أورينت نت في الرقة: حياة الأهالي على إيقاع القذائف المستمرة

أورينت نت في الرقة: حياة الأهالي على إيقاع القذائف المستمرة
أوفد موقع أورينت نت الزميل الإعلامي فرحان مطر إلى مدينة الرقة للإطلاع على واقع المدينة بعد التحرير، ومعاينة المشكلات والنجاحات التي حققتها عن قرب. وهنا التقرير الثالث من سلسلة تقاريره الخاصة لأورينت نت، ويرصد فيه مشاهدات مباشرة لحياة الأهالي على إيقاع القذائف وغارات طيران الأسد الحربي.

الكتابة تحت أصوات الانفجارات... هذه الجملة ليست بداية نص أدبي متخيل، إنها فعلاً الحقيقة التي يعيشها أهالي مدينة الرقة. نتجول نهاراً في شوارع المدينة المزدحمة بمشهد يذكر بازدحامات الأعياد، كأن شيئاً لم يكن، على الرغم من أن العيون كلها تشخص نحو السماء حيث طائرة الهليوكوبتر تطير على أعلى ارتفاع، وهم ينتظرون ما ستقوم به، هل ستلقي براميل متفجرة؟!.. متى؟!.. وأين؟!.. ومع ذلك ترى الشوارع في حركة دؤوبة نشطة، وحديقة الرشيد تغص بمرتاديها.

 الأهالي يعرفون القذائف من صوتها!!

على مدار الوقت في الرقة تسمع أصوات الاشتباكات القادمة من جهة الفرقة 17 وأصوات طائرات الميغ والهليوكوبتر، وفي كل لحظة تسمع صوت انفجار هنا، وانفجار هناك، وفي ذات الوقت تستمع إلى أهل الرقة وهم يحددون لك نوع السلاح الذي أصدر هذا الصوت أو ذاك، كذلك الأمر حين يسمع صوت صاروخ السكود الذي يعرفونه جيداً وصوت الباتريوت الذي يعترضه.

بعد سماع الأصوات ومشاهدة الطائرات تبدأ مرحلة الأسئلة عن مكان الانفجار، ومكان سقوط الصاروخ، في أي منطقة، وما هي الأضرار الناجمة عنه، وفي ظل انقطاع النت عن الرقة، وانقطاع الاتصالات الخليوية شبه الدائم، فإن الناس هنا يتناقلون أخبارهم عن طريق الهاتف الأرضي عموماً أو نقلاً عن شهود العيان الذين كانوا في موقع الحدث.

 الإشاعة خبز الناس اليومي في المدينة!

في الرقة أحاديث لا تنتهي عن التوقعات لمجريات الأحداث سواء تحرير الفرقة المتوقع في كل لحظة، ومطار الطبقة العسكري، واللواء 93 في عين عيسى شمال الرقة، إضافة إلى الرصد الدقيق لمجرى التطورات العسكرية على باقي الجبهات في المدن السورية من ريف حلب إلى حمص وصولاً إلى دير الزور وريف دمشق، عدا عن تداول أخبار المجازر التي يقوم بها النظام بالتعاون مع شبيحة حزب الله.

أما الإشاعة فهي الخبز اليومي للناس، ولا تكاد تمر لحظة واحدة دون الحديث عن أرتال عسكرية للنظام تتقدم من هذا المحور أو ذاك، هذه الإشاعات تعكس حالة الترقب والقلق والانتظار للقادم بمفاجآته، وهو ما يكشف حقيقة أن هناك من يشعر أن ظهره مكشوف وأن خاصرته رخوة وغير آمنة.

 الوضع المعاشي هاجس الرقاويين..

بعد الحديث عن الجانب العسكري واحتمالاته في أية لحظة، مع ما يترتب عليه من مخاطر ومخاوف، تصل أحاديث الرقاويين إلى الوضع المعاشي القاسي جداً الذي يعانون ويلاته في ظل هذا الغلاء غير المسبوق الذي يفوق قدراتهم على احتماله وتوقف رواتب الموظفين منذ التحرير.

أما الشيء الأخطر من كل ما تقدم من أحاديث أهل الرقة والذي يشكل حالة استياء خطيرة جداً لدى جميع الناس، الحديث عن سرقة الممتلكات العامة الذي قامت به بعض الفصائل المسلحة في المحافظة وحالة الاستياء الشديد والرفض الكامل لهذه التصرفات.

 "الفلول" يستخدمون كلمة "تحرير" من باب الكذب!

أما حالة المقارنة بين الأوضاع السابقة للتحرير والأوضاع الحالية التي يعيشها الرقاويون فهي المدخل الذي يحاول أنصار النظام السابق الدخول منه في أية حوارات سياسية، وهؤلاء يبدأون معزوفتهم بمقولة الأمن والأمان التي كان المواطن السوري ينعم بها قبل التحرير - وبالمناسبة فإن هؤلاء لا يميلون إلى استخدام عبارة التحرير إلا من باب الكذب – إضافة إلى أن المواطن كان يحصل على راتبه الوظيفي كل آخر شهر، أما عن التجاوزات التي كانت تحصل أيام النظام السابق فالرد عليها يكون بسيرة السرقات للمتلكات العامة التي تحصل على يد بعض الفصائل المسلحة التي تسيطر الآن على الأوضاع في المدينة.

أحاديث كثيرة جداً يتداولها الرقاويون في ظل الانفجارات والطيران الذي لا يغادر سماء المحافظة على مدار الوقت.

تنويه : اعتذار للمركز الإعلامي لثوار الرقة

المادة الأولى التي نشرت لي ضمن سلسلة مواد صحفية عن جولتي الميدانية في الرقة ( خلال الأسبوع الماضي ) كانت عن المركز الإعلامي لثوار الرقة الذين أتيح لي فرصة اللقاء بهم أكثر من مرة والتعرف إلى أغلبهم، وأنا أبدي أعجابي الشديد بحماسهم واندفاعهم وجرأتهم وتسابقهم للوصول إلى مكان الحدث لحظة وقوعه.

في هذه المادة ورد على لسان الدكتور عبيدة المشرف أحد الناشطين الإعلاميين في الرقة وعضو المركز الإعلامي لثوار الرقة ما يلي: ( مركزنا مدعوم من قبل المحامي عبدالله الخليل حيث قدم له 14 لابتوب و10 كاميرات وجهازي نت فضائي إضافة إلى مساعدته في تشبيك العلاقات مع القنوات الفضائية ).

وبعد نشر المادة في الموقع وصلتني رسالة عتب منه ويطالبني بتصحيح المعلومة حيث أن مركز الرقة الإعلامي هو المقصود بالدعم المقدم من المحامي عبدالله الخليل وليس المركز الإعلامي لثوار الرقة.

على الرغم من أن ما سمعته أثناء التسجيل للقاء مع دكتور عبيدة هو بالحرف الواحد ( أي أن الخطأ خطأه ) إلا أنني لا أنفي احتمال أن أكون قد فهمت خطأً والتبس علي الأمر، لأنني فعلاً كنت أظن أن التسميتين ( مركز الرقة الإعلامي ) و ( المركز الإعلامي لثوار الرقة ) هما لشيء واحد.

في كل الأحوال أصحح المعلومة وأعتذر من المركز الإعلامي لثوار الرقة ومن الدكتور الصديق عبيدة المشرف على هذا الخطأ غير المقصود، وذلك احتراماً منا لأمانة الكلمة والمعلومة.

فرحان مطر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات