أكثر من 40 يوماً ولا يزال القصف الإسرائيلي يتواصل على قطاع غزة، مخلفاً عشرات آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، ونزوح مئات الآلاف إضافةً إلى الدمار الهائل في البنى التحتية.
وإلى جانب القصف العنيف، يتوغل الجيش الإسرائيلي على أكثر من محور في قطاع غزة، وسط اشتباكات مع الفصائل الفلسطينية، التي خذلها محور المقاومة المتمثل بإيران ووكلائها في المنطقة، وذلك لعدم فتحه جبهات قتال جدية مع إسرائيل سواء من لبنان أو سوريا.
وبعد مرور نحو شهر ونصف الشهر على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، بات من الواضح أن "محور المقاومة" تخلّى عن شعار "وحدة الساحات" الذي لطالما نادى به، مكتفياً بإطلاق تصريحات سياسية، والدخول في مناوشات عسكرية محدودة في كل من لبنان وسوريا.
ميليشيا أسد وقصف إدلب
وبالسؤال عن ماذا قدّم نظام أسد لغزة بعد مرور 40 يوماً من الحرب الإسرائيلية المستمرة؟، يكون الجواب أن إمبراطور المخدرات بشار أسد شارك في قمة عربية إسلامية طارئة في السعودية والضحك لم يفارقه.
ولم يكتفِ نظام أسد بعدم تقديم أي دعم لغزة، بل أصدرت مخابراته أوامر تقضي بمنع تنظيم أي مظاهرات داعمة بالقرب من الحدود مع الجولان السوري المحتل.
كما إن إسرائيل تواصل استهداف مواقع عسكرية لميليشيا أسد، دون أن يحرك النظام ساكناً، حيث قصفت خلال الأسابيع الماضية مواقع لميليشيات أسد وإيران في الجنوب السوري، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات وتدمير رادرات ومنصات صواريخ.
وأخرج القصف الإسرائيلي أيضاً مطاري دمشق وحلب الدوليين من الخدمة، ليكون رد النظام بقصف إدلب وارتكاب المجازر بحق المدنيين، إذ أسفر قصف ميليشيا أسد وروسيا على إدلب خلال الشهر الماضي عن مقتل نحو 70 مدنياً وإصابة أكثر من 250 آخرين.
هجمات محدودة للميليشيات
وكشفت التصريحات التي أدلى بها مسؤولو نظام الملالي منذ بداية الحرب على غزة أن إيران لن تقوم بأي عمليات عسكرية دعماً لغزة، بالمقابل سمحت إيران لوكلائها في المنطقة بشن هجمات محدودة على مواقع إسرائيلية عبر الحدود بين لبنان وسوريا، وعلى أهداف أمريكية في المنطقة، دون أن يكون هناك توسيع للجبهات مع إسرائيل.
وشنت ميليشيات إيران 55 هجموماً على قواعد أمريكية في سوريا والعراق، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وذكر البنتاغون أن هذه الهجمات لن تسفر عن سقوط قتلى في صفوف القوات الأمريكية، إذ تسببت بجروح طفيفة لـ 59 عنصراً، جميعهم عادوا لأداء مهامهم في القواعد.
وكانت إيران التي جددت أمريكا لها إعفاء من العقوبات يسمح لها بالحصول على 10 مليارات دولار، قد نفت أي صلة لها بالهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية على غلاف غزة.
كما إن وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان قال في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية إن "الفصائل المسلحة التي تهاجم المصالح الأمريكية اتخذت قراراتها بنفسها".
معركتا ذات العواميد والروافع
وتنفيذاً لأوامر نظام الملالي، بدأت ميليشيا حزب الله اللبناني، التي لم يظهر زعيمها حسن نصر الله إلا بعد نحو شهر من بدء الحرب غزة، بتنفيذ هجمات صاروخية محدودة على مواقع إسرائيلية عبر الحدود.
ومنذ بدء المناوشات بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل، تركز قصف الميليشيا على برج استطلاع إسرائيلي قرب الحدود، الأمر الذي دفع ناشطون وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تسمية المعركة بـ"ذات العواميد" للسخرية من حزب الله الذي ظل يستهدف برج الاستطلاع عدة أسابيع.
وتغيّرت التسمية في وقت لاحق إلى معركة "ذات الروافع"، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر استهداف ميليشيا حزب الله لرافعات إسرائيلية قرب الحدود.
ومع استمرار المناوشات والتصعيد الحاصل بين إسرائيل وحزب الله على الحدود، دون أن يكون له أي تأثير على مجرى القصف والاشتباكات في غزة، وصلت حصيلة قتلى ميليشيا حزب الله إلى نحو 70 قتيلاً، إضافة إلى سقوط قتلى مدنيين جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، فيما لم يُعرف حجم الخسائر الإسرائيلية إن وجدت.
تسمية جسر باسم غزة
وفي العراق، حيث تتعرض القواعد الأمريكية للقصف من الميليشيات العراقية التابعة لإيران، اكتفت الحكومة العراقية بتسمية شارع في العاصمة بغداد باسم غزة.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام عراقية، أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اسم "غزة" على جسر جديد على نهر دجلة في بغداد.
أما في اليمن، فقد أعلنت ميليشيا الحوثي شن هجمات صاروخية وبالمسيرات على أهداف داخل إسرائيل، كما هددت بضرب المصالح الإسرائيلية البحرية في البحر الأحمر.
وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى أكثر من 11 ألف قتيل، ونحو 28 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح مئات آلاف المدنيين إلى جنوب القطاع.
التعليقات (1)