منجمون يستقبلون 2014 بألوان المحطات السياسية المنافقة

منجمون يستقبلون 2014 بألوان المحطات السياسية المنافقة
انتهت سنة 2013 كما بدأت، بفارق وحيد وهو أن الأسد لم يسقط رغم كل المجازر التي اقترفها في هذا العام، واستخدام الكيماوي لقتل أكثر من 1600 مدني، جلّهم من الأطفال والنساء. وبعدها أصبحت سورية دولة خالية من "السلاح الكيماوي" بقرار دولي، وتقوم هذه الدول على تنفيذ القرار على قدم وساق، ولعبة البراميل المتفجرة التي احتفت بها مدينة حلب لتقدم أكثر من800 شهيد قرباناً للحرية التي لم يستطع النظام أن يحرم السوريين إياها بالطرق المباشرة عبر الاستيلاء على الأرض، ففرض سياسة البراميل في المنطقة، ليفرض مقابلها سياسة "داعش" في المناطق الأكثر وعورة، والتي ربما لا تفيد معها "براميل الأسد"!

مع بداية سنة 2014 التي يتمناها السوريون سنة وقف لحمام الدم، ومجازر البراميل، وحصار الجوع.. يطل علينا "ميشال حايك"، ذلك العالم الفلكي الذي ينتظره العالم ليسمع توقعاته الشهيرة، والتي يعرضها الإعلام بغية إثبات صدقيتها فيما يتعلق بالعام الفائت. كل ذلك ليقدّم الدليل على أن ما يقوله "ميشال الحايك"، لابد أن يتحقق ولو حتى من قبيل الأمنيات!

وأن الأحداث تثبت مدى اطلاعه على الفلك، وما يمكن أن يجلب المستقبل من سعادة أو بؤس لهذه الدولة أو تلك، ولعل "الحايك" أكبر بكثير من أن يتكلم عن قصص فردية، فهو يتوقع للعالم كله من" لبنان الذي الذي يحتل حيزاً جغرافياً ضئيلاً"، إلى "الولايات المتحدة الأمريكية"، أكبر دولة في العالم على مستوى القرار السياسي والنفوذ العسكري..

مما لا ريب فيه أن الثورة السورية كانت مادة دسمة لتوقعات "الحايك" وسواه من الفلكيين اللبنانيين العرب من أمثال "ليلى عبد اللطيف"، "جوي عياد"، "مايك فغالي"، "سمير طنب"، وغيرهم الكثيرين. والتي ألهمتهم إياها التصريحات الدولية والتفاعلات والصراعات الإقليمية حول الثورة السورية، حيث استطاع "حايك" أن يستقرئ أن هذه الدولة التي تدور فيها رحى الحرب "لن تكون دولة أسدية في 2014"، وأن الأسد كرئيس سيرفض الرئاسة ولن يكون رئيساً، والذي يتقاطع مع ما قاله بالضبط بغدانوف (إعلان الرئيس الأسد بشأن عدم استبعاده المشاركة بالانتخابات الرئاسية القادمة، أمر لا يساعد في تهدئة الوضع، وإن موسكو تدعو الأطراف للابتعاد عن التصريحات التي تثير السلبية لدى الطرف الآخر )، وبهذا الخصوص تقول المصرية "جوي عياد" والتي هي من أنصار "السيسي" أن " الأزمة السورية ستنتهي" متبعة ذلك بتحذير من صعود نجم العصابات الإرهابية المسلحة، الأمر الذي لا يمكن قراءته إلا على أنه تصريح سياسي، وليس تنبؤاً فلكياً!

فيما ابتعد "سمير طنب"، وهو المؤيد لتيار 14آذار، عن التنبؤ عن أي شيء فيما يخص النظام السوري، مما يشير إلى ضبابية مصير هذا النظام على الصعيد السياسي، أو إلى عدم رغبة التيار في التورط بالمسؤولية عن أي حادث قد يحصل لشخص" بشار الأسد"، وليس إلى عدم توافر "معلومات فلكية" حول مصيره..

كل هذه التنبؤات، وخاصة ما أشار إليه "حايك" تنبئ عن إمكانية استبعاد للأسد من الرئاسة مع نهاية ولايته الرئاسية في صيف 2014، وأنه سيرفض الترشح بناء على أوامر روسية، بضمانات أن يكون خارج نطاق المحاسبة القانونية، لأن التقرير الأممي بشأن "الكيماوي"، سيثبت أن لدى المعارضة "سلاح كيماوي"، حسب الرواية الروسية التي تحدثت عن منطقة "خان العسل"، ولن يستطيع هذا التقرير إثبات الجهة التي استخدمت "السلاح الكيماوي"، في إشارة إلى أن المعارضة يمكن أن تكون قد استخدمت هذا السلاح، ما يجعل المدعي العام للمحكمة الجنائية في حيرة، حتى ولو تم الضغط على روسية في موضوع تحويل الملف السوري من مجلس الأمن" إلى "المحكمة الجنائية الدولية"، على اعتبار أن سورية غير موقعة على برتوكول المحكمة، وهو ما أشارت إليه المتنبئة اللبنانية "ليلى عبد اللطيف" من أنه "سيتم الكشف عن وجود الكيماوي على مقربة من الحدود السورية التركية"!

أما ما يفوق التوقعات، فهي تلك التوقعات التي تحدث عنها "الحايك"، والتي تشير إلى أنه هناك شخصية عسكرية ستظهر بشكل مفاجئ، على الرغم من أنه كان يعتقد أن هذه الشخصية قد قتلت، ويقول في إشارة أخرى أنه "سوف يتم انتقال السلطة في سورية على غرار الانتقال القطري، مع الاختلاف في صلات القربى"، وإذا افترضنا أن "ماهر الأسد"، شقيق "بشار" مستبعد تماماً، لأنه شريك في الإجرام، ولن تقبل به الدول الفاعلة مثل "الولايات المتحدة" أو "الاتحاد الأوربي من جهة، والمعارضة السورية بكل أطيافها بلا استثناء، لذلك فأغلب الظن أن الشخصية الأقرب إلى الواقعية هي العماد "آصف شوكت"، صهر "بشار الأسد" الذي قيل أنه قتل مسموماً في أيار 2012، ونفى النظام هذه الرواية، إلا أن النظام أعلن عن مقتله في تموز 2012 إثر الانفجار الذي وقع في مقر "الأمن القومي "، وقيل آنذاك أنه دفن في قريته "المدحلة"، غير أن المتنبئة اللبنانية "عبد اللطيف" تذهب أيضاً إلى أنه قد يكون "ماهر الأسد" وذلك من خلال قولها: " ماهر الأسد إلى العلن والجيش السوري على مشارف لبنان بغطاء أجنبي"، الأمر الذي أستبعده شخصياً للأسباب التي ذكرتها آنفاً، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على ارتباطات استخباراتية لهؤلاء المنجمين، مع شح في المعلومات وتكتم شديدين.

وقد تكون الرواية التي أعلنها النظام حول مقتل "آصف شوكت"رواية كاذبة بتبنٍ روسي للوصول إلى هذا الانتقال، على أساس انه شخصية علوية يمكن أن تقود البلد لحماية الأقليات، وخاصة الأقلية العلوية كما صرح الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ويمكن أن تكون مقبولة لدى جزء من المعارضة السورية، على اعتبار أنه ليس من العائلة التي دمرت سورية عائلة "الأسد" ..

"ميشال الحايك" يريد أن يتحدث عن عموميات، ولا يريد أن يدخل في وحل الثورة السورية، ولم يرد أي شيء يتعلق بحزب الله تدخله في الحرب الدائرة في سورية، لا تصريحاً ولا تلميحاً، ولكن المتنبئين الآخرين لم ينأوا بأنفسهم كما نأى "حايك" بنفسه عن التنبؤ فيما يتعلق بشخص "نصر الله"، فقد تحدثت "عبد اللطيف عن أن " السيد نصر الله شريك في انتصار ويخسر أحد القريبين منه"، في الوقت نفسه الذي كانت تتداول أخبار عن مقتل ابن شقيقته في سوريا، ما يعني أن كلامها كان ناجماً عن معلومات، لا عن تنبؤات!

كل التنبؤات التي تحدث عنها المنجمون "حايك"، "عبد اللطيف"، "عياد"، و"سمير طنب" لا تتعدى كونها تحليلاً ساذجًا للوضع السياسي، حيث بات معروفاً أن "روسيا" بمساندة "إسرائيل" تديران اللعبة بمباركة أمريكية، وأن إدارة الأزمة على مدى 33 شهراً هي الأساس، وأنه ما من جهة تفكر في إنهاء الأزمة، بما فيها "النظام والمعارضة" على قدم المساواة .

التعليقات (2)

    مجد الأمويين

    ·منذ 10 سنوات 4 أشهر
    حكي فاضي شو رب العالمين كاتب بدو يصير.. أنا شخصيا ما بعذب حالي ولا بتابع هيك خزعبلات أبدا.. كل نملة عم تمشي بهالكون ربنا عز وجل عم يمشيها ويهيء لها رزقها، وما يحصل في سورية يد إلهية حركته (كما قال الشيخ أحمد الصياصنة) وربنا عز وجل هو القادر على ايقاف ما يحدث وحلحلة الوضع بترتيب رباني..

    مسلم عراقي

    ·منذ 10 سنوات 4 أشهر
    ان ما يدعوه هؤلاء من توقعات ما هي الا استقراء لواقع سياسي قائم وموجود ولكن المشكلة الكبيرة انهم يخاطبون امة من الجهل اخر ما تفكر فية هو القراءة والفهم للواقع وما يخفيه المستقبل استنادا على مجريات ما يحدث على ارض الواقع التي لا تحتاج الى تنبؤات ولكن فقط تحتاج الى شعب يعرف اين تكمن مصلحته وليس خيالاته المبنية على الجهل والخرافة وانتظار معجزة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات