بيت قامشلو.. منتدى الفكر المدني

 بيت قامشلو.. منتدى الفكر المدني
(هو جسر تواصل بين القوميات والمذاهب المتواجدة في سورية بعد أن قام النظام بهدم هذه الجسور بين مكونات الشعب السوري، هذا هو التعريف البسيط لبيت قامشلو ) يقول هذه الكلمات و يتبعها بضحكة شفافة، تلك الضحكة التي جمعت حوله لفيفاً كبيراً من الأصدقاء من شتى أنحاء الأرض السورية.

"نصر الدين أحمه" الملقب باسم "أبو رامان"، مؤسس بيت قامشلو، وهو ناشط كردي و معتقل سابق على خلفية أحداث 2004 في القامشلي، يقول: "كنت من الكورد القوميين المتشددين، والمتعصبين لقوميتي الكوردية، إلا أن الثورة قربتني أكثر من باقي السوريين، أول مرة أحسست بها بانتمائي السوري كانت مع أول مظاهرة في دمشق.."، مما جعله يؤسس بيتاً يلتجئ إليه أي سوري تقطعت به السبل، هذا البيت الذي تحول فيما بعد إلى منتدى ثقافي لكل السوريين.

لماذا بيت قامشلو و ليس بيت سورية؟

يضيف السيد أبو رامان أن "هذا البيت هو بيت لكل السوريين، وليس للون واحد، وإن كانت تسميته بيت قامشلو فهي مصادفة، لأنني أسست فرقة مسرحية وموسيقية وفنون شعبية في مدينتي القامشلي"، واعتبر هذا البيت "امتداداً ثقافياً للفرقة" على حد تعبيره.

وفيما يخص تسمية البيت يضيف قائلاً: "على كل الأحوال القامشلي أو قامشلو هي ليست كلمة كردية أو عربية، هي كلمة تركية، وأصلها قاميش، وهي نبتة تظهر على ضفاف النهر".

لقد تأسست مدينة القامشلي عام 1925، عندما أوجد الفرنسيون ثكنة عسكرية في تلك المنطقة، وبدأت مظاهر الحياة تدب فيها، وأوجدت هذه المدينة. و لعل كلام مؤسس بيت قامشلو، وما غمز له من أن الصراعات بين المعارضة الكردية من جهة، والمعارضة العربية من جهة أخرى أوجدت ردات فعل شعبية ضد هذه النخب السياسية لتقريب وجهات النظر بين مكونات الشعب السوري، فأصبحت هنالك لغة حوار مشتركة بين جميع مكونات الشعب السوري، على اختلاف مشاربه الثقافية، والدينية، والعرقية بدون تلك التفرقة التي أسس لها النظام منذ بداية الثورة، ولعب على هذا الوتر الكريه الذي يرفضه جل السوريين.

بيت قامشلو بدأ ملجأ.. وتحول الى منتدى

في بداية تأسيس بيت قامشلو الذي امتد على مدى 23 شهر، استطاع أن يأوي ما يقارب الألف سوري تقطعت بهم السبل كحل مؤقت، بدلاً من المبيت في حدائق أنطاكيا؛ كان هذا البيت هو الملاذ الأخير لهم حتى بدون سابق معرفة، وبدون أن يعرفوا الاسم، فالمبيت مجاني ودون تكلفة مادية على الإطلاق "لقد وجد البيت للسوريين، ويجب أن يبيت به السوريون دون منة من أحد"، إلا أن المكان، وبفعل من يرتادونه، تحول إلى منتدى استطاع أن يجذب السوريين لفكرة أن "هذا بيتكم اصنعوا به ما شئتم من نشاطات"، ومن هذا المنطلق بدأ تنفيذ نشاطات متنوعة، من قبيل المحاضرات، الأمسيات، والعروض السينمائية لتنتقل إلى نشاطات متنوعة للأطفال في الرسم والموسيقا.

هو مشروع يؤسس لمشاريع

لعل العمل على نشاطات الأطفال هو الأساس في إيجاد أسس لمشاريع في مستقبل سورية الجديدة، وإخراج الكامن في صدور الأطفال، خاصة أن المدرسين الذين يقومون بتدريب الأطفال هم أصحاب خبرة في تنمية مواهب الأطفال، والحقيقة أن هؤلاء المدرسين يبدعون بعملهم الطوعي فهم لا يتقاضون مقابل لعملهم سوى فرحة الاطفال التي ترتسم على الوجوه بانتهاء كل درس، سواء كان للرسم أو الموسيقا، أو الإقبال الكبير للاطفال مع ذويهم للانتساب لهذه النشاطات..

بيت قامشلو مفتوح لمن يريد العمل

الجميل في الموضوع أن القائمين على البيت ورواده لا ينظرون إليه على أنه مشروع فردي، يتلاشى بغياب وجوه محددة،بل يتعاملون معه على أنه نواة مؤسسة متكاملة، وفي هذا السياق يقول أبو رامان: (كل الأصدقاء الذين يرتادون البيت، أو المقيمين فيه، هم معنيون ببيت قامشلو، وإذا كان هذا البيت قائم على وجود مؤسسه وسينهدم في حال غيابي، فليحترق..)، ويتابع موضحاً سبب مقولته هذه: (كما قلت لك، هذا البيت لكل السوريين، والكل معني بالبيت، لأنني ضد المشاريع الشخصية، ولا أتدخل في الأمور الإدارية، وهناك عدة نشاطات أقيمت دون حضوري).

اللافت في الأمر أن أبو رامان يرى أن (هذا أمر طبيعي، والحقيقة منذ البداية قلت يجب أن نعمل على أساس المجموعة لا الفرد، لديك كل المعدات التي يمكن أن تنجح العمل فما الداعي لوجود ابو رامان! )

تعددت البيوت.. والهدف واحد

تجربة بيت قامشلو الناجحة استهوت البعض من السوريين لعمل بيوتات مشابهة لبيت قامشلو، كبيت الرقة، والبيت السوري في غازي عنتاب، والبيت السوري في اسطنبول، وهناك فكرة بإنشاء بيت في الريحانية، والهدف هو السوريون بكل ألوان الطيف، الذين يؤمنون أن سورية للجميع، ويؤمنون بسورية الدولة المدنية والديموقراطية..

أخيراً ...

إن وجود بيوتات ثقافية ومدنية تحيي أفكار المجتمع المدني الذي هدمه النظام باستبداده، ويؤسس لمجتمع يزيد المحبة بين السوريين الذين عانوا ما عانوه من نظام مجرم ليبكوا معاً ويفرحوا معاً، ويصرخوا بأعلى أصواتهم: "واحد.. واحد.. واحد.. الشعب السوري واحد" .

التعليقات (4)

    ليلان كردستان:حقائق كرديه

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    إسمها قامشلي وليس قامشلو.وهي مدينه سوريه عربيه لجأ اليها أقليات أجنبيه مما يعرف اصطلاحا بإسم الاكراد هربا من كهوف جبال ايران وتركيا.وقد اختلف علماء الاجتماع بمنشأ ما يسمى الاكراد فلا يوجد على سبيل المثال اي عملات اثريه او كتب اثريه او نحوتات او معابد او اي دليل اثري يدل على استيطانهم منطقه معينه مما جعل معظم علماء التاريخ البشري Archaeology يستنتج دون شك أن الاكراد هم اقرب الى البدو الرحل او الغجرgypsy وابعد منهم الى حضاره انسانيه قائمه بذاتها في منطقه جغرافيه معينه.

    bave roni

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    yekfi ana nebina abrahim khelil kurdi

    احمد الشمام

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    يشكر أبو دارا على جهده لكن في تسميته تكريد للمدينة وهي التي ضمت الجميع واسمها مشتق من قامش اي القصب الذي نما حول نهرها وتسميتها الأولى هي القامشلية وذاك مثبت في لوحة بلديتها عام 1956 حين لم يكن البعث حاكما وتسميتها الحديثة هي القامشلي للجميع / نحن مع رفع الحيف عن تكردي البلدات والقرى الكردية لكن لا أن تكرد بفعل بعثي كردي مشابه لبعث الأسد / ماأستغربه أن الأخ bave roni يقول أن ابراهيم الخليل عليه السلام كردي أيضا فتأمل يارعاك الله

    abo abdo

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    his name is Qamishlo for ever! i love rojava
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات