أحدهم اعتقل نظام أسد أمّه.. قصص مأساوية للاجئين سوريين مهددين بالترحيل من لبنان

أحدهم اعتقل نظام أسد أمّه.. قصص مأساوية للاجئين سوريين مهددين بالترحيل من لبنان

مع استمرار حملات الاعتقال والترحيل التي تقوم بها السلطات اللبنانية تجاه اللاجئين السوريين بشكل قسري، وإجبارهم على العودة وتعريضهم للسجن والاعتقال على يد ميليشيا الرابعة، تواصل بعض وسائل الإعلام تسليط الضوء على مأساة آلاف الأشخاص المهددين بالترحيل على الرغم من تسجيلهم رسمياً لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وفي تقرير لها كشف موقع (ميدل إيست أي) أن أحد اللاجئين ويدعى "غسان" 26 عامًا يعيش حالياً حياة محفوفة بالمخاطر ومليئة بالخوف مع  شقيقه "عايد" 40 عامًا، حيث يُهددان بالترحيل بالرغم من أنهما مسجلان رسمياً لدى الأمم المتحدة بعد فرارهما من سوريا عام 2012.

ونقل الموقع عن "غسان" قوله: إنه في أواخر شهر نيسان الماضي رحّل الجيش اللبناني شقيقه عايد قسراً من معسكر "قب الياس" في منطقة البقاع الغربي، وسُلّم إلى ميليشيا أسد التي قامت باعتقاله وإجباره على الخدمة العسكرية في صفوفها رغماً عنه. 

وأكد غسان أنه تحدث مع زوجة شقيقه التي أبلغته أنه وُضع في أحد الألوية التابعة لميليشيا الفرقة الرابعة بالقرب من الحدود اللبنانية، وأن أحد ضباط أسد طلب منها 200 دولار لمساعدة زوجها على الهروب لكنهم لم يدفعوا شيئاً لكثرة ما سمعوا عن مثل تلك القصص وأنها تنتهي بالاحتيال والنصب.  

وبيّن أن والد زوجته اعتُقل عام 2013 وطلبت الميليشيات وقتها منهم نقوداً مقابل الإفراج عنه، لكنها لم تطلق سراحه بل قتلوه في سجن صيدنايا برصاصة بالرأس، مشيراً إلى أنه الآن تعرّض للتهديد واضطر إلى اللجوء إلى شمال لبنان للفرار من أشخاص يعملون كمخبرين لميليشيا أسد في المخيمات.

 

اعتقال وابتزاز

وذكر الموقع البريطاني أن إحدى المآسي التي جرت تمثلت بمحاولة ترحيل الشاب السوري "مالك" 32 عاماً الذي قدم إلى لبنان عام 2013 بعد اعتقاله أثناء خدمته العسكرية، مبيناً أنه كان قد وصل إلى ألمانيا عبر رحلة لجوء خطرة عام 2015 ومكث فيها عشرة أيام لكنه اضطر للعودة لبلاده مجدداً لمحاولة الإفراج عن شقيقه محمد.

وتابع مالك أن والدته طلبت منه العودة لإطلاق سراح أخيه، ليتبيّن معه لاحقاً أن ميليشيا أسد قامت باعتقال أبيه وشقيقه الآخر "عمار" ولم يستطع مطلقاً تحريرهم، فعاد على إثرها إلى لبنان مع والدته، لكن السلطات هناك رحّلته وتم اعتقاله مجدداً من قبل ميليشيا أسد لمدة عام ثم أُطلق سراحه ورحل إلى لبنان عام 2018 وسجّل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وأردف أنه الآن يعيش في خوف دائم، مما قد يتعرّض له من أذى محتمل، ولا سيما أن شقيقه "عمار" قد قُتل في سوريا على يد سجانيه بحسب اعتقاده، وقد أخبر المفوضية بقصته وعدم رغبته في العودة إلى سوريا لأنه يريد فقط أن يعيش في أمان.

 

طرد اللاجئين السوريين

من جهتها ذكرت "باولا باراشينا إستيبان" المتحدثة باسم المفوضية أنه تم تأكيد ما لا يقل عن 93 حملة للسلطات ضد اللاجئين ما بين نيسان وأوائل أيار الماضي، إضافة لوجود تقارير عن محتجزين ومرحّلين سوريين، معتبرة أن المفوضية تأخذ تقارير ترحيل اللاجئين على محمل الجد وتتابع الأمر مع المعنيين.

في حين قالت "ميدل إيست أي": إن تلك الحملات شملت كلاً من المسجلين وغير المسجلين وفق ما تم توثيقه، وذلك على الرغم من وعد الحكومة بإعادة اللاجئين الذين دخلوا بشكل غير قانوني فقط، لكن قصة "عايد" فتحت الباب للتحقيق في صحة تلك الادعاءات من قبل الجيش اللبناني.

وكشف أحد العاملين في المنظمات الإنسانية أنه تم اعتقال 2137 شخصاً على الأقل في المداهمات الأخيرة وعند نقاط التفتيش إضافة لـ 1473 عملية ترحيل من لبنان إلى سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية، موضحاً أن الاعتقالات تجري تحت إدارة الجيش.

إلى ذلك بيّن "فاضل فقيه" المدير التنفيذي للمركز اللبناني لحقوق الإنسان أن الجيش اعتقل ورحّل اللاجئين إلى سوريا دون إشراف قضائي من خلال عملية أُجريت بشكل غير رسمي، مؤكداً أن السلطات لا تطبّق اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقّعوا عليها، حيث أدى هذا إلى وجود حالات تعرّض فيها أفراد للتعذيب وسوء المعاملة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات