قتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح الخميس جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وفق ما نقل إعلام الأسد.
وأوردت وزارة الداخلية الأسد أن "التفجير الإرهابي" وقع جراء "انفجار دراجة نارية بالقرب من مركبة تاكسي عمومي"، مشيرة إلى أن "التحقيقات ما زالت مستمرة".
أورينت نت تواصلت مع أحد الباعة الذي يمتلك محلاً بالقرب من مكان التفجير، الذي أكد بأن المنطقة شديدة التحصين منذ سنوات، ومن غير الممكن لأي شخص أن يصل إلى محيط المقام دون أن يخضع لتفتيش و"تفييش" رباعي، "أي يتم مراجعة اسمه عبر بيانات مشتركة لأفرع أمنية أربعة الجوية والأمن العسكري وأمن الدولة والأمن السياسي.
وأضاف البائع أبو عاصم أنه ورغم امتلاكه محلاً داخل المربع الأمني المحيط بالمقام فإنه يعاني الأمرّين لإدخال قوارير العطورات، فكيف هو الحال بشخص يحمل متفجرات كما يروج إعلام النظام.
ولفت أبو عاصم إلى أن التفجير وقع على مسافة قريبة جداً من مفرزة تابعة لفرع فلسطين موجودة في المكان منذ عام 2013 بالقرب من مقام السيدة زينب، أي المنطقة شديدة التحصين وكان من باب أولى أن يفجر نفسه الاتتحاري المفترض بالقرب من المفرزة التي يمر من جانبها للوصول إلى مكان التفجير، ولا ينتظر حتى يعبرها بعشرات الأمتار ويستهدف مدنيين، أو على الأقل يفجر نفسه خارج المربع الأمني ولا يضطر أن يغامر ويدخل عبر حواجز وفي كلا الحالتين هناك زوار شيعة قبل الحواجز وبعدها إن كانوا هم المستهدفين فعلاً.
العودة لمسرحية التفجيرات
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي فراس تقي الدين لأورينت نت أن خطوة "التفجيرات المفتعلة" كانت متوقعة من الأسد مع السقوط الحر للعملة المحلية أمام سلة العملات الأجنبية، فـ"النظام لم يعد يمتلك أي وسيلة لكبح تدهور سعر صرف الليرة ولم يبق أمامه سوى العودة إلى مسرحياته السابقة بافتعال التفجيرات والقول بأننا لا زلنا أمام خطر خارجي يهدد الجميع ويجب أن نتحمل الجوع والفقر وانعدام الخدمات وغياب تام لأدنى متطلبات الحياة للصمود أمام المؤامرة الكونية!".
وأضاف تقي الدين بأن إعلام النظام بدأ منذ أيام يمهّد لوجود مخاطر محدقة بـ"سوريا الصامدة" على حد تعبيره، و"أن هناك مخططاً دولياً لزعزعة استقرار النظام في سوريا اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً، عبر زيادة الضغوط المعيشية على الناس لخلق بيئة حاضنة للانفجار الاجتماعي المنتظر".
وخلال أقل من عشرة أيام، فقدت الليرة السورية نحو 20 % من قيمتها، وباتت تسجل كل صباح مستوى قياسياً متدنياً غير مسبوق من قبل، وسط غياب تام لأي دور لمصرف النظام المركزي.
وعلى وقع انهيار العملة، بات راتب الموظف الحكومي الذي يحمل إجازة جامعية أقل من عشرة دولارات شهرياً، ويكفي لشراء كيلو شاي وكيلو سكر ليس أكثر.
"لطالما كانت التفجيرات طوق نجاة للنظام" هذا ما يؤكده تقي الدين ويدلل على ذلك على سلوك النظام عند تفجير خلية الأزمة "مبنى الأمن القومي السوري" بتاريخ 18 تمّوز 2012، والذي أدى إلى تصفية رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار، وداوود راجحة، المسيحي الذي يملك خطوط اتّصال مع الغرب، وآصف شوكت، الذي تربطه علاقات مع فرنسا، وحسن توركماني، الذي لديه صلات مع تركيا، وكان ذلك بإيعاز من إيران، حيث قالوا لبشار إن المجتمعين يحيكون انقلاباً ضدّه.
ويختم تقي الدين كلامه بأن النظام كان يلجأ لسيناريو التفجيرات مع تصاعد أصوات معارضة داخل حاضنته الشعبية كما يحصل اليوم.
"الشيعة السياسية"
مصدر من بلدة سلمى في ريف اللاذقية أكد أن رامي مخلوف وأنصاره من الطائفة العلوية باتوا يتبنون رواية بأن النظام يعمل على تدمير الطائفة العلوية من خلال صهرها مع "الشيعة السياسية" وهذا خطر عليهم لأن الشيعة الاثني عشرية في إيران يكفّرون العلويين، وبشار اليوم يسمح لمراجع شيعة لبنانيين بأن يشيّعوا العلويين.
ويؤكد المصدر لأورينت أن التفجير يحمل رسالة بهذا الخصوص وهي أن النظام لا يولي الشيعة الاهتمام الخاص على حساب العلويين كما يظن البعض، بل إن "مراقدهم المزعومة" لا تخضع لحراسة مشددة، بل حراسة كما باقي الأماكن الحساسة ليس أكثر.
ويختم المصدر كلامه بأن عائلة مخلوف من عشيرة الحدادين أكبر عشائر العلوية والتي منها صلاح جديد الذي غدر به حافظ بعد أن أوصله لوزارة الدفاع، في حين عائلة الأسد من الكلبية أصغر العشائر العلوية، أي إن الأسد من أقلية الأقلية، وتاريخياً كانت عائلة مخلوف معروفة في قرى العلويين مقابل عائلة الأسد مجهولة النسب، لذلك اليوم عادت عائلة مخلوف لاتهام عائلة الأسد بالعودة لنشر التشيّع كما كانت "جمعية المرتضى" التي أسسها جميل الأسد في اللاذقية، ثمانينيات القرن المنصرم، للاستقواء على أبناء الطائفة نفسها قبل غيرهم.
التعليقات (4)