صحفية أمريكية تنقل شهادات خاصة من لبنان: منشق يتحوّل لمختف قسرياً بعد تسليمه لأسد

وثقت صحفية أمريكية ترحيل قوات الأمن قسراً مئات اللاجئين إلى سوريا في تقرير صحفي كشفت من خلاله فظائع عمليات الترحيل، ومصير المرحلين عبر شهادات لناجين.

وأشارت الصحفية الأمريكية "روث شيرلوك" العاملة في الراديو الرسمي الأمريكي "NPR" إلى صعوبة المقابلة التي أجرتها سراً بسبب المخاوف الأمنية مع أحد المرحلين السوريين الذي استطاع دخول لبنان عبر طرق التهريب بعد ترحيله إلى سوريا قبل شهرين.

وقالت "شيرلوك" إن اللاجئ السوري الذي رفض الكشف عن اسمه ومكانه حيث لا يزال مختبئاً عن السلطات خوفاً من إعادته مرة أخرى بعد أن تم ترحيله وعائلته قسراً في جوف الليل إلى سوريا، حيث لا تزال زوجته وطفلته وابنه هناك. 

داهموهم أثناء نومهم ورحلوهم 

وتابعت الصحفية التي نشرت التقرير على موقع الراديو الرسمي "أخبرني اللاجئ السوري كيف سمع، في صباح أحد أيام نيسان، قبل الفجر، ضجة في الخارج حيث كان الشارع ممتلئاً بأفراد الجيش"

وتابع اللاجئ في حديثه المسجل صوتياً " أخبرت زوجتي لتوقظ الأطفال، بعد أن ركض الجنود إلى كل الشقق، وكسروا أبواب أولئك الذين لم يردوا ثم أرسلوا الجميع إلى الشارع مضيفاً "كنا جميعاً نرتدي بيجامة النوم ولم يخبرونا بأننا سنرحل، لذلك تركنا كل شيء، ونزلت أحمل أطفالي معي"

وأكدت الصحفية الأمريكية من خلال استماعها لشهادة اللاجئ السوري تقييد أيدي الرجال وفصلهم عن زوجاتهم وعائلاتهم ثم تحميلهم في شاحنة عسكرية والنساء والأطفال على شاحنات أخرى واقتيادهم مباشرة إلى الحدود السورية بلباس شبه عار.

الجيش اللبناني سلم منشقّاً لميليشيا أسد

وتابعت الصحفية حديثها حول الأهوال التي لاقاها المرحلون قسراً إلى سوريا، حيث احتجزت ميليشيا أسد الجميع لمدة خمسة أيام، وحققوا حول مشاركتهم بالثورة أو لا، وحشر الرجال في زنزانة مكتظة للغاية، وكان عليهم أن يتناوبوا على النوم أو الاستلقاء للراحة.

وأكد اللاجئ السوري أنه أطلق سراحه بشرط أن يسجل على الفور في الخدمة العسكرية فيما بقي قسم كبير في الزنزانة، مضيفاً أن أحد المرحلين كان منشقاً عن ميليشيا أسد، وحاولت الصحفية إجراء مقابلة عائلته إلا أنها رفضت بسبب خوفها عليه، وأكدت لها أنهم لم يسمعوا شيئاً عنه منذ ذلك الحين.

بالإضافة للاجئ السوري التقت الصحفية بـ "آية مجذوب" من منظمة العفو الدولية التي أكدت إنه من غير القانوني إجبار أي شخص على العودة إلى بلد يتعرض فيه للخطر أو يواجه الاضطهاد، مشيرة إلى أن عمليات الترحيل تنتهك التزامات لبنان بموجب القانون الدولي.

وقابلت "شيرلوك" زياد ميقاتي، مستشار رئيس الوزراء لشؤون اللاجئين السوريين، مؤكدة أنه تهرب من المسؤولية أكثر من مرة خلال اللقاء عبر نفي معرفته بعمليات الترحيل الجماعي للسوريين على الرغم من كونه المسؤول عن ملف اللاجئين.

وشهد لبنان في الفترة الأخيرة تصعيداً غير مسبوق وحملة عنصرية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان تم على إثرها ترحيل لاجئين سوريين إلى مناطق ميليشيا أسد رغم مناشدات منظمات حقوقية وأممية لعدم ترحيلهم لما يترتب عليه من خطر على حياتهم للعودة إلى سوريا غير الآمنة.

وكانت مصادر من اللاجئين السوريين في لبنان قد أفادت "أورينت نت" بأن مخابرات الجيش اللبناني اعتقلت نحو 400 سوري خلال حملة دهم واعتقالات في مناطق "لالا وبعلول والقرعون" في البقاع الغربي.

فيما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها، إن الحكومة اللبنانية أعادت 168 لاجئاً سورياً في شهر نيسان الماضي، مشيرة إلى أن نظام أسد والميليشيات الإيرانية يشكلون تهديداً جدّياً على حياة اللاجئين المرحّلين قسرياً.