لم تمضِ ساعات على التمرد المفاجئ الذي أعلنته ميليشيا فاغنر وزعيمها ضد القوات الروسية ووزير الدفاع "شويغو" وسيطرتها على منطقة روستوف جنوب البلاد، حتى بات بوتين في وضع لا يحسد عليه وخصوصاً بعد أن باتت الميليشيا المرتزقة على بعد 400 كيلومتر من العاصمة موسكو.
وعلى الرغم من أن"بوتين" اعتبر ما يحدث خيانة وتمرداً إلا أنه تراجع بشكل مفاجئ معلناً عن وساطة بيلاروسية واتفاقاً من 3 بنود أنهى خلاله ما سماه التمرد على القيادة العسكرية وعفا عن العناصر الذين ثاروا ضده في حين سيتم نقل متزعم ميليشيا فاغنر (يفغيني بريغوجين) إلى بيلاروسيا.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية أولاً أن يفغيني سيغادر إلى بيلاروسيا عقب وساطة من الرئيس (ألكسندر لوكاشنكو)، كما سيتم ثانياً إسقاط الدعوى الجنائية المرفوعة ضدّه، بالمقابل يوقف زعيم ميليشيا فاغنر تقدم قواته نحو موسكو.
وأشارت الوكالة إلى أن البند الثالث شمل عدم محاكمة أي من عناصر ميليشيا فاغنر الذين قاتلوا بأوكرانيا، في حين أعلن الكرملين على لسان المتحدّث باسمه "ديمتري بيسكوف" أن الاتفاق يقضي بعودة فاغنر إلى قواعدها وأن المقاتلين الذين لم يشاركوا في التمرد سيُسمح لهم بالانضمام للجيش رسمياً.
وأضاف "بيسكوف" أن ما جرى هدفه تجنّب إراقة الدماء أو حدوث صدام داخلي واشتباكات لا يمكن التنبّؤ بنتائجها، كما إنه يعد تسوية دون مزيد من الخسائر، مشيراً إلى أن السلطات بدأت رفع الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي اتخذتها في مواجهة تقدم فاغنر نحو العاصمة.
وفي الأثناء أكد "فاسيلي غولوبيف" حاكم منطقة روستوف أن ميليشيا فاغنر غادرت المدينة بعد أن استولت على مقر الجيش فيها صباح أمس والذي يعد مركز العمليات في الحرب على أوكرانيا، بينما أوضح "إيغور أرتامونوف" حاكم منطقة ليبيتسك أنه بدأ العمل على رفع القيود المفروضة على المدينة التي كانت قد دخلتها فاغنر أيضاً، وأنه سيسمح بعودة الحركة والحياة الطبيعية في كل الطرق.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد اتهام زعيم ميليشيا فاغنر، كبار ضباط الجيش الروسي بقصف قواته في أوكرانيا، تلاه سيطرة مرتزقته على مقر رئيسي للجيش جنوب روسيا وتوجههم شمالاً نحو العاصمة، فيما وعد زعيم الميليشيا بـ"تحرير الشعب الروسي" الأمر الذي أثار الرعب لدى "بوتين" وكبار قواده، معتبراً أن ما جرى خيانة ومحذراً من حدوث "حرب أهلية" بالبلاد.
كييف: ما جرى هو إذلال لبوتين
وحول التصريحات الدولية بيّنت "ا ف ب" أن كييف اعتبرت أن بريغوجين أذلّ بوتين وأظهر أنه لم يعد هناك احتكار للعنف بحسب مساعد الرئيس الأوكراني "ميخايلو بودولاك"، في حين قال الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" إن بلاده باتت مسؤولة عن "أمن الجناح الشرقي لأوروبا" ويجب على الغرب تسليمهم جميع الأسلحة اللازمة ولا سيما مقاتلات إف-16 الأمريكية.
كما لفت زيلينسكي إلى أن التمرد الأخير ضد بوتين أظهر أن القيادة الروسية ليست لها سيطرة على أي شيء، في حين كشفت تقارير صحافية أن الاستخبارات الأميركية رصدت مؤشرات قبل أيام على أن بريغوجين كان يحضّر للتحرّك ضد مؤسسة القوات الروسية.
وأخبر مسؤولون في الاستخبارات البيت الأبيض باحتمال وقوع اضطرابات في روسيا قبل يوم على بدئها وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، التي أضافت أن بوتين أُبلغ بأن بريغوجين يخطط للتمرّد قبل يوم على الأقل من تنفيذه التحركات ضد موسكو.
التعليقات (2)