نحو 100 قتيل.. قوات حميدتي تسيطر على القصر الجمهوري في السودان و3 رؤساء للوساطة

نحو 100 قتيل.. قوات حميدتي تسيطر على القصر الجمهوري في السودان و3 رؤساء للوساطة

قالت نقابة أطباء السودان المركزية، إن 97 مدنياً على الأقل قُتلوا وأُصيب 942 آخرون جراء مواجهات عسكرية متواصلة لليوم الثالث على التوالي بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي في العاصمة السودانية الخرطوم وعدة مدن أخرى.

وذكرت النقابة في بيان، اليوم الإثنين، أن "الحصر المبدئي للقتلى أمس الأحد بلغ 41 قتيلاً.. وبهذا ارتفع عدد القتلى المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 97 قتيلاً وعدد الإصابات 942 وتشمل هذه الأعداد المدنيين والعسكريين".

وقالت النقابة: "في هذه الظروف العصيبة تستخدم بعض القوات المستشفيات كمناطق ارتكاز لاستهداف القوات الأخرى مما يعرض سلامة المرضى والعاملين لخطر كبير ويعرض المستشفيات لخطر القصف والتدمير".

"سيطرة كاملة" على القصر الجمهوري

من جهتها، أعلنت قوات "الدعم السريع" في السودان، فجر الإثنين، تسجيلها "انتصارات كاسحة" بمعارك ضد الجيش، وأنها بسطت "سيطرة كاملة" على القصر الجمهوري بالعاصمة الخرطوم ومحيطه.

وذكرت "الدعم السريع" في بيان وفق ما نقلت الأناضول، أنها "تخوض معركة مصيرية لوضع حد نهائي للمجموعة الانقلابية التي تقود الجيش"، على حد تعبيرها.

وقالت إن بين هذه الانتصارات "السيطرة على مقر القوات البرية والاستيلاء على برج وزارة الدفاع وبسط السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري (الرئاسي) ومحيطه، والاستيلاء على أكثر من 200 دبابة".

اشتباكات بالخرطوم

من جهته، قال بيان للجيش السوداني إن اشتباكات محدودة جرت حول محيط القيادة العامة بوسط الخرطوم، وإن قوات الدعم السريع تنشر قناصة على بعض البنايات لكن "يجري رصدها و التعامل معها".

وقال شهود وسكان لرويترز إن الجيش شنّ ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، وتمكن من تدمير معظم منشآتها.

وأضافوا أن الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه إلى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي ظلت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية حتى يوم الأحد.

وقال شهود إن أفراداً من قوات الدعم السريع ظلوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش ويحجم عن توجيه ضربات تجنباً لوقوع أضرار جسيمة.

وساطة إفريقية وتنديد أممي

في السياق، قررت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) إرسال رؤساء كينيا ويليام روتو، وجنوب السودان سيلفا كير، وجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، إلى السودان للتوفيق بين جماعات الصراع.

وقالت الرئاسة الكينية عبر تويتر، إن "إيقاد قررت إرسال الرؤساء، روتو وكير وجيلي في أقرب وقت ممكن للتوفيق بين الجماعات المتصارعة" في السودان.

وأضافت نقلا عن الهيئة أن "الاستقرار في السودان ضروري للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة".

من جانبها، قالت وسائل إعلام سعودية رسمية يوم الأحد إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أجرى اتصالين مع البرهان وحميدتي ودعا إلى إنهاء التصعيد العسكري.

فيما قال السودان في خطاب أمام الجامعة العربية إنه يتعين السماح للسودانيين بالتوصل لتسوية داخلية دون تدخل من المجتمع الدولي.

وكتبت القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة" وطلب الجيش من الجنود المنتدبين لدى قوات الدعم السريع أن يحضروا لوحدات الجيش القريبة، مما قد يؤدي إلى استنزاف صفوف قوات الدعم السريع إذا امتثلوا للأمر.

من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الأحد وقفاً مؤقتاً لجميع عملياته في المناطق التي يضربها الجوع في السودان بعد مقتل ثلاثة من موظفيه السودانيين في اشتباكات بشمال دارفور وتعرض إحدى طائراته "لأضرار بالغة" في مطار الخرطوم خلال تبادل لإطلاق النار.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأعمال القتل، وقال في تغريدة على تويتر "يجب تقديم أولئك المسؤولين عن ذلك إلى العدالة دون تأخير... العاملون في المجال الإنساني ليسوا هدفاً".

توتر متصاعد

ولليوم الثالث على التوالي، تشهد مدن سودانية اشتباكات مسلحة متواصلة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، في حين يتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما.

وكان التوتر كامناً منذ أسابيع بين البرهان ومحمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" اللذين أطاحا معاً المدنيين عن السلطة خلال انقلاب في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قبل أن يستحيل هذا التصعيد في الخلافات السياسية، مواجهات السبت.

وتواصلت منذ ذلك الحين المعارك بالأسلحة الثقيلة فيما تدخل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع. 

ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن يؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي ويمكن أيضاً أن يعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات