الائتلاف الوطني السوري: نادي ثوار الفنادق!

الائتلاف الوطني السوري: نادي ثوار الفنادق!

بعد تجاذبات شديدة، وصراعات بين أطراف الائتلاف ومن ورائها الدول الداعمة للأطراف، اتفق أعضاء الائتلاف على انتخاب رئيس جديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلفاً للشيخ أحمد معاذ الخطيب الحسني، الذي استقال من منصبه بسبب التدخلات الإقليمية التي كان الشيخ الخطيب غير راضٍ عنها، واعتبرها تدخلاً في الشؤون الداخلية للسوريين الذين أشعلوا الثورة الأعظم لإسقاط واحدٍ من أعتى الأنطمة الشمولية التي ابتليت بها المنطقة العربية، غير أن التجاذبات الدولية والإقليمية، والمافيات الدولية التي يرتبط بها النظام الأسدي مثل روسيا، وإيران، وذراعه العسكرية في منطقة شرق المتوسط المتمثل بحزب الله، والصراعات الداخلية على القوة والنفوذ، أوصلت الائتلاف إلى مرحلة الخمول، ولم يعد قادراً على محاكاة الثورة في ميادين القتال التي يقودها ثوار الارض، حيث انفصل عن الواقع ليصبح هيئة تمثل ثوار الفنادق بدلاً من ثوار الخنادق (حسب تعبير بعض القوى الثورية التي تعتبر أن الائتلاف لم يعد يمثل طموح الشعب السوري الذي خرج من أجله ومن أجل حقوقه في الحرية، والكرامة، وإسقاط نظام الأسدي النازي).

 مبررات وجود الائتلاف

بعد الأداء السيء للمجلس الوطني السوري، والاستقالات التي حطمت تماسكه أمام أنظار المجتمع الدولي والدول الداعمة لحراك الثورة السورية، وفقدان الثقة بالمجلس من قبل الثوار على الأرض ورفعهم لافتات يتضمن فحواها رفع الشرعية عنه، في وقتٍ كانت قد سمّيت إحدى أيام الجمعة (وهو التقليد الذي دأبت الثورة السورية منذ اندلاعها على تبنيه)بـ "المجلس الوطني يمثلني"، وبدأ الجميع بالانفضاض عن المجلس، وتشكيل أجسام معارضة جديدة، من هيئاتٍ إلى تياراتٍ، وغير ذلك.

لكن الاعتراف الدولي الذي حصل عليه المجلس االوطني السوري يجب ألا يذهب أدراج الرياح، فكانت المبادرة القطرية بدعوة معظم اطراف المعارضة السورية للحوار، وتوحيد جهود المعارضة الوطنية السورية في الدوحة من 8 – 11 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي خلص إلى إيجاد جسم جديد للقوى الثورية والمعارضة السورية، تحت اسم الائتلاف الوطني، على اعتبار أنه تحالف بين معظم الأطياف المعارضة السورية، بما فيها المعارضة الداخلية التي تعمل على الأرض، أو ما تسمى "الهيئة العامة للثورة السورية" التي انسحبت من الائتلاف فيما بعد.

وضع أعضاء الائتلاف عدة أهداف وثوابت من أجل العمل عليها في إطار هذا الجسم التنفيذي الجديد و من بين الأهداف: توحيد دعم القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية والجيش الحر، إنشاء صندوق دعم الشعب السوري بتنسيق دولي، إنشاء اللجنة القانونية الوطنية السورية، تشكيل حكومة انتقالية بعد الحصول على الاعتراف الدولي.

أما الثوابت التي يجب الالتزام بها، وعدم الحياد عنها، فهي الحفاظ على السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني السوري فضلاً عن الحفاظ على وحدة التراب الوطني السوري، وعلى وحدة الشعب السوري، أضف إلى ذلك العمل على إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، وتفكيك أجهزة الأمنية بمحاسبة من تورط في جرائم ضد السوريين، وبالنتيجةعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام، والتأكيد على قيام سوريا المدنية التعددية الديمقراطية.

 التحالفات السياسية والقوى الفاعلة

ضمّ الائتلاف الوطني للقوى الثورية و المعارضة السورية 63 عضواً يمثلون معظم الحركات والهيئات المعارضة وهي: المجلس الوطني السوري، الهيئة العامة للثورة السورية، لجان التنسيق المحلية، المجلس الثوري لعشائر سوريا، رابطة العلماء السوريين، اتحادات الكتاب، المنتدى السوري للأعمال، تيار مواطنة، هيئة أمناء الثورة، تحالف معاً، الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، المكون التركماني، المكون السرياني الآشوري ، المجلس الوطني الكردي، المنبر الديمقراطي، والمجالس المحلية لكافة المحافظات، إضافة إلى بعض الشخصيات الوطنية، وممثل عن المنشقين السياسيين.

وحينها فقط بدأت سلسلة الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وكان أولها دول مجلس التعاون الخليجي الذي سحب الشرعية من نظام الأسد، واعتبر أن الائتلاف الوطني هو صاحب الشرعية، والممثل لتطلعات الشعب السوري، ولم تتأخر الجامعة العربية في الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية كممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري، في حين امتنعت كل من لبنان، العراق، والجزائر عن الاعتراف بالائتلاف على أساس أن الحوار بين أطراف الصراع، والحل السياسي هو أساس أي حل للأزمة السورية رغم إعلان لبنان النأي بالنفس عن التجاذبات في الصراع السوري – السوري، واستمرت اللعبة على الشعب السوري، وبدأ الاعتراف الدولي الأميركي والأوربي ( المملكة المتحدة، وفرنسا )، ودول حلف شمال الأطلسي، و الاعتراف الإقليمي الذي مثلته تركيا الدولة الداعمة الأكبر لثورة الشعب السوري .

إلا أن الهيئة العامة للثورة السورية أعلنت انسحابها من الائتلاف، ووجهت للائتلاف انتقادات حادة حول الأداء المخزي، وقد وجهت الهيئة العامة للثورة السورية بيانا وضحت فيه سبب الانسحاب، خصوصاً فيما يتعلق بموضوع التوسعة، إذ أنهم طالبوا فيها بتوجيه التوسعة نحو الداخل، ورفض انضمام عدد من الشخصيات التي كانت تعتبر من رجالات النظام : اقتباس (في تاريخ 26/5/2013 أرسلنا إليهم بياناً نطالبهم فيه بالعدول عن تعيين بعض الاشخاص الذين لا يمثلون الثورة، وأن تتم توسعة الائتلاف باتجاه ثوار الداخل، إلا أن كلامنا لم يجد صدىً لدى مسامعهم، وجاءت اقتراحات توسعتهم بأسماء كنا في يوم من الأيام نهتف لإسقاطها في مظاهراتنا ضد النظام الأسدي الفاشي، ونحسبها أبواقا للنظام، وعجز الائتلاف عن مواكبة الثورة في الداخل السوري وتمثيلها تمثيلاً حقيقياً، والابتعاد عن مطالب الثورة الحقيقية، بل وتمييعها أحيانا بمبادراتٍ لا ترقى لمستوى ما قدمه الشعب الثائر من تضحيات ).

 استقالة الخطيب ومبادراته المرفوضة

في 24آذار/مارس قدم الشيخ أحمد معاذ الخطيب الحسني استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وقد جاءت الاستقالة بعد خمسة أيام من تكليف السيد غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، وقد رفض الخطيب أن تكون استقالته لها أي صلة بتكليف السيد هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، ولعل أهم أسباب استقالة الشيخ أحمد معاذ الخطيب الحسني هي الخلاف داخل الائتلاف والهجوم الكاسح عليه بعد كل مبادرة يطلقها، وقال في النص الرسمي للاستقالة : اقتباس( فقد سبق لي عدة مرات أن مررت لكم بعض الافكار ظاناً أنكم ستعطونها ما تستحقه من أبعاد، لم يسألني أحد عن الأسباب لتلافيها بمقدار ما طلب مني أن أحافظ على الوضع الموجود،عشت خلال الفترة الماضية في عناء نفسي غير مسبوق، لم أشعر به حتى داخل السجون، كثيرة هي القناعات التي كتمتها من أجل المصلحة العامة، وكثيرة هي الأفكار التي قبرتها في صدري كي لا أسبب أي تعارض داخل بيتنا الواحد. وفي المرة الوحيدة التي حلقت بها خارج السرب كان الهجوم عليّ شديداً، وفوت الأخوة بذلك فوائد كثيرة كانت الاستفادة منها ممكنة في حصار النظام، وتقوية الحاملة الشعبية التي هي ركن أساسي في انتصار الثورات، وفوق ذلك كان كم الإهانات شيئاغير مسبوق، وتحملته كما يتحمل أخ في الأسرة أشقاءه الذين يحبهم .) غير أن الائتلاف رفض الاستقالة، وأرجأ موضوع الاستقالة لمناقشته في الهيئة العامة للائتلاف، وأعلن الشيخ الخطيب أنه سيحضر اجتماع القمة العربية، وسيستلم مقعد سورية في الجامعة العربية، على الرغم من استقالته التي لا عودة عنها، وألقى الخطيب كلمة سورية في القمة العربية حذر الزعماء العرب من الديكتاتورية، والضغط على شعوبهم .

أما في المبادرات فقد أطلق الشيخ أحمد معاذ الخطيب الحسني مبادرتان أولهما كانت وهو ما يزال رئيساً رسمياً للائتلاف، وكانت مبادرة حوار لوقف العنف في سورية، واقتصرت على شرطين لا غيرهما وهما إطلاق سراح 160 ألف معتقل في سجون النظام، وتجديد صلاحيات جوازات السفر للسوريين، وفي الحقيقة أن الشرطين باهتان إلا انهما يشكلان أرضية لإحراج النظام، ولوضعه في مأزق مع المجتمع الدولي الذي يحث الاطراف جميعها على الحوار، إلا أن المبادرة رفضت من قبل النظام، علماً أن إيران كانت موافقة على هكذا مبادرة تؤدي إلى الحوار مع النظام، غير أن الهجوم الكاسح الذي تلقاه من قبل أعضاء الائتلاف، وبيان المجلس الوطني الذي يشكّل المكوّن الأكبر في الائتلاف، والذي اعتبر أن الحوار مع النظام هو ضربٌ لأحد أهم الثوابت التي توافقت عليها الكتل السياسية في تشكيل الائتلاف : اقتباس (ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام إنما هي قرار فردي، لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني، ولم يجر التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقفِ والتزامات القوى المؤسسة له ،وتلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف، والتي تنص على أن هدف الائتلاف هو إسقاط النظام القائم برموزه، وحل أجهزته الأمنية، والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري، وعدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم .)

أما المبادرة الثانية التي أطلقها الشيخ الخطيب الحسني كانت في 23/5/2013 (أي بعد استقالته بشهرين و كانت أكثر تركيزاً ودقة) حيث أسماها: (ومَن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) وقال عنها أنها سورية المنبع والهدف، ومنعاً لاضمحلال سورية، حيث جاء على صفحته الرسمية على الفيس بوك: اقتباس (منعاً لاضمحلال سورية شعباً وأرضاً واقتصاداً، وتفكيكِها إنسانياً واجتماعياً، نتقدم بهذه المبادرة حقاً لبلدنا وأهلنا علينا، واستجابةً عمليةً لحلٍّ سياسي يضمن انتقالاً سلمياً للسلطة، هذه المبادرة سوريةُ المنبعِ والهدف، وهي وحدة متكاملة، ومقيدة بجدول زمني واضح، وندعو السلطة في سورية وجميع فصائل الثوار والمعارضة إلى تبنيها مَخرجاً من الكارثة الوطنية في بلدنا، كما ندعو المجتمع الدولي إلى رعايتها وضمان تنفيذها )، وقد جاءت المبادرة في ستة عشر بنداً تؤسس لانتقال سلمي للسلطة في سورية، محددة بمئة يوم، تقوم فيها الحكومة الحالية بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والجيش، وبعد الانتهاء من الأيام المئة تنتقل السلطة وبشكل نهائي إلى حكومة مؤقتة.

 حكومة هيتو الغائبة

انتخب غسان هيتو في 19/3/2013 لرئاسة أول حكومة مؤقتة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، أو ما اصطلح على تسميتها المناطق المحررة وكان انتخاب غسان هيتو مفاجئاً، لأنه كان خارج الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة، وقد اتهم أنه مفروض على المعارضة من قبل حكومة قطر بمساندة أمريكية، على اعتبار أن هيتو حاصل على الجنسية الامريكية ،إلا أن رئاسة غسان هيتو للحكومة أصبحت أمراً واقعاً، ويجب التعامل معه، أما الجيش السوري الحر، فقد رفض الاعتراف بتكليف غسان هيتو لرئاسة الحكومة المؤقتة، وجاء في تصريح للمنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر: اقتباس (نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل إلى توافق حول انتخابه الذي تم الثلاثاء في اسطنبول"وأضاف 'أتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الاركان اللواء سليم ادريس، عندما أقول أننا لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلا من أن ينال التوافق )

رغم أن غسان هيتو حصل على 35 صوت في انتخابات رئيس الحكومة، إلا أن أعضاء بارزين في الائتلاف علقوا عضويتهم منهم وليد البني، أحمد عاصي الجربا، وكمال اللبواني الذين اعتبروا أن الطريقة التي انتخب بها غير ديموقراطية .

لكنه بعد زيارة حلب، والاجتماع مع المجلس المحلي خرجت تسريبات أن الحكومة سترى النور في نهاية نيسان/ابريل إلا أن غسان هيتو اختفى بدون استقالة، أو اعتذار عن التأليف، وما زالت الحكومة المؤقتة قيد الانتظار، ربما تظهر في يوم من الأيام..

لعل سبب عدم الحديث في الإعلام عن حكومة هيتو هو الخلاف والصراع داخل القوى في الائتلاف، وتصفية الحسابات، وعدم الاهتمام لتشكيل الحكومة .

 توسعة الائتلاف و صراع النفوذ

في 30 أيار/مايو 2013أقرت توسعة الائتلاف، ورفع عدد الأعضاء إلى 114 عضواً، أي بواقع 43 عضواً جديداً 15 من هيئة الأركان، و14 من الحراك الثوري، وكذلك قائمة بـ 14 عضواً معتبراً أن الجيش السوري الحر، والحراك الثوري هما عماد الثورة، وأشار إلى أن الحوار مستمر مع المجلس الوطني الكردي، وأن حصتهم هي عبارة عن ثلاثة مقاعد مخصصة لهم في الائتلاف، هذا ما جاء على لسان جورج صبرا الرئيس المؤقت السابق للائتلاف، إلا أن قوى الهيئة العامة للثورة السورية، ولجان التنسيق طالبت بتخصيص 50 % من مقاعد الائتلاف لأنها الممثل الحقيقي للثورة حسب زعم الهيئة.

أما الخلاف الأشد والذي طفا على السطح الاعلامي، هو الكتلة الديموقراطية، أو كما تسمى "كتلة كيلو" التي يتزعمها ميشيل كيلو، والذي تقدم بطلب الانضمام للائتلاف بقائمة من 22 عضواً، إلا أن الخلاف المحتدم، الذي طال عدة أيام بين أخذ ورد، تم التوصل خلالها إلى دخول ثمانية أعضاء، إلا أن كيلو رفض القرار، وخرج على الفضائيات بتهديد إن لم تقبل قائمته كلها، بأنه سوف يبوح بكل الاسرار ويفضح الجميع، وأنه ليس كغيره جاء بسلطة الدول والسفراء، لكن السفير الفرنسي الذي أهان بعض اعضاء الائتلاف، فرض قائمة ميشيل كيلو ودخل 17 عضواً إلى الائتلاف، منهم من هو محسوب على النظام مثل سميرة المسالمة التي كانت رئيس تحرير صحيفة تشرين التابعة للنظام، وبقدرة قادر يتحول ميشيل كيلو من معارض مستقل إلى معارض "متكتل"، ويدخل الائتلاف بوصاية فرنسية، ويصبح شاهد زور، ويصمت عن التجاوزات التي هدد بها أعضاء الائتلاف!.

 مؤتمر جنيف 2 والحمل الثقيل

المؤتمر الذي اتفق عليه كيري وزير خارجية الولايات المتحدة، ولافروف وزير خارجية روسية، وفرضه على طرفي الصراع في سورية، ربما لن يرى النور أبداً في ظل التأجيلات المستمرة له، وموقف كل من نظام الأسد الذي يعتبر أن مؤتمر جنيف هو مؤتمر حوار، ولا يجب أن يتضمن رحيل الأسد، وموقف الائتلاف الذي يرى أن رحيل الاسد بداية مشجعة للذهاب إلى جنيف/ 2/ ثم خرج صبرا بتصريح مفاده أن الائتلاف لن يذهب إلى جنيف/ 2/ طالما أن إيران تقاتل في سورية إلى جانب النظام بذراعها العسكري المتمثل بـ "حزب الله" ومشاركة الأخير في معركة القصير، والقيام بمجازر مروّعة، والانتشار الكبير له على الأراضي السورية .

 مجازر وبيانات

منذ اليوم الأول لتشكيل الائتلاف إلى الآن، مازالت المجازر اليومية التي يقوم بها النظام مستمرة بلا هوادة، ولم يستطع الائتلاف الوصول إلى تفاهم دولي لتسليح المعارضة بأسلحة نوعية توجد توازن قوة بين الجيش الحر من جهة، والجيش الأسدي الذي يلقى كافة أنواع الدعم من قبل إيران و روسيا.

ولعل مجازر جامعة حلب، جامعة دمشق، وجديدة الفضل، والبيضا ورأس النبع .... الخ من مجازر لا تنتهي لم تؤثر في الائتلاف أكثر من بيانات صحفية خجولة، أما الاعلان عن سقوط مدينة القصير قبل 48 ساعة، فقد كان ضربة قاسمة لمصداقية الائتلاف، وارتباطه مع الداخل، والتعتيم الإعلامي الذي فرض على تلكلخ، والمجزرة المروّعة فيها، وحرق الشباب وهم أحياء دون تعليق، هو دليل على أن الائتلاف في وادٍ، والثورة في واد آخر..

وما يحدث في حمص كان عبارة عن مادة تسويقية لبعض أعضاء الائتلاف بمؤتمر صحفي باهت يتحدث عن مآثر حمص، دون العمل الفعلي لرفع المعاناة عن أهل حمص.

 محطات عن شاهد عيان

- منظمة ACU التابعة للائتلاف السوري المعارض التي ترأستها السيدة سهير الاتاسي، والمخصصة للإغاثة توقع عقوداً مع ناشطين ميدانيين بأسماء مزيفة، بحجة حمايتهم علماً أنهم حضروا دورات المنظمة بأسمائهم الحقيقية، وحسب الجداول فقد بلغ راتب السيدة سهير الاتاسي من المنظمة عشرة آلاف دولار أمريكي، عدا عن راتبها من الائتلاف ....

- تم تشكيل كتلة من 30 عضواً من الائتلاف برئاسة مصطفى صباغ، وهددوا بالانسحاب من الائتلاف، والطعن بنتائج الانتخابات أمام الإعلام للضغط على الائتلاف.

- مازال الخلاف محتدماً حتى الساعة على مناقشة اللجنة السياسية، وتأجيل بنود جدول الأعمال إلى ما شاء الله، ومنها الحكومة المؤقتة، والميزانية، والسفارات، والوضع في الداخل السوري .

- انسحاب الفنان جمال سليمان من عضوية الائتلاف عن كتلة كيلو، لأنه اعتبر أنه غير قادر على تقديم أي شيء للائتلاف، رغم أن الكتلة دخلت الائتلاف بوصاية فرنسية.

- وجود عدد من السفراء للائتلاف في عدة دول على الرغم من عدم فاعلية هذه السفارات وعدم مقدرتها القيام بأي شيء يفيد الجالية السورية في أماكن تواجدها، حتى تجديد جوازات السفر، وهو أضعف الإيمان!..

التعليقات (2)

    حمزة رستناوي

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    الخلل الاساسي في الائتلاف افتقاده للعمل المؤسساتي و ضعف الشفافية على الاقل الداخلية. كان من الاحرى لكل التكتلات و الاحزاب المشاركة في الائتلاف حل نفسها و تشكيل جسم سياسي من شخصيات أساسا في الداخل مع ذوي الخبرة, مع الية واضحة لاتخاذ القرارات و مشروع سياسي واضح. مع تقييم عالي للوطنية السورية لكون الثورة السورية كانت نتاج تضحيات عظيمة لشعب و الدور الخارجي في دعمها ثانوي.

    عباد من حوران

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    النزاع داخل الائتلاف ليس على من سيحرر سوريا بل على الرواتب الشهرية لرؤساء الاحزاب الفنتازية الوهمية التي بدأت تنتعش في ظل القتل والدمار الذي حل ببلدنا فنوعية الكرسي الذي سيجلسون علية تقرر راتبه الشهري من دماء السوريين. عديمي الشرف والضمير. طبول مفخوته. 3 سنوات وهم يتصارعون على من يكون او لا يكون وشعبنا ينزف و 7 ملايين لاجئ والكثيرون لا يملكون خيم فوق رؤوسهم والفنادق امتلئت بالثورجية من تلك الاشكال.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات