رؤساء سابقون أعلنوا وفاته.. هادي البحرة يفجّر الائتلاف والحريري يشبههم بعاطف نجيب

كشفت رسالة كتبها رئيس الائتلاف السابق الدكتور "نصر الحريري" أن القائمين على الائتلاف لا يختلفون كثيراً عن نظام أسد من حيث الديكتاتورية والتسلط، مشبهاً تصرف رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى بإجبار أعضاء الائتلاف على انتخاب هادي البحرة للرئاسة يوم غد الثلاثاء، بما فعله المجرم عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد الذي أهان وجهاء درعا في بداية الثورة.

وجاء في الرسالة التي علمت أورينت من مصادر داخل الائتلاف بأن الحريري أرسلها للأعضاء عبر الإيميل الداخلي للهيئة العامة بمناسبة الانتخابات الجديدة لرئاسة الائتلاف، "عاطف نجيب.. هذا الرجل استفزّ مشاعر السوريين وأيقظ المارد النائم فيهم لعقود حين خاطب السوريين قائلاً جملته المشؤومة "احضروا لنا نساءكم حتى ننجب منهن نسلاً أفضل" فقامت قيامة سوريا ولم تقعد انتفاضة لكرامتهم وانتصاراً لأعراضهم والظلم المطبق عليهم.."

 وقال الحريري إنه "ليس بعيداً عن ذلك يتناقل أعضاء الائتلاف الموقرون كلاماً عن دولة رئيس حكومة الثورة المؤقتة الأستاذ عبد الرحمن مصطفى يقول فيه "بالصرماية ستتم الانتخابات يوم الثلاثاء 12 أيلول" و "بالصرماية سيتم انتخاب الأستاذ هادي البحرة رئيساً"، إضافة إلى جمل وعبارات أخرى مستفزة تصدر عن بعض أعضاء مجموعة التحكم والسيطرة في الائتلاف بعد أن استشعروا تجانس الائتلاف وعدم قدرة أحد على مواجهة إراداتهم وتصرفاتهم ".

وأشار إلى أن هادي البحرة الذي تدّعي مجموعة السيطرة في الائتلاف أنه يحظى بتوافق المكونات داخل الائتلاف، مكلّف بمهام متشعبة فهو عضو في الهيئة السياسية التي يُفترض أنها مرجعية هيئة التفاوض، وعضو في هيئة التفاوض التي يفترض أنها مرجعية اللجنة الدستورية، وعضو في اللجنة الدستورية التي يفترض أنها مرجعية اللجنة الدستورية المصغرة، وعضو في اللجنة المصغرة التي يفترض أنها مرجعية رئاستها ورئيس اللجنة الدستورية، وممثل الائتلاف في صندوق الائتمان، ثم يأتي الآن ليكون رئيساً للائتلاف الذي يفترض أن يكون مرجعية كل ما سبق، ليكون سابقة في تاريخ المعارضة والعمل السياسي والمؤسسي.

واتهم الحريري أشقاء وأصدقاء وحلفاء الشعب السوري بالتدخل بقضايا الائتلاف وقراراته، واصفا طريقة تعاملهم مع الائتلاف بأنها غير لائقة.

اتصالات وتهديد

وتعليقاً على رسالة الحريري أكد مصدر من داخل الائتلاف لأورينت نت أن أعضاء الائتلاف تلقوا اتصالات من أجل انتخاب البحرة للرئاسة، مهددين من لم يصوّت له بالإبعاد، مشيراً إلى أنه للأسف معظم الأعضاء صامتون وراضخون.

وأوضح المصدر أنه تم إعادة هيكلة الائتلاف وتعديل نظامه الأساسي بحيث تكون جميع الصلاحيات محصورة بيد كتلة واحدة وهي "جي 4"، تتخذ القرارات مع العلم أن القرار لم يعد بيد الائتلاف. 

الأتراك فوجئوا بالرفض

وعن تسريب رسالة الحريري، أشار العميد أحمد رحال المحلل العسكري والإستراتيجي لبرنامج "تفاصيل"، إلى أن معظم رسائل الائتلاف أصبحت متداولة وتصل للكثيرين، موضحاً أن هناك من أخبر الأتراك بأن بعض أعضاء الائتلاف يرفضون انتخاب البحرة، ففوجئوا بدخول عبد الرحمن مصطفى على الخط ليُخبر أعضاء الائتلاف أنه سيتم انتخاب البحرة للرئاسة "بالصرماية". 

بدوره، يرى وائل الخالدي المحلل السياسي أنه يتم اختيار أشخاص في الائتلاف وإعدادهم لقبول العرض الروسي الذي يجري التحضير له والقائم على إفشال المبادرة العربية وصناعة معارضة ورقية لتضعهم على الطاولة مع بشار والتفاوض معه ويتم بيع القضية السورية.

وفاة الائتلاف

وعلّق معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف السوري على رسالة نصر الحريري التي شاركها على حسابه الشخصي بمنصة "إكس"، معتبراً أنها بمثابة نعي للائتلاف.

وقال الخطيب: "أنعي إلى جميع السوريين وفاة الائتلاف الذي كان معارضاً.. هناك تهديد مُشين لإجبار أعضائه على التصويت لقيادة مفروضة عليه.. حزب البعث الستاليني لم يستطع إركاع السوريين ولن تستطيع عقلية فتافيته الوصاية عليه بالإجبار اليوم.. لا جنازة للمتوفى فالمرتد عن وطنه تُحرم الصلاة عليه".

يبدو أن محاولة تخويف أعضاء الائتلاف من قبل رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى بالعصا التركية لإجبارهم على انتخاب هادي البحرة رئيساً جديداً للائتلاف لن يمر بسهولة كما خطط له مصطفى ومن يقف بصفه، فهل سيتم الضغط عليهم ليرضخوا في النهائية لمن هددهم باستخدام "الصرماية" أم سيصرّون على موقفهم الرافض؟.