كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس جو بايدن وبعيداً عن الكاميرات أبلغ ناشطين سوريين في حفل خيري أن على بشار الأسد الرحيل، في تصريح يخالف التوجّهات الحالية للإدارة الأمريكية التي تركز على تغيير سلوك النظام.
وقال الصحفي جوش روغين في مقال نشرته الصحيفة اليوم الخميس إن ثلاثة ناشطين سوريين أمريكيين استغلوا فرصة لقائهم بايدن في حفل جمع تبرعات خاص في 27 حزيران الماضي في مريلاند لمطالبته ببذل المزيد ضد الدكتاتور بشار الأسد من جهة وحماية المدنيين السوريين الأبرياء من جهة أخرى.
ونقل روغين عن آلاء تللو، وهي أمريكية سورية، أنها قالت لبايدن خلال اللقاء إنه "يجب على الأسد أن يرحل"، ليرد بايدن بكلمة "أوافق"، رغم أن ذلك يتناقض هذا بشكل حاد مع نهج إدارته، الذي شمل مؤخراً على إخبار دول الخليج العربية بأن الولايات المتحدة لن تعارض تطبيعهم مع الأسد، فضلاً عن فشل الإدارة في تنفيذ العقوبات الأمريكية ضد داعمي الأسد.
بايدن: سأبذل قصارى جهدي
وخلال الحوار، ضغطت تللو على الرئيس بايدن من أجل مساعدة الشعب السوري على تحرير نفسه من قبضة بشار الأسد وشركائه الروس والإيرانيين، الذين دخلت حملتهم الفظيعة الجماعية عامها الثالث عشر.
وبحسب تللو أجاب الرئيس قائلاً "لا أستطيع أن أعدك، لكنني سأبذل قصارى جهدي"، مضيفة أن "بايدن اهتمّ وشارك في المحادثة بمستوى عالٍ من التعاطف" وأنها "شعرت بالكثير من الأمل في أن الولايات المتحدة والرئيس سيساعدان الشعب السوري ".
ونقل الصحفي عن الدكتور محمد بكر غبيس، زوج تللو، أنه ناشد بايدن أن يولي مزيداً من الاهتمام لمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، حيث يعيش أكثر من 3 ملايين نازح داخلياً في بؤس، معزولين عن العالم، ويتعرضون لهجمات مستمرة من قبل ميليشيا أسد والقوات الروسية.
غبيس قال لبايدن: "علينا إنقاذ إدلب.. أرجوك أنقذ إدلب، سيدي الرئيس"، أجاب بايدن: "أسمعك، لكن لا يمكنني إرسال جنود أمريكيين إلى سوريا"، ليرد غبيس: "سيدي الرئيس، لا داعي لذلك، يمكننا القيام بذلك، يمكننا حماية أنفسنا، نحتاج فقط إلى المزيد من الدعم من الولايات المتحدة".
وينشط كل من تللو وغبيس في منظمة غير ربحية تدعى منظمة “مواطنون من أجل أمريكا آمنة" وقد حضر المتحدث باسم المنظمة، جورج اصطيفو، الحدث، وكان له تفاعله الخاص مع بايدن.
اصطيفو قال لبايدن إن "بوتين أصبح أكثر جرأة بعد أن أُفلت من الفظائع في سوريا، لو كنا قد أوقفنا الروس في سوريا"، وقد كان رد الرئيس بأنه لن يسمح للروس بالنجاح مرة أخرى.
يريد النشطاء السوريون أيضاً من الإدارة الأمريكية علنًا مساندة مشروع قانون لمكافحة التطبيع مع الأسد الذي من شأنه أن يشدد العقوبات على أي كيان يساعد نظام الأسد، ويريدون كذلك من بايدن منح السوريين الذين يعيشون خارج حكم الأسد، المزيد من المساعدات الإنسانية والدعم الاقتصادي.
وفيما رفضت اللجنة الوطنية الديمقراطية وحملة بايدن والبيت الأبيض التعليق على هذا الحوار، أكد الكاتب أن الأيام القادمة كفيلة لإظهار إن كان هذا الخاص سيأتي بنتائج مثمرة.
التعليقات (6)