طمرة" على طريق نيارة - إعزاز، حيث يتم تجهيز 120 شقة سكنية في المرحلة الأولى، وسيتم التسليم قريباً بحسب بابولي.
وكذلك مشروع "سواسية" على طريق نيارة - إعزاز، حيث يتم تجهيز 14 شقة طابقية في المرحلة الأولى ليتم تسليمها للنازحين قريباً.
وكان فريق ملهم قد سلّم بوقت سابق 280 شقة طابقية لنازحين ضمن مشروع "أوتاد" الذي تم إنشاؤه على طريق نيارة إعزاز في عام 2021، وكذلك مشروع "قرية ملهم" على طريق إعزاز – السلامة الذي يتألف من 378 شقة طابقية وبدأ العمل به منذ عام 2020، حيث انتهى الفريق من بناء 200 شقة في المشروع ضمن حملة "حتى آخر خيمة" وتم تسكين أكثر من نصف الشقق، بحسب بابولي.
ضعف الاستجابة الإنسانية
ويأتي نقل هذه العائلات من المخيمات إلى شقق سكنية في وقت تشهد فيه مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا استمراراً في ضعف عمليات الاستجابة الإنسانية بشكل ملحوظ خلال العام الحالي، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا".
وقال الفريق في بيان عبر صفحته في موقع "فيسبوك" إن مستوى الاستجابة الإنسانية انخفض على كافة القطاعات بنسبة وسطية وصلت إلى 40 % فقط خلال العام الحالي.
وأضاف أن دعم المخيمات بمواد التدفئة من مختلف الجهات والهيئات العاملة وصل فقط إلى 368 مخيماً من أصل 1633 منتشرة في مناطق إدلب وحلب.
وأشار الفريق إلى أن ذلك يعني أن أكثر من 77.45 % من العائلات لم تحصل على مخصصات للتدفئة على الرغم من مرور ستة أسابيع على بداية فصل الشتاء بشكل فعلي، الأمر الذي يهدد أكثر من مليون طفل بسبب البرد.
التعليقات (2)