تتألف الحواجز من عساكر مجندين أو متطوعين في جيش الأسد، بالإضافة الى عناصر من الأمن لمراقبة العمل والتدقيق والوقوف على عمل العساكر، وقد سجلت عدة عمليات قتل لجنود الجيش النظامي من قبل عناصر الأمن لتعاملهم الجيد مع المواطنين.
هؤلاء الأمنيين على الحواجز مزودين بلوائح من فروعهم لأسماء الناشطين والمطلوبين، وهم من يعملون على اذلال المواطنين والإساءة اليهم بالشتم والضرب والتفتيش الدقيق . كما أن كل حاجز مزود بآليات ومدرعات لحمايته، ويحتل أقرب بناء عالي إليه، ليزرع به القناصة الذين يستهدفون كل شي يتحرك ليلاً.
يقول أحمد من قطنا أنه يقف على تسعة حواجز حتى يصل الى العاصمة دمشق تأخذ من الوقت ما لا يقل عن ساعتين ونصف، يتعرض عند كل حاجز لتفتيش دقيق جدا لسيارته ويضيف: "هناك خمس حواجز في قطنا بالاضافة إلى حاجز الشرطة العسكرية في عرطوز وحاجز مفرق صحنايا وحاجز مفرق داريا في معضمية الشام وحاجز المخابرات الجوية عند باب مطار المزة العسكري، كلها حواجز كريهة ويعاملوننا فيها وكأننا لسنا بشر!!"
ورغم أن عدد الحواجز في دمشق وما حولها يفوق 300 حاجز "هذا الرقم لا يشمل الحواجز الطيارة أو المؤقتة" يعلم القائمون على هذه الحواجز أنهم لا يستطيعون التأثير على عناصر الجيش الحر و الناشطين أو الامساك بهم بسهولة، فهؤلاء حريصون جداً في تنقلاتهم والطرق التي يسلكونها, لذلك يعمد جنود الأسد في الحواجز الى إذلال الناس والإساءة اليهم انتقاماً من أي عمل يقوم به الجيش الحر، وقد يتعدى الأمر الأمر الإساءة الى تنفيذ إعدامات ميدانية بحق المواطنين وبشكل عشوائي، وكشاهد على حالة من حالات الإعدام الميداني، اعدام عشر شبان بلدة جديدة عرطوز على حاجز صحنايا المزروع على مفرق صحنايا في اتستراد دمشق القنيطرة، وجاء اعدام هؤلاء الشهداء رداً على اغتيال الجيش الحر لأحد الضباط في البلدة. كما أن الحواجز الموجودة ضمن الأحياء السكنية والتي تفصل شوارع البلدة عن بعضها , يقوم عناصرها بالسكن داخل أقرب منزل الى الحاجز بعد إعطاء صاحبه بضع ساعات لاخلائه دون أن يأخذ الفرش طبعاً.
يقول شاهد عيان "سابقا كان المتجه من عرطوز الواقعة جنوب دمشق الى العاصمة يحتاج الى حوالي ال 20 دقيقة فقط, أما الآن فساعتان من الوقت لا تكفي للوصول إلى كراجات البرامكة, وقفت البارحة لمدة ساعة ونصف على حاجز المخابرات الجوية الواقع على اوتستراد دمشق- القنيطرة وتحديدا مقابل مدخل مطار المزة العسكري، وعندما وصلت إليه نظر عنصر الأمن إلى حشد السيارات الغفير وقال: (ما عد في نزلة ع الشام يللا الكل يرجع.. حوّل الطريق يا حيدر) وكانت سيارتي أول سيارة تدور الى الطرف الآخر من الطريق لأعود أدراجي".
يضيق اوتستراد دمشق- القنيطرة الدولي حتى يصل إلى الحاجز، فلا يتسع إلا لسيارة واحدة حتى يسهل على العناصر تفتيش السيارات والناس بشكل دقيق وممل جداً. يلتهم الوقت كالموت البطيء. وعند كل حاجز يوجد طريق فرعي فارغ معد للسيارات العسكرية فقط وكل من يمر فيه من غير العسكريين يتعرض لنيران شبيحة الأسد.
يقول الشاب مالك المقيم بالقرب من أحد الحواجز: "جميع السيارات التي تنقل المحاصيل الزراعية إلى الأسواق في دمشق تفتش بشكل كامل، حيث يجبر السائق على إنزال الحمولة والتي لا تقل عن -1- طن، وإعادتها إلى السيارة بعد مصادرة ما يحتاجه العناصر" ويضيف مالك: "رأيتهم يصادرون أكثر من 50 دجاجة من سيارة لنقل الدواجن!".
أما عن غباء عناصر الحواجز الغير محدود، فيقول أحدهم أنه أوقف على أحد الحواجز وسأله عنصر أمن " آمعك فيسبوك ولاك كر؟!" ثم قام بتفتيشه بحثاً عن الفيسبوك!!
التعليقات (7)