قصف ونهب وتهجير.. هكذا دمّر نظام أسد أهم الصناعات التقليدية بريف دمشق

قصف ونهب وتهجير.. هكذا دمّر نظام أسد أهم الصناعات التقليدية بريف دمشق

شهد القطاع الصناعي بريف دمشق تدهوراً كبيراً بفعل حرب ميليشيا أسد على مدى 12 عاماً، حيث كادت بعض المهن أن تتلاشى بشكل كامل فيما بعضها مازال قائماً بشكل ضعيف بعد أن دمرت الآلة العسكرية لنظام أسد معامل صناعية بأكملها في عدرا وعربين وحرستا والقابون، فضلاً عن عوامل أخرى كالنقص في الموارد والذي أدى لتدني القدرات الصناعية والبشرية اللازمة لتشغيل المعامل حتى نسبة ما دون الـ 20 بالمئة مقارنة بما كانت عليه قبل الـ 2011.

صناعة الغذائيات

 وقال نزار المرجاوي وهو من أهالي الغوطة الشرقية لـ أورينت نت، إن "إنتاج الصناعات الغذائية ومنها المربيات والمونة المنزلية والكونسروة وغيرها شهد تراجعاً قياسياً بعدة مناطق في ريف دمشق بسبب نقص الموارد الزراعية اللازمة للتصنيع ونقص اليد العاملة الخبيرة فضلاً عن غلاء المواد الأساسية الداخلة بالتصنيع متل السكر والمواد الحافظة.

وأضاف: "كانت مدينة عربين بالغوطة الشرقية وبعض بلدات ناحية الكسوة، تشتهر بإعداد أنواع متعددة من المنتجات الزراعية المصنعة، ولكن بفعل قصف ميليشيا أسد وتهجيره للشباب وسرقته لمعدات المصانع وفرض إتاوات كبيرة على أصحاب المهنة، أدى لهجر هذه الصناعات واكتفى أهالي المنطقة بإعدادها بشكل محدود".

وتابع: "على سبيل المثال، وصل سعر مطربان المربيات الصغير في سوريا وزن 1 كغ وصل إلى 30 ألف ليرة، وذلك بفعل الارتفاعات الأخيرة في أسعار السكر والفواكه وحوامل الطاقة"، مشيراً إلى أن أرخص صندوق مشمش في السوق حالياً يصل سعره إلى 90 ألف ليرة، في حين يتجاوز سعر كيلو السكر 16 ألف ليرة وهذا ما قفز بأسعار المربيات.

الخزف والشرقيات

بدوره تحدث الحرفي محمد عبد الرؤوف من ريف دمشق لـ أورينت نت عن التراجع في صناعة الخزف والشرقيات قائلاً: "عدة ورش للخزف وصناعات الزينة والشرقيات أغلقت أبوابها، بعد أن كانت مدن بأكملها مثل داريا وبلدات في جنوب دمشق والغوطة الشرقية تشتهر بإنتاج أجمل أنواع الخزف الملوّن والشرقيات المذهبة".

وذكر: "لقد زادت الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية للأهالي من التأثير على الحرفة وكادت تطمس بشكل كامل، فلا أحد يقتني اليوم أواني خزفية أو أطقم من الأرابيسك أو شرقيات مزخرفة لأن الهمّ الأكبر للشريحة الأوسع من المواطنين بات تأمين لقمة العيش، فضلاً عن أن أبرز صناع هذه المهنة باتوا خارج سوريا ومنهم من افتتح أسواقاً جديدة في المهجر".

المفروشات

كما لفت عمر أبو الجود وهو صاحب صالة للمفروشات في مدينة سقبا بريف دمشق خلال حديثه لـ أورينت نت، إلى صناعة الأثاث والمفروشات التي كانت من أهم الحرف التي اعتمد عليها أهل ريف دمشق والغوطة الشرقية خاصة في تحصيل رزقهم وعمل فيها عشرات الآلاف من الأهالي.
 
واستطرد: "بعد قيام الثورة ضد نظام أسد عام 2011 قصفت الميليشيات التابعة لها مدن وبلدات الغوطة ومدينة داريا، ما تسبب بتراجع كبير لهذه الصناعة نتيجة تدمير الصالات والورش وهجرة آلاف الحرفيين من الغوطة وعاقبت الميليشيات العاملين بالمهنة بقطع الكهرباء والمضايقات ووضع الحواجز قرب الصالات.".

وأشار إلى أن نظام الأسد وروسيا دمّرا ما نسبته 75 بالمئة من الصالات والورش القائمة في الغوطة الشرقية، كما احترق قسم كبير من الصالات نتيجة شظايا القذائف والصواريخ وخاصة خلال الحملة العسكرية الأخيرة بين شهري شباط وآذار من عام 2018، فضلاً عن أن مقومات المهنة في الوقت الحالي مفقودة نتيجة انقطاعات الكهرباء وعدم إدخال مواد أولية من أخشاب مستوردة وإكسسوارات، إضافة للضرائب والإتاوات التي يتقاضاها ضباط أسد من العاملين في هذه المهنة، حيث تفرض الحواجز المنتشرة بالغوطة على سبيل المثال، مبالغ تصل لـ 100 ألف ليرة سورية على كل حمولة أثاث منزلي ومفروشات مقابل السماح بمرورها.

ولم يكن القصف وحرب أسد على الشعب السوري هي الوحيدة التي أثرت بشكل سلبي على الصناعات والمهن، إذ أدت الملاحقات والغرامات الباهظة التي تفرضها لجان ما تعرف باسم وزارة المالية لإغلاق العديد من المصانع، فضلاً عن ملاحقة نظام أسد وواجهاته الاقتصادية المرتبطة مباشرة بأسماء أسد، وإجبارهم على دفع حصص مالية من أرباح المعامل أو الانضمام للعمل معها أو اعتقال التجار وملاحقتهم ومصادرة أموالهم، في مخطط مدروس وممنهج من أجل استيلاء نظام أسد على كامل مفاصل الصناعة والتجارة في البلاد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات