مصدر في وزارة خارجية أسد يكشف لأورينت أسباب تأخير إيران بتوريد النفط للنظام

مصدر في وزارة خارجية أسد يكشف لأورينت أسباب تأخير إيران بتوريد النفط للنظام

بعد شلل شبه تام ضرب مناطق سيطرة الأسد نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي، وذلك نتيجة النقص الحاد في مشتقات البترول، أعلن نظام أسد عن وصول ناقة نفط خام محملة بمليون برميل إلى ميناء بانياس في طرطوس، كما وصلت ناقلتا غاز تبلغان نحو 4400 طن من الغاز المنزلي.

ولم تذكر صحيفة البعث التابعة للنظام، الوجهة التي قدمت منها هذه النواقل، والتي يعتقد أنها قادمة من إيران، ضمن ما يُعرف بـ "الخط الائتماني" الإيراني.

ولفهم سبب التأخير المتعمد رغم وجود عقود توريد طويلة الأمد مبرمة بين نظام الأسد وطهران، تمكّنت "أورينت نت" من الوصول إلى مصدر في وزارة الخارجية في حكومة أسد، مطّلع على بعض التفاصيل التي رشحت من اجتماعات النظام مع المسؤوليين الإيرانيين خلال سنوات الثورة.

تركيا وروسيا

ويرى المصدر بأن أحد أهم الأسباب التي دفعت إيران للضغط على نظام الأسد في قطع خطوط المواد التي كانت تصل بشكل دوري عبر خطوط الائتمان هي محاولة النظام إعادة علاقاته مع تركيا عبر وساطة روسية دون أن يكون لطهران أي دور في العملية، وهو ما يُعتبر تهديداً مباشراً من دولة إقليمية ومجاورة على مصالح إيران التي حاولت أن تعمقها خلال عقد كامل من دعم النظام غير المحدود لبقائه.

وبحسب المصدر فإن أحد مطالب إيران الرئيسية أيضاً هي أن يتم اعتماد ما يسمى بـ"الحوزة العلمية" في مقام السيدة زينب كمرجع رسمي يرتبط مباشرة برئاسة الجمهورية، حيث اعتبروا خطوة إلغاء رئيس النظام بإلغائه منصب "مفتي الجمهورية"، واستبداله بـ"المجلس الفقهي العلمي"غير كافية، وهو ما طلبه علي أصغر خاجي كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة، بلقائه بشار مطلع 2022 وكان من المفترض أن يسمعوا رداً على مطلبهم قبل نهاية 2022، لكن لم يرد النظام على هذا المطلب.

ولفت المصدر إلى أن الحديث عن منطقة المزة خلف الرازي كانت حاضرة في أغلب اجتماعات الطرفين حيث تطالب إيران بإخلائها بشكل كامل تمهيداً لتحويلها لما يشبه الضاحية الجنوبية في بيروت بتركيبتها الطائفية، وكذلك الأمر تطالب إيران بجعل المنطقة الممتدة من رأس المعرة في القلمون الغربي والبريج في حمص أي الشريط المحاذي للحدود اللبنانية جهة عرسال بيد ميليشيات إيرانية دون وجود للفرقة الرابعة التي تتمركز عبر عدة كتائب هناك.

السوق الداخلية 

من جهته يؤكد الخبير الاقتصادي معاذ معراوي أن تراجع إنتاج إيران من النفط والغاز دفعها لتقليل الدعم للنظام وهو ما سيستمر في المرحلة القادمة لأن إيران غير قادرة بمفردها على إجراء صيانة دورية لآبار النفط بعيداً عن الشركات الأوروبية التي كانت تدير هذه الآبار في ظل العقوبات الدولية.

وأضاف معراوي لأورينت نت أن الصحف الإيرانية ذكرت صراحة بأن حاجة النظام اليومية من النفط تبلغ نحو 70 ألف برميل، يتم تأمين نحو 20 ألف برميل منها من الحقول الصغيرة الخاضعة لسيطرته في المحافظات الشرقية، وبإمكانه أن يبرم اتفاقاً مع قسد للحصول على ما يحتاجه بدلاً من انتظار البواخر الإيرانية.

وختم معراوي بأن إيران تشهد أيضاً أزمة طاقة، حيث تفضل التصدير على حساب السوق الداخلية لتأمين القطع الأجنبي، ولعل مناشدة وزير النفط الإيراني، قبل أيام المواطنين بالتقشف في استخدام الغاز، طالباً منهم البحث عن حلول للتدفئة بدل الغاز، كأن يرتدوا ملابس أكثر داخل البيوت، كما اقترح الوزير على الحكومة تعطيل الدوام الرسمي يومي السبت والأحد في العاصمة طهران لكي لا يضطر النظام لمواجهة أزمة انقطاع الغاز المنزلي في الأيام القادمة، هو دليل على عدم قدرة طهران على دعم الأسد كما السنوات الماضية.

التعليقات (1)

    فريد شوقي

    ·منذ سنة 3 أشهر
    المعارضة السورية وقسد كلهم مجرمين وخونة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات