وعلى الرغم من حداثة تشكيل اللجان الشعبية في مدينة ردعا، إلا أنها تلعب دوراً كبيراً في نشر الرعب، بين صفوف المواطنين القاطنين في الأحياء الخاضعة لقوات الأسد المعروفة ب "درعا المحطة".
حيث تنشتر تلك اللجان على بعض الحواجز، في أحياء السبيل والمطار والكاشف وجامعة درعا, لتمارس دورها في التشبيح والاعتقالات التعسفية للأهالي، دون أي اعتبارات اجتماعية أو أخلاقية، الأمر الذي دفع بالعديد من المواطنين، إلى ترك منازلهم والهروب إلى المناطق المحررة.
خلايا نائمة داخل المناطق المحررة
ولم يقتصر تهديد اللجان الشعبية، على الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الأسدية، بل امتدت إلى الأحياء المحررة، من خلال قيام خلاياها النائمة، بجمع المعلومات، عن أماكن انتشار الجيش الحر ومقراته والقادة الفاعلين فيه، إضافة إلى الناشطين في الإعلام والإغاثة، والقيام بعدد من عمليات الخطف، لبعض الأشخاص، وتسليمهم للأفرع الأمنية أو مقابل فدية مالية، والتعاون في تسهيل مرور السيارات المفخخة إلى المناطق المحررة، كما حدث في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي.
وأوضح الناشط "محمد .م" أن الأمن قام بتطويع عدد من الشبان، من أبناء المدينة لا يتجاوزن الثلاثين شخصاً، في حين تبقى أعداد المتطوعين سراً غير معروفة، ولكن من المتوقع أن تكون أكبر بكثير ،وخاصة بأنها تعمل بالخفاء ،كخلايا نائمة بين صفوف الثوار، في المناطق المحررة "درعا البلد وطريق السد والمخيم" من خلال إغرائهم بالمال وبعض الصلاحيات والامتيازات والتسليح.
اعتقال النساء كورقة ضغط حساسة على الثائرين
واشار الناشط "محمد" إلى إن الهدف من عملية تطويع الشباب في اللجان الشعبية، الاستفادة من معرفتهم الدقيقة بأهالي المدينة كونهم من أبناء المدينة، لاعتقال الناشطين والقادة الفاعلين في الحراك الثوري شخصيا أو لاستخدام ذويهم، كورقة ضغط لإجبار المطلوبين على تسليم انفسهم، وخاصة فيما لو كانت المعتقلة امرأة ،وهذا يفسر سبب الحملة الشرسة لاعتقال النساء، والتي شهدتها المدينة في الفترة الأخيرة، حيث قامت اللجان الشعبية مدعومة بعناصر من الأمن والجيش ،بمداهمة عدد من البيوت في حي السبيل والكاشف واعتقال عدد غير معروف من النساء، أو أثناء المرور على الحواجز المنتشرة في درعا المحطة، حيث يتواجد عدد من عناصر اللجان تحمل قوائم بأسماء المطلوبين من ناشطين أوقادة وعناصر في الجيش الحر وذويهم.
زملاء الأمس لجان تشبيح في جامعة درعا
من جانبه أوضح الناشط عبادة الخطيب عضو اتحاد طلبة سوريا الاحرار فرع درعا أن عدد من طلاب الجامعة، ممن كانوا زملاء في الدراسة الجامعية، انضموا الى اللجان الشعبية في جامعة درعا، حيث يتواجدون على الحواجز المنتشرة في الجامعة والمنطقة المحيطة بها، ويعتقلون كل شخص له علاقة بالثورة، حتى لمجرد الاشتباه بذلك، وكثيراً من الطلاب اعتقلوا وغابت أخبارهم حتى اللحظة، في حين أجبر آخرون على ترك الجامعة والهرب إلى القرى أو الأحياء المحررة، لافتا إلى وجود عدد من الفتيات انضممن بدورهن إلى اللجان شعبية ويقمن بجمع المعلومات عن الطلاب والناشطين وذويهم.
التعليقات (2)