واجهوا معضلة مؤلمة.. نيويورك تايمز تروي مأساة 18 سورياً قضوا بحرائق اليونان

واجهوا معضلة مؤلمة.. نيويورك تايمز تروي مأساة 18 سورياً قضوا بحرائق اليونان

روت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مأساة 18 مهاجراً سورياً بينهم 5 أطفال لقوا مصرعهم شهر آب الماضي جراء حرائق الغابات في اليونان.

وقالت الصحيفة في تقرير موسّع إن مجموعة مؤلفة من 18 طالب لجوء سورياً، واجهت معضلة مؤلمة: إما أن يسلكوا الطريق الأكثر أماناً عبر القرى والطرق السريعة وينتهي بهم المطاف إلى أحضان السلطات اليونانية، أو يشقّوا طريقهم عبر الغابات والحقول التي دمّرتها أكبر حرائق الغابات المسجّلة في أوروبا وهو ما اختاروه.

وأضافت أنه في 21 آب، حوالي الساعة 9 مساءً، احترقت مجموعة من طالبي اللجوء حتى الموت في أكبر حريق غابات مسجل في أوروبا، وفي اليوم التالي اكتشفت السلطات جثثهم المتفحمة وافترضت أن الضحايا كانوا مهاجرين لأنه لم يكن أحد يبحث عن المفقودين محلياً. 

ولأكثر من شهر، ظلت هوياتهم وظروف وفاتهم لغزاً، لكن على مدار أسابيع من إعداد التقارير، تمكّنت صحيفة نيويورك تايمز من تجميع تفاصيل لم تكن معروفة سابقاً حول رحلة المجموعة في ساعاتها الأخيرة اليائسة، من بينها أن 12 فرداً من المجموعة ألقي القبض عليهم مرة واحدة من قبل حرس الحدود اليوناني الذي أعادهم إلى تركيا.

وبشكل قطعيٍّ، تم التعرف على جثة واحدة فقط من خلال اختبار الحمض النووي ويدعى باسل الأحمد، لأن معظم أقارب البقية يعيشون في سوريا ولا يمكنهم السفر لإجراء اختبارات مماثلة. 

غير أن المقابلات مع المسؤولين اليونانيين، وعمال الإغاثة، وأكثر من 20 من أقارب الضحايا، والمهرب الذي وضعهم على الطريق، قدّمت أدلة واسعة النطاق حول هويات الآخرين، كما فحصت صحيفة التايمز أيضاً الرسائل الصوتية ومقاطع الفيديو وبيانات الموقع والصور المرسلة إلى أفراد الأسرة، وتشير المقابلات ومقاطع الفيديو إلى أن خمسة على الأقل من الضحايا كانوا من الأطفال أو المراهقين.

لقد وصلت النار إلينا

وفي 20 آب/أغسطس، أرسل باسل رسالة صوتية إلى شقيقه قصي المقيم في النروج: "كان من المفترض أن يقوم سائق بنقل المجموعة من مكان خارج قرية أفاس، لكن النار كانت مشتعلة في مكان قريب"، وفي اليوم التالي عند الساعة 16:00 أرسل باسل إلى قصي مقطع فيديو لطائرة هليكوبتر تسقط الماء على النار بالقرب من المجموعة.

وأظهر مقطع فيديو آخر، تم إرساله الساعة 8:12 مساءً، جزءاً من المجموعة، بما في ذلك خمسة قاصرين على الأقل، يسيرون على عجل بعيداً عن أعمدة الدخان.
قال رجل لأحد أقاربه: "لقد وصلت إلينا النار!. لم يعد بإمكاننا رؤية ضوء النهار".

وقال أحد الرجال في مقطع فيديو أرسله إلى عائلته: "لقد وصلت إلينا النار".
وقال رجل آخر في رسالة صوتية: "كل الغابات التي على يسارنا تحترق، والنار خلفنا" ثم توقفت الرسائل.

ومن بين أصغر أعضاء المجموعة، ابنا العم محمود الداوود (15 عاماً)، وعلي الداوود (13 عاماً)، وقال والد الأخير إنهم فرّوا من سوريا إلى تركيا مع عائلاتهم في عام 2016، وسجّلوا على الفور لإعادة التوطين، لكن وبعد مرور سبع سنوات، لاتزال العائلة تعاني في تركيا، حيث قال أحمد إن المشاعر العامة انقلبت ضد السوريين ولذلك قررت العائلات أن أبناءهم سيكونون أكثر أماناً في أوروبا حيث يعيش أبناء عمومتهم.

وقال المهرّب للعائلات إن المجموعة المكوّنة من 18 شخصاً، تضم مجموعة باسل المكوّنة من 12 سورياً بالإضافة إلى 6 آخرين التقوا بهم في الطريق إلى اليونان تم احتجازهم جميعاً في معسكر في اليونان. 

وفي مكالمة هاتفية مع الصحيفة، سعى المهرّب إلى الدفاع عن نفسه وقال إن السلطات اليونانية اعتقلت ثلاثة سائقين أرسلهم لإنقاذ المجموعة، وأضاف أنه نصح طالبي اللجوء بتسليم أنفسهم للسلطات بدلاً من البقاء في الغابات.

بعد التعرّف على جثة باسل، تمكنّت عائلته من استعادتها بعد أن دفعت 3400 دولار، لدار عزاء إسلامية وافقت على نقل الجثة عبر تركيا إلى الحدود السورية، وهناك، تم تسليم رفات باسل إلى سوريين نقلوها إلى موقع دفن خارج حلب حيث قامت والدته وأقارب آخرون بدفنه في 13 من أيلول.

التعليقات (1)

    ساخط سوري

    ·منذ 6 أشهر 3 أسابيع
    ولا تروموا بنفسكم الى التهلكة يا بقر اذا مو منشانكن منشان ولادكن
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات