أحدهم يُلقّب بنصير اللاجئين.. أردوغان يعيّن شخصين بمناصب حساسة ويرشح ثالثاً لرئاسة البرلمان

لم تقتصر التغييرات التي أجراها مؤخراً الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" على المقاعد الوزارية، بل تعدتها لتشمل حكام العديد من الولايات التركية وأجهزة المخابرات العامة ورئاسة مجلس الشعب، في حين أشاد مراقبون بالشخصيات التي تولت تلك المناصب.

ومن هؤلاء من اعتبر نصيراً للاجئين السوريين وأبدى اهتماماً واضحاً بهم، وساعد على دمجهم بالمجتمع والاستفادة من الخبرات الموجودة لديهم وأعطى مساحة واسعة للعمل والتجارة لدى رؤوس الأموال السورية، الأمر الذي أثار غضب المعارضة التي لا تترك مناسبة إلا وتستغلها للتحريض على اللاجئين والدعوة لطردهم.    

داوود غول

وعلى رأس تلك التغييرات منصب والي إسطنبول، كبرى مدن البلاد ومركز ثقلها التجاري، حيث عيّن (داوود غول) الذي يلقبه الكثير بنصير اللاجئين كحاكم للمدينة بدل سلفه (علي يرلي كايا) الذي تولى حقيبة وزارة الداخلية. 

وذكرت صحيفة صباح التركية أن "غول" الذي ولد عام 1974 في ولاية أرضروم، يعد من الشخصيات الإدارية المهمة، حيث تخرج من جامعة الشرق الأدنى بقسم العلاقات الدولية وبدأ حياته المهنية كمرشح قائمقام منطقة بولاية غازي عنتاب عام 2000.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تعيينه حاكماً لمنطقة كيركلارايلي كوفجاز، وبعد أن أكمل فترة تدريبه في الخارج حصل على درجة الماجستير في كلية العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، شغل بعدها منصب قائمقام منطقة سيرفان بين عامي 2003-2005  ونائب والي كرمان عام 2005 وقائمقام منطقة غورون ما بين 2006-2009.

وفي عام 2015 تم تعيينه رئيساً لإدارة المديرية العامة للإدارات المحلية في وزارة الداخلية ثم والياً لسيواس عام 2016 قبل أن يعين والياً لغازي عنتاب منذ العام 2018 ولغاية تعيينه والياً لإسطنبول، في حين لفتت الصحيفة إلى أنه متزوج ولديه طفل ويتحدث الإنجليزية بطلاقة.

إبراهيم كالن

وهو الشخصية التي أثارت العجب خاصة بعد توليه إدارة المخابرات التركية بدلاً من "هاكان فيدان" الذي تولى حقيبة الخارجية، ووفقاً لموقع "son dakika" فقد أعلنت إدارة الاتصالات في الرئاسة أنه تم تعيين "كالن" رئيساً لجهاز المخابرات الوطنية.

وبيّن الموقع أن المستشار السابق للرئاسة ولد في إسطنبول عام 1971 لعائلة تنحدر من منطقة أرضروم، مضيفاً أنه أكمل تعليمه الجامعي في قسم التاريخ بكلية الآداب "جامعة إسطنبول" وتخرج عام 1992 ثم أكمل درجة الماجستير في الفكر والفلسفة الإسلامية في ماليزيا.

وأردف أن كالن نال درجة الدكتوراه في العلوم الإنسانية والفلسفة المقارنة من جامعة جورج واشنطن عام 2002 وعمل كمحاضر في الفكر الإسلامي والعلاقات بين الإسلام والغرب في كلية الصليب المقدس وجامعة جورجتاون وجامعة بيلكنت.

وما بين عامي 2005 -2009 تولى رئاسة مؤسسة الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي عام 2019 أصبح محاضراً لطلاب الدراسات العليا في مجال الفلسفة الإسلامية في جامعة ابن خلدون، إضافة لعمله كمستشار رئيسي لرئيس الوزراء فيما يخص السياسة الخارجية منذ العام 2009. 

وعقب تولي رجب طيب أردوغان الرئاسة تم تعيينه نائباً للأمين العام لرئاسة الجمهورية، وفي عام 2014 مُنح لقب سفير وعُين متحدثًا باسم الرئاسة كما شغل أيضًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الرئاسي والسياسة الخارجية والمستشار الرئيسي للرئاسة.

نعمان كورتولموش

أما الشخصية الثالثة التي رشحت بشكل كبير لرئاسة البرلمان فهي لنائب الرئيس أردوغان في حزب العدالة نعمان كورتولموش، والذي ولد في منطقة أوردو عام 1959 وتخرج من كلية إدارة الأعمال بجامعة إسطنبول، ونال درجة الماجستير منها ثم انتخب نائباً عن أوردو لفترتين.

وبحسب صحيفة "ملييت" فقد كان كورتولموش من ثانوية إمام وخطيب بإسطنبول وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد عام 1992 من جامعة اسطنبول، حيث عمل كأستاذ مشارك منذ العام 1994 في كلية الاقتصاد وأجرى دراسات أكاديمية في جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية. 

وفي عام 2014 أصبح كورتولموش نائباً لرئيس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، كما تولى منصب وزير الثقافة والسياحة وانتخب عضواً في البرلمان الحالي.

وتنقل كورتولموش بين عدة أحزاب خلال حياته السياسية حيث بدأ مع حزب الفضيلة (1998-2001) إلى جنب "نجم الدين أربكان" وشغل منصب رئيس الحزب في مقاطعة إسطنبول ثم انضم إلى حزب السعادة بعد إغلاق حزب الفضيلة عام 2001، وشغل منصب نائب رئيس الحزب.

وفي عام 2008 تم انتخابه رئيساً لحزب السعادة إلى أن انتقل إلى حزب صوت الشعب (2010-2012)، وفي 12 تموز 2012 اقترح أردوغان على كورتولموش أن يتم دمج الحزبين وفقاً للقرار الذي اتخذته الهيئات المخولة للطرفين حيث بدأت عملية التكامل.