كيف سيؤثر تصعيد مشيخة العقل غير المسبوق ضد الأسد على انتفاضة السويداء؟

كيف سيؤثر تصعيد مشيخة العقل غير المسبوق ضد الأسد على انتفاضة السويداء؟

تسير انتفاضة السويداء نحو أهدافها تصاعدياً على ذات خُطا الثورة السورية عام 2011، رافعةً شعاراتها السلمية ومتخذة الميادين والساحات مكاناً طبيعياً للتعبير عن صوت الأهالي المنتفضة، لكن هل ستتمكن من الاحتفاظ بسلميتها، وهل تنجو من مستنقعات الدم التي يحفرها النظام على طريق الثائرين بوجهه؟

والتساؤل الأبرز، هل ستتمكن من الاحتفاظ بزخمها الشعبي أمام محاولات ميليشيا أسد شق صفوفها وتشتيت جهود شيوخ العقل وقادة الحراك الداعمين لها؟ 

وتظهر أهمية هذه التساؤلات مع إطلاق أول رصاصة من قبل شبيحة حزب البعث تجاه المتظاهرين، قبل يومين، وذلك بسبب ما تبعه من تصعيد غير مسبوق من قبل الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ "حكمت الهجري"، حين حمل أجهزة مليشيا أسد الأمنية والمليشيات الإيرانية مسؤولية ماحدث.

وقال حرفياً: "إيران دخلت هذا البلد محتلة ويجب الجهاد ضد مليشياتها"، داعياً في ذات الوقت إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى التصعيد الذي تسعى إليه "ميليشيا أسد" مع المحافظة على جاهزية السلاح للدفاع عن المتظاهرين السلميين وأن تكون "الطلقة في بيت النار" إلا أنهم لن يبدؤوا بإطلاق النار. 

وفور تصريحات الهجري النارية ضد ميليشيات أسد وإيران، جاءت تصريحات شيخ العقل الآخر "حمود الحناوي" داعمة ومتناسقة مع موقف الهجري، فقد دعا حناوي إلى محاسبة من أطلق النار إضافة إلى ضبط النفس والمحافظة على سلمية احتجاجات أهالي السويداء، قائلاً: "سكتنا طويلاً لنحافظ على وحدة الوطن ودم الأبناء… استنفدنا كل الطرق مع هذا النظام".

وفي تعليقه على أحداث استهداف المتظاهرين، ثمّن الصحفي نورس عزيز موقف الشيخين الهجري والحناوي.

وحذر خلال حديثه لبرنامج "هنا سوريا" على أورينت، من الانجرار لردات الفعل التي تسعى ميليشيا أسد إلى تأجيجها وجرّ الحراك إلى الهاوية، مشدداً على أن الاستعداد للمعركة يمنع وقوعها.

بدوره أشار الصحفي السوري عهد مراد أشار إلى أن الأحداث الأخيرة تبين عدم تراجع الأهالي عن انتفاضتهم ومطالبهم، وتدفع نحو مزيد من التكاتف والتعاضد بين مختلف فئات المجتمع في السويداء، خاصة مع النبرة الحادة وغير المسبوقة التي تتبناها أعلى شخصيتين مرجعيتين لشيوخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا.  

أحد أطراف الحراك الثوري في السويداء والمسمى الانتفاضة الشعبية في محافظة السويداء أوضح في بيان: "نحمّل سلطة النظام وحزب البعث والأجهزة الأمنية مسؤولية إراقة الدم السوري منذ عام 2011 حتى الآن".

وبعد نحو شهر على انتفاضة السويداء لا يزال قادة ومنظمو الحراك ممسكين بزمام الأمور، فيما يبدو أنهم يسعون بكل جهده للإفادة من التجربة الثورية السورية منذ عام 2011، وتفويت الفرص على ميليشيا أسد لجرّ الحراك الشعبي إلى المكان الذي تريده، حيث النار والدماء والفوضى.

التعليقات (1)

    محسن موسى عساف

    ·منذ 7 أشهر أسبوع
    بدنا نعمل منكن سياخ شاورما خالية من الملوخية اللي زحلط عليها ربكن العجل
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات