صحيفة تركية: العنصرية تفجّر المكاسب الوطنية وتحرمنا الكفاءات وأصحاب الدخل المرتفع

صحيفة تركية: العنصرية تفجّر المكاسب الوطنية وتحرمنا الكفاءات وأصحاب الدخل المرتفع

اعتبرت صحيفة تركية شهيرة أن النهج الذي يسلكه العنصريون حالياً في البلاد ويهدفون من خلاله إلى تخويف المهاجرين واللاجئين، سينتج عنه احتمالية مغادرة عدد كبير منهم ولا سيما المتعلمين وذوي الدخل المرتفع إلى الخارج، حيث ستتوفر لهم فرصة العيش بشكل أفضل، وذلك بسبب وضعهم المالي أو خصائصهم العلمية.

وفي مقال لها بعنوان (ما الذي تأخذه منا المشاعر المعادية للمهاجرين؟)، ذكرت صحيفة "star" التركية أن تزايد الضغوط على المهاجرين واللاجئين قد يدفعهم لمغادرة البلاد وبالتالي حدوث خسارة ملموسة، في حين أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض ومستويات التعليم البسيطة سيكون لديهم بدائل أكثر محدودية لمستقبلهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذا النهج ليس له بعد إنساني ويتعارض مع المصالح الوطنية للبلاد، حيث يلجأ بعض السياسيين وقادة الرأي والأشخاص الذين يصرون على إبقاء العداء تجاه الأجانب على جدول الأعمال، إلى تفجير المكاسب الحالية والمستقبلية التي حققتها تركيا من السياسات التي تنتهجها.

 

وأضافت أن مناهضة اللاجئين واللغة العدائية تجاههم لن تقدم أي فائدة عملية لتركيا بل على العكس من ذلك ستسبب ضررًا جسيماً للبلاد، كما إن استقبال اللاجئين السوريين منع وقوع مذابح بحقهم وحمى أرواحهم من بطش نظام أسد وبعض المنظمات الإرهابية الأخرى (قسد وداعش) وأنقذ ملايين الناس من الموت. 

ولفتت الصحيفة إلى أن حقيقة أن كلاً من اللاجئين والدولة ينظرون إلى وضعهم على أنه مؤقت خلقت بعض المشاكل من حيث التكيف مع المجتمع العام، كما استغل البعض مسألة التقاء ثقافتين مختلفتين وزعم أن المهاجرين كانوا مسؤولين إلى حد كبير عن المشاكل الاقتصادية وأن موارد البلاد يتم تحويلها لهم.

وأردفت أنه تم طرح بعض الأرقام والبيانات التي لا علاقة لها بالحقيقة حول الجرائم التي يتورط فيها المهاجرون واللاجئون، ورغم أن وزارة الداخلية كشفت باستمرار أن الجرائم التي يرتكبها الأجانب وطالبو اللجوء في البلاد كانت أقل بكثير من متوسط جرائم ​​المواطنين، إلا أن هذه الدوائر استمرت في التلاعب.

 

أهمية اللاجئين

وبينت star" أنه تتجلى فوائد الأجانب للبلاد أيضًا في المجال الاقتصادي فالسكان هم من أهم العناصر التي تضيف ديناميكية اقتصادية لأي بلد إذا تمت إدارتها بشكل جيد، ومن المعروف أن المهاجرين يساهمون في الاقتصاد في مختلف القطاعات ويقومون بالعديد من الوظائف التي يمتنع المواطنون عن القيام بها.

وبمعنى آخر، وعلى عكس ما يُزعم في الأنشطة الدعائية السوداء، فإن المهاجرين لا يعملون بدلاً من المواطنين الأتراك، بل في المناطق التي تركوها، وفي هذه المرحلة، ينبغي للغرف المهنية أيضًا مشاركة بعض البيانات التي من شأنها تنوير الجمهور حول دور اللاجئين في التوظيف.

كما تظهر التجارب العالمية أن المهاجرين يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بمساهماتهم في تعزيز اقتصاد البلاد وخاصة في الفترة التي تلت الحربين العالميتين، وظفت الدول الغربية أعداداً كبيرة من العمال المهاجرين لتحقيق التنمية الاقتصادية السريعة.

 

وفي الواقع، الأمر نفسه ينطبق على تلبية احتياجات القوى العاملة في مختلف المجالات، وخاصة قطاع الخدمات ويمكن أن نفهم أن مغادرة اللاجئين من البلاد سوف يسبب مشكلة للقوى العاملة في هذه المناطق.

ومن الواضح أيضًا أن هناك العديد من المتعلمين أو أصحاب رؤوس الأموال من بين الذين قدموا إلى البلاد، وفي واقع الأمر، هناك زيادة كبيرة في عدد المستثمرين الأجانب القادمين إلى البلاد عن طريق الهجرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات