تجليات المرأة السورية في الثورة: ناشطة وممرضة ومقاتلة وشهيدة

تجليات المرأة السورية في الثورة: ناشطة وممرضة ومقاتلة وشهيدة
أبدت الممرضة لبنى الشمالي إحدى الفتيات السوريات الثائرات على نظام الحكم في سوريا عن حزنها وغضبها بسبب موت الشباب الذين يقتلهم بشار الاسد كل يوم بعبارة "والله يا أخي طول اليوم عم أشتغل بالمشافي الميدانية ومع هيك عم يتقطع قلبي وينحرق على هل الشباب الي عم يموتوا وهنن بزهرة شبابون ياريت أحسن أحمل سلاح وبقاتل معهون".

لبنى والعديد من صديقاتها يعملن في أحد المشافي الميدانية بريف دمشق دون انتظار أو لقاء أي أجر, ويساهمن بالثورة السورية حالهن حال العديد من السوريات اللواتي شاركن الرجل منذ بدء الحراك الثوري وحتى يومنا هذا .هذه المشاركة التي كانت محفوفة بالمخاطر والخوف والتضحيات كالاعتقال والتعذيب والاغتصاب والقتل. ورغم طبيعة المرأة المرهفة والحساسة وأنوثتها إلا أنها أبت إلا أن تشارك الرجل في ثورة الكرامة، فشاركت الرجل حتى بالعمل العسكري كما شكلت كتائب نسائية مثل كتيبة سمية بنت خياط في ريف دمشق "النبك", وكتيبة أُمنا عائشة في حلب ,وكتيبة بنات الوليد في حمص.

النظام السوري كان وحشياً ودموياً فنكل بالشباب وأوغل في قتلهم مما دعا المرأة أن تحسم أمرها وتشارك في الثورة وبقوة، فها هي الإعلامية والناشطة في حلب نقاء صادق تتحدث عن تجربتها "في بداية الثورة كنت متفرجة ومترددة وبعد عدة أشهر قررت المشاركة وتقديم حتى لو جزء بسيط لوطني ولثورة بلدي, من خلال عملي بالإعلام وإيصال صوت الحقيقة ومعاناة الناس, بدأت نشاطي من خلال برامج التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والسكايب وساهمت بنقل الأخبار من غرف النشطاء ونشرها بعد ذلك انضممت لشبكة شام وعملت كناطقة باسمها وأعددت بعض التقارير كما انضممت لهيئة نساء سوريا وعملت بالمكتب الاعلامي للهيئة كما عملت براديو سوريا الحرة قبل أن أنتقل لراديو شباب".

لم تستطع نقاء أن تقف متفرجة لما يجري وترى بأن المرأة قدمت أكثر من واجبها كما أنها دخلت مجالات لم تدخلها من قبل كالعمل المسلح ونقل الذخيرة ومشاركة الرجل في القتال ونقل الجرحى من أرض المعركة, ولديها صديقة بالجيش الحر لا يتجاوز عمرها 18 عاماً, كما تتابع قائلة: بأن نظرة المجتمع الدونية للمرأة تغيرت في ظل الثورة وزادها المجتمع تقديراً واحتراماً لأنها أثبتت جدارتها وفاعليتها".

نقاء فخورة بنفسها وبكل حرة ناضلت من أجل كرامتها وكرامة وطنها, ولأنها كسرت القيود البالية التي وضعها المجتمع و شاركت بصنع تاريخ سورية الجديدة. حتى النساء اللواتي كنَّ يسكنّ بمناطق النظام لم يبقينَ مكتوفات الأيدي ومارسن أنشطتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك والمدونات الالكترونية, كمنبر يتحدثن من خلاله بحرية ضد القمع والظلم وممارسات النظام اللاإنسانية.

الناشطة روعة اللاذقاني مشاركتها اقتصرت على برامج التواصل الاجتماعي والإعلام كونها تسكن بمناطق النظام وطبعا مدينة اللاذقية تعتبر منبع الشبيحة ومكان تمركزهم, ولكنها تذكر بأن النساء خرجن بمظاهرات كبيرة في ساحة الشيخ ظاهر من تاريخ 28-3- 2011 نصرةً لدرعا واعتقل الأمن فاطمة السعد وهي إحدى صديقاتها, وشاركت النساء في جبل التركمان وجبل الأكراد الرجال منذ البداية والآن يحملن معهم السلاح ويسعفن الجرحى ويعددن الطعام للثوار ويعملن على إيصال المساعدات للمحتاجين والمحاصرين, وترى روعة بأنه لا مانع من مشاركة المرأة من حمل السلاح إذا كانت تستطيع ذلك, وهي تدعو كل السوريات للعمل في الثورة والمساهمة بتوحيد الثوار لأن الثورة لن تنتصر إلا بوحدة الثوار وتكاتفهم.

ويرى البعض أن الثوار لا ينكرون دور المرأة في الحراك الثوري والنضال والكفاح ضد النظام وضد الظلم والقهر والطغيان. ولكن طبيعتها وطبيعة المجتمع السوري المحافظ تقتضي بقاءها في منزلها. فالناشط الإعلامي ومراسل شبكة شام ماجد عبد النور يقول: " شاركت المرأة السورية منذ بداية الحراك الثوري وقدمت العديد من الشهيدات والمعتقلات وكان لها دور بارز بالحراك السلمي وكلنا يذكر أحداث قرية البيضا في مدينة بانياس والمظاهرة النسائية أمام وزارة الداخلية بالعاصمة دمشق, كما كان لطالبات الجامعة بحلب دور كبير بالمظاهرات السلمية في أوج التضييق الأمني وانتشار الشبيحة, وساهمن أيضاً في كتابة اللافتات ومساعدة الجرحى وإيواء المتظاهرين وتعريض حياتهن للخطر, والمرأة السورية لم تقص بعد بداية الحراك المسلح لأن واقع المرأة وبنية تركيبة جسدها لا يسمح لها بأن تكون بجلادة الرجل وقسوته وتحمل أعباء المعارك ومع ذلك بعضهن حمل السلاح إلى جانب الرجل وهناك كتيبة في حلب تسمى بكتيبة عائشة, وهناك عدة نساء يعملن في الجيش السوري الحر, كذلك المرأة شاركت بالعمل الاغاثي ومداواة الجرحى والأمور الإدارية والمدنية. ولم يكن للمرأة أي تقصير ولا يجب لأحد أن يلوم المرأة السورية بسبب طبيعة بلدنا المحافظ وطبيعة المجتمع التي تفرض عليها التزام بيتها وتربية أولادها وما يدعم التزامها برأيي هو أن نظام الاسد وجنوده في قمة الوحشية وقلة الأخلاق والإنسانية مما يعرضها للاغتصاب ومخاطر أخرى ".

وترى بعض الناشطات أن الحراك النسائي ليس كافيا لتغيير حال المرأة وإن لعبت دورا أساسيا في هذه الثورة وترجح بأن يكون السبب المحافظة على مكتسبات الثورة السياسية وانشغال النظام الجديد عن دور المرأة وإهمالها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات