لإله روماني وادعى أنها سيراميك.. إدانة أمريكي بتهريب قطعة أثرية من سوريا بمئات آلاف الدولارات

لإله روماني وادعى أنها سيراميك.. إدانة أمريكي بتهريب قطعة أثرية من سوريا بمئات آلاف الدولارات

أُدين أمريكي من أصل سوري باستيراد لوحة فسيفسائية تقدر قيمتها بمئات آلاف الدولارت من سوريا بطريقة غير قانونية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية.

تهريب لوحة فسيفسائية

وقالت الوزارة في بيان نشرته أمس على موقعها الإلكتروني إن هيئة محلفين فيدرالية في لوس أنجلوس أدانت رجلًا من كاليفورنيا لاستيراده بشكل غير قانوني فسيفساء قديمة من سوريا تصوّر نصف "الإله الروماني هرقل" ويعتقد أن عمرها 2000 عام.

وفقاً لوثائق المحكمة والأدلة المقدمة أثناء المحاكمة، قام محمد ياسين الشريحي (56 عاماً)، من مدينة بالمديل والذي حصل على الجنسية الأمريكية عام 2010، باستيراد اللوحة الفسيفسائية بطريقة غير مشروعة - والتي تعود إلى عهد الإمبراطورية الرومانية- بزعم أنه كان يستورد أنواعاً مختلفة من الفسيفساء.

وتصوّر الفسيفساء قصة من الأساطير اليونانية والرومانية القديمة تصور هرقل وهو ينقذ بروميثيوس، الذي كان قد قيده بصخرة من قبل زملائه الآلهة لسرقة النار من أجل البشرية، وفق البيان.

ادعى أنه يستورد السيراميك

ووصلت اللوحة الفسيفسائية إلى الشريحي في ميناء "لونج بيتش" كجزء من شحنة من تركيا، إذ قدّم تصنيفاً كاذباً من حيث قيمتها وجودتها.

وأوضحت الوزارة أن الشريحي اشترى اللوحة في عام 2015. وبدلاً من أن يكشف لمسؤولي الجمارك في الولايات المتحدة أنه كان يستورد قطعة أثرية سورية دفع ثمنها ما يقرب من 12000 دولار وأنه يعرف أنها تستحق أكثر من ذلك بكثير.

ولفت إلى أن الشريحي كذب على وسيط الجمارك الخاص به وتسبب في إعلانه كذباً أنه كان يستورد بلاط سيراميك من تركيا تقدر قيمته بأقل من 600 دولار.

قيمتها 450 ألف دولار

وبحسب البيان دفع الشريحي 40 ألف دولار لترميم اللوحة الفسيفسائية،  وقدّر خبير التقييم الحكومي قيمة اللوحة بمبلغ 450 ألف دولار.

وتم وضع اللوحة الفسيفسائية داخل حاوية شحن معدنية كبيرة تحتوي على العديد من المزهريات وفسيفساء أخرى. وأظهرت صورة الأشعة السينية للحاوية التي التقطها مكتب الجمارك وحماية الحدود أن الفسيفساء كانت مخبأة في مقدمة الحاوية خلف مجموعة من المزهريات. وبعد المرور عبر الجمارك، تم شحن الفسيفساء عبر الشاحنات إلى منزل الشريحي.

ويبلغ طول اللوحة 15 قدماً وعرضها 8 أقدام، ووزنها حوالي 2000 رطل، بحسب بيان الوزارة، مشيرة إلى أنه تم تخزينها في منشأة آمنة في لوس أنجلوس منذ أن استولى عليها العملاء الفيدراليون من مرآب الشريحي في آذار/مارس 2016.

وأدين الشريحي بتهمة واحدة تتعلق بإدخال سلع مصنفة كذباً، وكانت التصنيفات الكاذبة قد جاءت بعد أشهر من اعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً يدين تدمير التراث الثقافي في سوريا، لا سيما من قبل تنظيمي داعش وجبهة النصرة.

وحددت المحكمة الأمريكية 31 آب/ أغسطس المقبل موعداً لجلسة استماع لإصدار الحكم، حيث من المقرر أن يواجه الشريحي عقوبة قصوى بالسجن لمدة عامين في السجن الفيدرالي.

وخلال السنوات القليلة الماضية، تعرضت معظم المواقع الأثرية السورية للتخريب والسرقة والنهب، حيث باتت آلاف القطع الأثرية في دول الجوار بالإضافة لدول أخرى، بحسب تقرير سابق لموقع "مع العدالة".

وفق التقرير، فإن سرقة ونهب الآثار ليس بأمر جديد على عائلة الأسد وضباط ميليشيا أسد ومسؤوليه وشبيحته، إذ يعد رفعت الأسد عم زعيم عصابة المخدرات بشار الأسد، أكبر المتورطين في سرقة ونهب الآثار السورية في ثمانينيات القرن الماضي، إضافة إلى بشرى الأسد وزوجها آصف شوكت الذي كان يدير المخابرات العسكرية.

ولم يقتصر نهب الآثار عن رموز في نظام أسد بل امتد إلى الميليشيات الأجنبية، حيث تشارك شركات إيرانية خاصة بالتنقيب عن الآثار في تدمر، بالإضافة إلى البحث في 16 موقع أثري في درعا وبحماية من ميليشيا الفرقة الرابعة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات