ضربت موجة الغلاء والتضخم أسواق مدينة حماة وضواحيها وطال ارتفاع الأسعار كل شيء مؤخراً وأصبح إعداد طبخة واحدة مهمةً شاقة لمعظم عائلات المدينة التي كانت سابقاً المصدر الأول للحوم والألبان والأجبان، وبات اليوم أبناؤها عاجزين عن تأمين أبسط مقومات العيش.
تضخم و رواتب معدومة
وقال محسن أبو جواد من أهالي مدينة حماة لموقع أورينت نت، إن نسبة 90% من أهالي مدينة حماة باتوا يشترون اليوم المواد الغذائية من سكر و رز وألبان وأجبان بالأوقية والغرامات نتيجة الحالة المزرية وضعف القدرة الشرائية للأهالي.
وأضاف أن كيلو الجبنة البلدي الممتاز يباع اليوم بـ 60 ألف ليرة سورية والجبنة الشلل بـ 75 ألف ليرة سورية والسكر بـ 15 ألف ليرة سورية والشاي 125 ألف ليرة ومتوسط دخل الموطن لا يتعدى الـ 150 ألف ليرة أي لا يكفي لشراء 2 كغ من الجبن.
وذكر أن أهالي المدينة كانوا معروفين بأطباقهم الدسمة المشهورة التي تحتوي لحوماً تنتجها مراعي المدينة، ولكن اليوم نسبة 5% فقط من أبناء المدينة يشترون هذه المادة لأن كيلو اللحمة الحمراء تجاوز 125 ألف ليرة بما يعادل راتب موظف.
تزفيرة لحم وغلوة شاي
من جهته ذكر علي أبو حازم موظف حكومي في مدينة حماة، أنه وزملاءه في العمل يشترون اليوم السمنة النباتية بالملعقة، والزيت بمقدار الكاسة فقط للطعم، والجبن بالقطعة، واللبن بالأوقية، والقهوة والمتة والشاي بما يكفي لغلوة واحدة.
وأضاف بأنه بالنسبة للحوم الحمراء والفروج فاليوم معظم الأهالي والموظفين يشترون العظام والتزفيرة أي بقايا لحمة أقل من نصف أوقية فقط ليكون طعم لحم في أطباق الأرز وغيره ويشعروا بطعمه الذي اعتادوا أن يكون بكثرة على أطباقهم في السنوات الماضية.
جمود وشلل بالأسواق
بدوره وصف أبو محمد الشايب بائع في سوق 8 آذار الشعبي وسط مدينة حماة، أن الغلاء والتضخم أدى إلى جمود كبير في حركة البيع والشراء وخاصة مع الهبوط السريع والمتكرر لسعر الليرة لسورية أمام الدولار وبالتالي تتحدث أسعار المواد الغذائية والخضروات والفواكه في كل يوم حتى أحياناً بين الصباح والمساء.
وذكر أن سعر كيلو الرز الجيد بـ14 ألف ليرة، ورز المعونة الرديء صار بنحو 10 آلاف ليرة، ولتر زيت القلي بـ18 ألف ليرة، وكيلو البرغل بـ9 آلاف درجة ثانية، وكيلو السمن النباتي بـ 35 ألف ليرة والنوع الثاني بـ25 ألف.
وأوضح بأن الفاكهة الجيدة والأنواع الجيدة من اللوزيات لا توجد في السوق، فهي تشحن لخارج البلاد أو لأسواق الدرجة الأولى في دمشق وحلب، وأما المتوفر بالسوق الشعبي هنا فهي البضاعة المضروبة درجة ثانية وثالثة التي لا يمكن تصديرها لصغر حجمه ورداءته.
خارج التغطية
وبرّر مدير التجارة الداخلية التابع لحكومة أسد رياض زيود الغلاء الفاحش بأسواق حماة بأن حماية المستهلك، تنظّم يومياً عشرات الضبوط بحق التجار والباعة الذين يرتكبون مخالفات البيع بسعر زائد، وعدم الإعلان عن الأسعار، ومنح فواتير وهمية، وعدم تداول الفواتير.
وأوضح أن الدوريات نظّمت خلال الأسبوع الأول أكثر من 150 ضبطاً تتعلق بمخالفات غش والأسعار وبالتالي نفى أي مسؤولية لحكومة أسد بالوضع المزري هناك.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد من ارتفاع حاد بمعدلات الفقر، وأفاد بيان للأمم المتحدة في شهر نيسان الماضي بأن التقديرات تشير إلى أن 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، ومن المتوقع أن تؤدي الأوضاع الاقتصادية المتدهورة إلى زيادة مستوياته، وكل ذلك يترافق مع انهيار حاد لليرة السورية التي وصلت إلى مستوى 14 ألف ليرة مقابل الدولار في الأسبوع الجاري.
التعليقات (8)