مهاجمةً العرب.. دير شبيغل تصف الأسد ومناطقه: ديكتاتور وقتل بهدف المال وسجن كبير

مهاجمةً العرب.. دير شبيغل تصف الأسد ومناطقه: ديكتاتور وقتل بهدف المال وسجن كبير

أكدت صحيفة غربية أنه على الرغم من قيام الجامعة العربية بإعادة الدكتاتور "بشار الأسد" للواجهة السياسية مجدداً، إلا أن الأوضاع المأساوية في سوريا لم تنتهِ بعد، وخاصة ما يتعلق بتهريب المخدرات والكبتاغون الذي مازال يتدفق لدول الخليج، والعلاقات مع ميليشيا إيران والحد من نفوذها في المنطقة.

وفي تقرير موسّع لها، قالت صحيفة "ديرشبيغل" الألمانية: إن الأسد يفضل تدمير وتقسيم سوريا على التخلي عن السلطة/ كما إنه يعتبر أن أي إصلاح أو تنازل للأغلبية الشعبية أو السير في اتجاه الديمقراطية مهما كان صغيراً، مخاطرة غير مقبولة يمكنها أن تفقده سلطته.

وأشارت الصحيفة إلى أن من قال عام 2017 إن المجتمع السوري أصبح "أكثر صحة وتجانسًا" على الرغم من مقتل مئات الآلاف وفرار الملايين، سيصبح بالنسبة له عودة اللاجئين خطراً يهدد هذا التجانس المزعوم الذي أنشأه، وهو ما لا ترغب به الدول العربية التي سعت بالأصل لإعادته للجامعة من أجل حل هذه المشكلة.

ولفتت إلى أن البلاد لا تزال مجزأة والوضع الاقتصادي مريع، وكثير ممن فروا ليس لديهم مصلحة في العودة، حيث سيتم اعتقالهم فور دخولهم البلاد، كما إنه بالرغم من سيطرة الأسد على معظم البلاد إلا أنه لا توجد أي مصالحة ولا حتى تدريجية، ويشعر الفارّون بأنهم عالقون أو يواجهون حالة من عدم اليقين كما في لبنان.

والتقت الصحيفة مع 5 سوريين موجودين بعدة دول في محاولة منها لفهم الحقائق التي يعيشونها بشكل أفضل ومعرفة ما ترتكبه ميليشيا أسد بحق بعضهم، حيث أكدت أنه نادرًا ما يكون أحد منهم سعيدًا بحياته حتى في الأماكن التي يسيطر عليها الأسد، فهناك القليل من الاستقرار ولا يزال الخوف متفشياً، وهو أمر متعمد لإحكام السيطرة على البلاد.

 

حمص: القتل من أجل الربح

وأولى القصص والمآسي التي ذكرتها الصحيفة ما رواه شاب يدعى (أحمد) وهو اسم وهمي، حينما تعرّض للقتل وإطلاق النار شباط الماضي من قبل شبيحة أسد الذين باغتوه ورفاقه أثناء جمع الكمأة ببادية حمص، حيث يذكر أن 14 شبيحاً جاؤوا منتصف النهار بصحبة شاحنتين ودراجة نارية وقاموا بإهانتهم أولاً ووصفهم بأبناء العاهرات قبل أن يطلقوا النار بعد ذلك.

وتابع أحمد أنه أصيب وألقي على الأرض فيما سقط آخرون فوقه، وظن المهاجمون أنه مات، موضحاً أن الهجوم قُتل فيه أكثر من 60 شخصًا بالرصاص وكانوا جميعًا من جامعي الكمأة، في حين زعم نظام الأسد أن المنفّذ هم عناصر من داعش.

وأردف "أحمد" الذي فقد ابنه وثلاثة من أبناء أخيه وشقيقين في هجوم شباط، أن المسلحين كانوا يرتدون ملابس عسكرية مموّهة، وكان نصفهم تقريباً يتحدث بلهجة الساحل وأغلبهم علويون، حيث إنهم عندما انتهوا انطلقوا في اتجاه الجنوب الغربي وليس في الصحراء، كما إن ميليشيا الفرقة الرابعة المتمركزة في مكان قريب لم تأتِ لمساعدتهم مطلقاً فقط المدنيون من حضروا.

إلى ذلك بيّنت الصحيفة أن الناجين وأفراداً من قبيلة بني خالد التي ينحدر منها معظم الضحايا شككوا في هذه الرواية، لافتين إلى أن الأمر يتعلق بالكمأة حيث تريد الميليشيات الثلثين بدلاً من النصف، مشيرة إلى أن الدكتاتور السوري بات يعتمد حالياً على الميليشيات لتأمين سلطته في مقابل منحهم حرية التصرّف، ولا سيما فيما يتعلق بتجارة المخدرات أو تهريب النفط أو تجارة الكمأة. 

 

السويداء سجن شاسع

أما الشاب السوري المنحدر من مدينة السويداء "شادي الدبيسي" 25 عامًا، فتؤكد الصحيفة أنه يمر بكابوس كل ليلة خوفاً من إلقاء القبض عليه وتسليمه لميليشيا أسد، وخاصة أن النظام بعد عودته للجامعة العربية بدأ في إظهار المزيد من الثقة في القضاء على مخالفيه وبات يهدد باعتقالهم. 

وأشار إلى أنه في عام 2018 هرب إلى لبنان لكنه عاد بعد عامين عندما بدأت السلطات هناك بترحيل اللاجئين إلى سوريا قسراً، واصفاً الوضع في السويداء بالمقلق، وخاصة أنه لا توجد أي منطقة أخرى خاضعة لسيطرة ميليشيا أسد تحدث فيها عمليات خطف وإجرام كالتي تحدث بالسويداء، وبالطبع فإن الأجهزة الأمنية هناك متورّطة في ذلك.

 

إدلب وخطر القصف

أما في إدلب التي يعيش فيها مليونا نازح، فتحتفظ عائلة "عمر الحاج عبده" 46 عاماً و"خديجة الحاج عبده" 39 عاماً بأهم مقتنياتها في أكياس حتى يكونوا مستعدين للفرار في أي لحظة، وذلك بسبب مدفعية ميليشيا أسد التي تمطرهم بالقذائف من حين لآخر، موضحين أنهم يعيشون مع أطفالهم الستة في قرية (تقاد) بريف إدلب الشمالي.

وتضيف العائلة أنها على بعد 2.5 كيلومتر فقط من الخطوط الأمامية حيث تتعرض القرية بانتظام للقصف ويقع منزلها السابق في منطقة عسكرية عند الجبهة مباشرة، في حين يعبّر الأب عمر عن خشيته من التقارب السوري التركي متسائلاً، ماذا سيحدث للفارّين من الأسد؟.

لبنان وخطر الترحيل

وبالعودة إلى لبنان يذكر اللاجئ السوري المعارض (أبو فيروز) أن الأمان بالنسبة له بات مجرد وهم، فعندما جاء مع عائلته عام 2012 بعد مغامرة عبر الجبال وصولاً إلى عرسال، اجتمع مع بضع عشرات من العائلات معًا لاستئجار حقل صخري من مُزارع، وأقاموا عليه خيامهم. 

وأردف أنه على مدى الشهرين الماضيين دأب الجيش اللبناني يفاجئ الجميع باقتحام المخيم ليلاً، واعتقال عائلات بأكملها وترحيلها مباشرة إلى سوريا، ثم أخبروه ببطلان أوراقه القديمة؛ ما يعني إجباره على العودة وهو ما يخشاه، لافتاً إلى أن العديد من اللاجئين لم يعودوا يجرؤون على مغادرة المعسكرات خوفاً من الاعتقال والترحيل.

وأوضح أن أمله الأخير هو المفاوضات الجارية بين رجال الدين وقيادة الجيش للمطالبة بإيجاد خيار ثانٍ للترحيل بغض النظر عن مكانه، حيث يشير أبو فيروز إلى أنه من وجهة نظره يمكن أن تكون إدلب، وبالرغم من أنها ليست منطقة رائعة لكنها أفضل من أن يتم إعدامهم على الفور من قبل ميليشيا أسد.

 

برلين: تحاول ألا تنسى

وفي العاصمة الألمانية برلين التي تُعدّ ملاذاً آمناً للاجئين السوريين تقول "وفاء علي مصطفى" 32 عاماً إنها منذ 10 سنوات تنتظر رسالة من والدها (علي مصطفى) الذي اختفى في سوريا حيث اختطفه ضباط الأمن السوريون من شقته عام 2013 وكان قد اعتُقل قبلها وتعرّض للتعذيب عدة مرات.

وبيّنت "وفاء" التي كرّست حياتها للكشف عن المختفين قسرياً في سوريا، أنها تكتب وتنظم الاحتجاجات على الدوام لملاحقة ومحاكمة الأسد وميليشياته، كما إنها عام 2020 تحدّثت حتى أمام مجلس الأمن، مضيفة أنها ترى في تطبيع العلاقات بين الحكومات العربية والدكتاتور خيانة للضحايا والمعتقلين، حيث إن بعض القادة يبعثون برسالة مفادها أن الإفلات من العقاب يفوز وحتى جرائم الحرب ليس لها عواقب.

التعليقات (1)

    سمر

    ·منذ 10 أشهر أسبوع
    شو عرفك أنهم علويين . نصف الشعب السوري يتحدث بالقاف ههههه كل الأرياف تقريبا الجزيرة وادلب والساحل والسويدا. عيب عليك يا صحافة المانيا العنصرية . كل عمركم تميزوا وتحاول تعملو فتنة لانكم ..
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات