مع اقتراب الألعاب الأولمبية.. باريس تكشف عن تخوفها من فرنسيين موجودين بإدلب

مع اقتراب الألعاب الأولمبية.. باريس تكشف عن تخوفها من فرنسيين موجودين بإدلب

ازداد التخوّف الفرنسي مؤخراً من قيام جهاديين فرنسيين بتنفيذ عمليات وصفوها بـ"إرهابية"، وتحديداً مع اقتراب موعد إقامة الألعاب الأولمبية المقرّرة صيف العام القادم 2024، إذ لا تستبعد المخابرات الفرنسية وقوع هجوم خُطّط له في إدلب شمال غرب سوريا.

وظهر هذا التخوف الفرنسي عبر صحيفة "لوموند الفرنسية"، بعد أن كشفت وثيقة مخابراتية سرّيّة مشتركة بين المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي (DGSE)، والمديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI) مصنّفة على أنها "سريّة دفاعية". 

وتشير الوثيقة إلى وجود 220 فرنسياً تركوا القتال ويعيشون في محافظة إدلب بينهم نحو 170 تزيد أعمارهم على 13 عاماً، وهؤلاء قد يشكّلون تهديداً لباريس، باعتبار أن بعضهم لا يزال يحتفظ بولائه للفكر الإرهابي لتنظيم القاعدة.

وحسب الوثيقة، فإنه مع ازدياد الضغط الممارس على إدلب من قبل ميليشيا أسد وروسيا، تخشى باريس من تحرّك هؤلاء العناصر خارج المحافظة وانتشارهم في أنحاء متفرقة من العالم ومن ضمنها فرنسا، حيث يمكن أن ينفّذوا عمليات إرهابية، مشيرة إلى أن جهاز المخابرات الفرنسي قسّم هؤلاء الجهاديين إلى 4 مجموعات، على النحو الآتي:

المجموعة الأولى

وتشكّل نحو ثلث مجموع الفرنسيين في المنطقة، حيث اختارت الانخراط الكلي ضمن الهيئة واندمجت في المجتمع المحلي، وهذه المجموعة أقل خطراً باعتبار أن الهيئة البراغماتية والحريصة على استعادة عذريتها في أعين الغرب، قادرة على ضبطها ومنعها من التحرك خارج حدود نفوذها.

المجموعة الثانية

وهي أكبر وأخطر من الأولى، وتضمّ حوالي 50 شخصاً، واختارت أن تكون تحت ما يسمى بـ "فرقة الغرباء"، وأسّسها الفرنسي من أصل سنغالي "عمر ديابي"، بعد أن جنّد مقاتلين أجانب للقتال في سوريا.

المجموعة الثالثة

وتضمّ عدداً قليلاً من الأعضاء السابقين في "تنظيم القاعدة" ويبتعدون عن الأضواء خوفاً من التعرّض للقتل أو الاعتقال، وليس لها انتماء واضح، لذلك فهذه المجموعة هي التي تثير قلق أجهزة المخابرات الفرنسية أكثر من غيرها، وتعتبرها المخابرات من الأولويات القصوى.

المجموعة الرابعة

وتضمّ نحو 30 سيدة كُنَّ في تنظيم الدولة (داعش)، ونزحن إلى إدلب مع أطفالهن، بعد الانتكاسات التي تعرّض لها التنظيم وحالات الهروب من سجون ميليشيا قسد خلال السنوات الماضية.

فرقة الغرباء وزعيمها

وتضمّ فرقة "الغرباء" العديد من المتشدّدين الناطقين بالفرنسية، ويقيمون مع أسرهم في مخيم قرب الحدود التركية شمال إدلب، حيث يحيط به جدار شيّده أعضاؤها للحفاظ على خصوصيتهم.

ويترأس الفرقة السنغالي الفرنسي، عمر ديابي (أومسن)، المتّهم حسب السلطات الفرنسية بتجنيد 80 بالمئة من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق، والمصنّف أيضاً من قبل الخارجية الأمريكية كـ "إرهابي عالمي".

وُلد عمر (44 عاماً)  في السنغال، وانتقل للعيش في فرنسا عندما كان طفلاً، قبل أن ينتهج الفكر الجهادي بعد أوقات قضاها في السجون، ثم استقر بجبال اللاذقية في سوريا عام 2013، وترأّس كتيبة تضم في معظمها شبّاناً فرنسيين وأفارقة، أغلبهم مِن مدينة نيس الفرنسية، قبل أن يستقلّ عن تحرير الشام التي اعتقلته مع ابنه بلال في 2020، ليبقى في السجن مدة سنة ونصف، بتهمة ارتكابه مخالفات وتنفيذ إجراءات جنائية وتنظيم محاكمات خاصة في المنطقة التي يسيطر عليها.
 
وكانت ميليشيا "تحرير الشام" مطلع العام الجاري، ضغطت على "كتيبة الغرباء" من أجل الانضمام لـ "غرفة عمليات الفتح المبين" والتي تشكّل الهيئة رأس حربتها، مخيّرة الكتيبة ما بين الانضمام للغرفة أو التفكيك على غرار ما فعلت مع تنظيم "جند الله" الذي كان يتزعمه "أبو مسلم الشيشاني"، أو الخروج من إدلب نهائياً.

سرّ القلق الفرنسي

وفي كانون أول 2020 وضعت الحكومة الفرنسية اللمسات الأخيرة على مشروع قانون مناهضة "الانعزالية الإسلامية"، معلنة بدء حملة غير مسبوقة في حدتها أو شموليتها ضد من سمّتهم "الجماعات المتطرّفة"، لتشمل الشأن المالي شديد الأهمية والتأثير في عمل جماعات عدة، كالإخوان والسلفيين، ونشاطها. 

كما شملت الجوانب الثقافية والدينية أيضاً بعد توجّه السلطة إلى مساعدة المؤسسات التمثيلية للمسلمين في صياغة نموذج يأخذ في الاعتبار خصوصية المجتمع الفرنسي وثقافته المحلية.

وجاء مشروع قانون المناهضة بعد عملية 16 تشرين أول 2020، في مدينة كونفلان سانت أونورين، والتي نفذها لاجئ شيشاني ضد معلّم التاريخ والجغرافيا صامويل باتي، الذي عرض على تلامذته صوراً كاريكاتورية مسيئة للنبي الكريم محمد(ص) في درس تناول موضوع حرية التعبير.

وفي حديثه لأورينت، أشار الباحث في الحركات الجهادية "عرابي عبد الحي عرابي" إلى أن مخاوف السلطات الفرنسية جاءت بسبب تصاعد مؤشرات عمليات المتطرفين داخل أوروبا، سواء عبر القادمين من أوكرانيا أو بسبب استغلال الحوادث العنصرية ضد القرآن الكريم كما في السويد. 

ولفت إلى أنه إلى جانب ذلك تمّ استغلال قانون منع دخول العباءات في مدارس فرنسا الحكومية مؤخراً، وما نتج عن ذلك من تصاعد نزعة العدائية ضد المسلمين، وهذا بدوره سيؤدي لنشوء خط آخر مخيف للسلطات سيستفيد منه حتماً الجهاديون، ولا سيما في سوريا والعراق ومخيم الهول.

وبحسب عرابي، فإن الوثيقة تزامنت مع عودة عمليات الذئاب المنفردة المتطرّفة لتنظيم الدولة داخل أوروبا، فلذلك تخشى فرنسا من عودة العنف الجهادي لأراضيها.

بالمقابل يقول الباحث في الحركات الجهادية "حسن أبو هنية": إنه اعتاد من الأجهزة الفرنسية نشر وثائق تتخوّف من خلالها من الجهاديين العالميين العابرين للحدود، رغم أن كتيبة الغرباء المتّهمة باقترابها من تنظيم القاعدة ليس لها توجه متطرف، فقد أعلنت سابقاً أن هدفها قتال النظام وروسيا.

 

كيف سيستفيد الجولاني؟

إن الخروج من إدلب، هو ما يثير قلق المخابرات الفرنسية ضمن الوثيقة التي نشرتها "لوموند"، ولا سيما بعد ظهور قائد جماعة أجناد القوقاز "أورستيم آزيف"، المعروف بعبد الحكيم الشيشاني، على جبهات القتال في أوكرانيا، في مقطع مصوّر كانون الثاني الفائت، مثيراً وقتها التساؤل عن انتقاله المفاجئ مع عناصره من إدلب إلى أوكرانيا.

كما إن انتقال الشيشاني ليس وحده ما أثار الاستهجان، إذ نقلت صحيفة "القدس العربي" أيضاً في وقت سابق عن مصادر من تحرير الشام تؤكد خروج مقاتلين ألبان من شمال سوريا إلى أوكرانيا بهدف القتال ضد الروس، بعد انشقاقهم عن جماعة عبد الجشاري الملقب بـ"أبو قتادة الألباني"، من دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

ويقلّل الباحث "أبو هنية"، من المخاوف الفرنسية، فحالة خروج الشيشاني وغيره من الجهاديين من إدلب إلى أوكرانيا دون أن يعترضهم أحد هي حالة مختلفة، جاءت جراء اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، كما إن مصالح دولية توافقت مع مصالح الجولاني في التخلّص من جماعة الشيشاني التي تقاتل روسيا بتوافق وإسناد دولي.

وأضاف في حديثه لأورينت، أن حالة كتيبة الغرباء مغايرة، إذ لا يوجد هناك أماكن نزاع لإدخالهم إليها، مستدركاً حديثه بالقول: إن التقرير ربما رسالة تشجيع للجولاني بالضغط على الغرباء والتخلص منهم بطريقة ما أو تسليمهم لفرنسا، وقد شوهد نوع من البراغاماتية لدى الجولاني بفعل أي شيء مقابل مصالحه وفي سبيل تصدير تنظيمه كحركة محلية شرعية. 

ووفق "أبو هنية" فإن الجولاني يحاول أن يستثمر دائماً بقضية محاربة الإرهاب، وبالتالي من الممكن أن يقدّم خدمة لفرنسا بمزيد من الضغط على الكتيبة الجهادية الفرنسية. 

أما الباحث "عرابي" فيرى أن الجولاني ليس بحاجة الاستفادة لمثل هذه الوثيقة حتى يضغط على كتيبة الغرباء، ولا سيما أنه أعاد قبل شهرين اعتقال عمر زعيم الغرباء، فسياسة الإقصاء وضرب التنظيمات غير المنصاعة واضحة عند الجولاني ولا يتهاون بها. 

التعليقات (3)

    من ادلب

    ·منذ 6 أشهر 6 أيام
    ما حدا راح عاوكرانيا اليهودية و هادا كله كذب وتضليل، يخرب بيتكون انتو الاعلام يلي عم يتاجر بارواح الناس، الله يلعنكن ويلعن فرنسا معكم

    أبو الحسن

    ·منذ 6 أشهر 6 أيام
    الله محيي كل مسلم بسوريا وغيرها وفرنسا والسويد والدنمارك وامريكا وإسرائيل اذا ما انضبوا انصح كل مسلم بيقدر ينفذ عمليات ضدهن مايقصر وثوابه وأجره على رب العباد

    محمد المسالمة

    ·منذ 6 أشهر 5 أيام
    اهالي ادلب شيء غريب للصدق في احد دول اللجوء الاوربيه تم مساعدتهم من قبل دكتورة جامعيّة إسرائيلية للحصول على سكن طلبة و مقاعد دراسية بأرقى الجامعات و دخول كليات الطب البشري و الدوائي و علم الفلك و انشاء منظمات طلابية و دعم مادي حكومي و هي من تبنت الجميع من مبدأ انساني بحت . و في السر بينهم يصفونها بالكافرة و يتظاهرون مع الاخوان و حماس و كل منظمة تستغل ديمقراطية الدولة . غريب و يتناولون الحشيش و المخدرات بشراهة بل يمولون تلك الجماعات من اموال الغرب . غريب الادلبي و تصرفاته مع المجتمعات الديمقراطية بل يجاهرون بحل الدولة الاسلامية و الاسلام عندهم نكاح و تسلط و تعدد زوجات و القدس فقط يا مواطن بل يشجعون الغربيين على كره العرب و نبذهم لان الغربي حذر من اي جماعة متدينة سواء اسلامية أو يهودية او مسيحية بالنسبة لهم مجموعات راديكالية اي متطرفة
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات