الكرد والدور الهامشي في المشهد السوري

                 الكرد والدور الهامشي في المشهد السوري
دأب الخطاب السياسي الكردي في سورية من خلال صحافة التنظيمات والأحزاب الكردية على طرح معاناة الشعب الكردي في سورية على مدى عقود متتالية من الاستبداد، وكان هذا الخطاب شاكيا باكيا معاتبا الوسط العربي سياسيين ومثقفين على عدم الاهتمام بالقضية الكردية في سورية، ومر كرد سورية بتجربة مريرة إبان انتفاضة 12 أذار 2004 على اثر الاشتباك الذي حصل بين الشباب الكردي وقوى الأمن في القامشلي- بعد افتعال واستغلال المباراة من قبل السلطة - بين فريقي الفتوة من دير الزور والجهاد من القامشلي - وذهب ضحية ذلك أكثر من 50 شهيدا من الشباب الكردي، ومع بدء الاحتجاجات السلمية في سورية تجاوب الشباب الكردي مع الحراك السلمي الحضاري في معظم المدن السورية رغم منح الأجانب الكرد الجنسية السورية، وكانت محافظة الحسكة من أوائل المحافظات التي تجاوب شبابها الكرد منهم بخاصة مع ما كان يحدث في درعا وحمص وبانياس، وكانت الأحزاب الكردية تقف موقفا متفرجا ومرتبكا ومحتارا وقلقا بانتظار وضوح الحالة ووضوح المسار والمآل، لذلك لم تقف بشكل واضح وصريح مع الحراك الشبابي وكانت تتخذ منه مواقف خجولة ومرتبكة، وكانت تشكك في الحراك وتصفه بصفات عدم النضج ونقص الخبرة والضعف السياسي.

مع استمرار الأزمة السورية التي ساهمت بها تعقيدات وتوازنات اقليمية ودولية بدأت الأحزاب الكردية تتجه إلى الدور الهامشي الأكثر وضوحا من قبل في المشهد السوري، وبدأ تنظيم كردي كانت له مساهمة فعالة في انتفاضة 2004 وقدم ضحايا من الشهداء والمعتقلين السياسيين في السجون السورية ( p y d)، بدأ بتجميع قواه واعتمد في حراكه على التسلح وتبعه في ذلك الأحزاب الكردية الأخرى ولو بصورة أكثر محدودية، وحدثت خلافات مع التنسيقيات الشبابية الكردية وأحيانا مشاجرات واشتباكات محدودة هنا وهناك، ما أدى إلى تحول المشهد الكردي إلى حالة من الانقسام وعدم الانسجام والاتفاق على نقاط مشتركة، وتشوه الوعي الكردي عبر الايديولوجيا الحزبية التي لا تمثل المصالح الكردية العليا، وإنما التصرف السياسي المرتبك وغير الناضج واللحظي والمفتقر للبعد المعرفي الاستراتيجي.

والسؤال الكبير الذي يمكن طرحه هو إذا كان الكرد هم الأكثر تضررا من النظام فيما سبق الربيع العربي، وإذا كان الكرد هم الأكثر شكوى من الاستبداد والتمييز وهضم حقوق الشعب الكردي عبر أكثر من أربعين سنة مضت فما هي مصلحة الكرد في لعب الدور الهامشي الذي أثر على الحراك الشعبي الكردي وكيف ستكون العلاقة مستقبلا مع مكونات المجتمع السوري ومجتمع محافظة الحسكة وحلب التي يتواجد فيها الكرد مع العرب والمسيحيين بوئام وود منذ عشرات ومئات السنين.

إن المصلحة الكردية تتطلب أن يلعب الكرد دورا محوريا بالإشتراك مع المكونات الأخرى المتعايشة معهم، كما أن الكرد قد فشلوا في تشكيل لجان السلم الأهلي في مناطقهم مع المكونات الأخرى لحفظ السلم والأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

المثقف الكردي يبدي طرحا موضوعيا (إلا القليل الذي ارتبط بأحزاب وتنظيمات كردية وتجاوز دوره الثقافي في نقد السياسي ولجأ إلى التبرير والتسويغ) ويعتبر هامشية الكرد مشكلة كردية بامتياز لها مخاطرها المستقبلية الخطيرة تمس السلم الأهلي والتعايش المشترك مع باقي المكونات، وبالرغم من تذرع الأحزاب الكردية بحجج ومبررات تتعلق بارتفاع سقف المطالب الكردية وعدم تلبيتها من قبل المعارضة كالفيدرالية وحق تقرير المصير، إلا أن ذلك في تحليل الكثير من المثقفين الكرد عملية تهرب من العملية السلمية النضالية التغييرية الكبرى على صعيد سوريا عامة والمناطق الكردية خاصة.

التعليقات (5)

    Hassan

    ·منذ 10 سنوات 9 أشهر
    الكرد كانوا و ما زالوا منكفئين على انفسهم و ما موضوع الثوره بالنسبه لهم ألا فرصه لتكريس هذه الانعزاليه و للتسويغ لانشاء وطن او جمهوريه كرديه خاصه بهم و هنا لا نعلم اين تبدء هذه البلد و اين تنتهي و لا نعلم ماذا نفعل بأكراد دمشق او حماة و خلافه مد المدن و بالتالي تمزيق النسيج السوري كلنا نعلم اين اصبح سريان القامشلي كنقطه سوداء في حركه الاكراد

    حواس محمود

    ·منذ 10 سنوات 9 أشهر
    المعالجة يجب ان تكون موضوعية الكرد هناك من يريد تحريف حراكهم ولذا فإن فاعلا محليا واقليميا وربما دوليا وراء التحريف وهم مكبلون بتنظيمات منها عسكرية كما ان الغموض يحيط بتحركاتهم من خلال القومية الكردية والتحرك تكتيكيا والخسارة استراتيجيا اتمنى من الخوة العرب معالجة القضية بواقعية وموضوعية حتى نصل الى شكرااهداف الشعب السوري عموما

    كردي سوررري

    ·منذ 10 سنوات 9 أشهر
    تبين أن الثوره لاتتمثل في إسقاط النظام فقط ،فالذهنية والعقلية الشوفينية التي غرسها النظام في عقول المثقف العربي قبل المواطن العادي هي أكبر دليل على أن الثوره السورية يجب ألاتنحصر في إسقاط النظام ،فأنا بنظري تعريف المواطن العربي بحقوق الشعب الكردي ثوره بحد ذاتها وأن الثوره التي يخوضها الشعب الكردي في مناطق تواجدهم هي ثوره ضد الفكر الشمولي الإقصائي وضد الفكر المتشدد الإرهابي وضد أجندات ومصالح دول شريكة في سفك الدم السوري

    اسماعيل بكر

    ·منذ 10 سنوات 9 أشهر
    هذه وجهة نظر العربي الذي لم ولن يتسع عقله يوما للديمقراطية والحرية والتعددية .. الفدرالية أقل حق من الحقوق المشروعة للشعوب و كل الكور متفقون على هذا التوجه ونحن لا نريد ان نشارك في نقل السلطة من علماني قاتل الى متديّن كاذب متعصب ذو عقل من رماد .. ورغم كل شيء فنحن نحب وطننا سورية ومتمسكون بوحدتها ولو اننا على يقين بان الاسد سيفتتها بالتعاون مع المعارضة السياسية الغبية .. وشكرا لكم

    حواس محمود

    ·منذ 10 سنوات 9 أشهر
    احيي كل المشاركين بالتعليق موضوع الكرد موضوع اشكالي والسبب ان المثقف العربي لا يقترب من اجواء هذا الموضوع ولا يعرف من يتلاعب بالقضية الكردية النظام الذي يسحق السوري العربي يقوم بتشويه القضية الكردية ويخلق حزازات مصطنعة وهكذا يهضمها ويتلقاها المثقف العربي او السياسي العربي وتكون المشكلة القضية تتطلب ثورة ثقافية شاملة على كل الصعد ودمتم
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات