موقع فلسطيني يكشف قيام مخابرات أسد بمنع التظاهر من أجل غزة

أصدرت مخابرات ميليشيا أسد تعليمات صارمة للفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا ولقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بعدم تنظيم أي مظاهرات أو تحركات شعبية جنوب البلاد، ولاسيما في المناطق الموازية للحدود مع الكيان الصهيوني، وذلك بالتزامن مع التصعيد العسكري والقصف المتواصل الذي تقوم به تل أبيب ضد المدنيين في قطاع غزة.

ونقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" في تقرير لها، أن التعليمات من ميليشيا أسد جاءت بناء على تقديرات أمنية وسياسية تشير إلى أن أي خطوة فيها تظاهر أو تجمعات قرب الحدود قد تثير غضب الجانب الإسرائيلي والأمريكي، وتعرض سوريا لخطر التدخل العسكري من قبلهما بحسب تقييمها للأمر.

تجنب الصدام

وفي حديثه "لأورينت نت" قال (صلاح أبو حمدة) ناشط فلسطيني من جنوب دمشق: إن نظام أسد لا يريد أي تصعيد مع إسرائيل في سوريا، وهو نفس موقف ما يسمى "محور المقاومة"، لذا وبناء على ذلك اتخذت الميليشيا كل الخطوات على الأرض لتجنب أي صدام في الجبهة الجنوبية قرب الحدود مع الجيش الإسرائيلي ومنعت المدنيين في تلك المناطق من التعبير عن غضبهم لما يجري في غزة من خلال إيقاف المظاهرات والتجمعات الأخرى.

وأضاف "صلاح" أنه حتى التظاهرات التي يجري تنظيمها في العاصمة دمشق وبعض المدن الواقعة تحت سيطرة ميليشيا أسد من أجل مناصرة غزة، تعد خجولة وهي لرفع العتب وتقتصر على بضع عشرات من المشاركين بعكس ما كان يجري سابقاً في أحداث مماثلة.

إخلاء مقرات فلسطينية

من جهته ذكر الصحفي "أحمد الشيخ" من ريف دمشق الجنوبي لموقع أورينت، إن ميليشيا أسد تحاول تجنب أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل عبر عمليات غير منضبطة من الفصائل الفلسطينية الموجودة جنوب البلاد وهي تراقب تحركات الفصائل وتحركات قادتها وتقوم بضبط مناطق الحدود بشكل كامل فيما يبدو أنه طمأنة الجانب الإسرائيلي بعدم وجود أي عمل عدائي من سوريا.

ويبدو واضحاً أن ميليشيا أسد تحاول الابتعاد عن الانخراط في مواجهة إسرائيل والاكتفاء بمراقبة الوضع على الأرض، فيما تسير إيران على أشبه بخيط رفيع في تعاملها، فإمّا التدخل ومواجهة الردّ الأمريكي، أو الامتناع وما يعقبه من سيناريوهات لن تكون في صالح المشروع الإيراني مستقبلاً، أولُها خسارة قاعدة قوة أسّستها طهران في غزة عبر "حماس" وجماعة "الجهاد" على مدى ثلاثة عقود.

وبحسب الباحث في الشؤون الإيرانية مصطفى النعيمي، فإن نظام أسد غير معنيّ بكامل التصعيد الحاصل في غزة، رغم أنه يواصل عبر أقنيته بأنه ماض  في عملية دعم المقاومة والممانعة في الجنوب السوري، لكن هذا الدعم منضبط التصعيد بحيث يبقى ضمن نطاق سيطرة النظام وأن لا يتفلت منه نظراً للتداعيات التي ستحصل في حال إقدام بعض المكونات الميليشاوية على الصدام المباشر مع القوات الإسرائيلية على الحدود مع الجولان المحتل تنفيذاً للتوجيهات الإيرانية.

عدم إزعاج إسرائيل

وكان فراس الأسد ابن عم بشار أسد أشار إلى اختفاء رأس النظام عن المشهد تماماً، كما رفض إصدار أي موقف تجاه الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي بحق المدنيين هناك، مضيفاً أن الأسد حريص على منع وصول الذباب للجولان كي لا تنزعج منه إسرائيل وفق قوله.

وتساءل، متى إذاً سيحاول بشار الأسد استعادة الأراضي السورية المحتلة؟! لكنه عاد وأكد ألا أحد يصدّق بأن الأسد سيطلق رصاصة على تلك الأراضي.

تخفيف المظاهر العسكرية

وفي تقرير سابق لموقع أورينت قال: إن الواقع الميداني الموجود في ريفي درعا والقنيطرة المواجه للجبهة الشمالية للكيان الإسرائيلي لا يُشير إلى وجود أي تحركات غريبة أو إجراءات تدلّ على استعداد ميليشيات أسد وإيران وحزب الله على الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

كما قامت الحكومة الإيرانية بإصدار أوامر بتعليق الزيارات الدينية ومنع أي تجمعات لميليشياتها في السيدة زينب ومحيطها اعتباراً من يوم الأحد 15 تشرين الأول الحالي وتخفيف الوجود العسكري جنوب العاصمة دمشق.