تأتي على رأس القائمة الدكتورة "فاتن رجب" 35عاما، من مدينة دوما الناشطة التي عرفت" بأم عبادة" فعالمة الذرة السورية "فاتن" اعتقلت من قبل فرع المخابرات الجوية بسبب نشاطها في تنظيم التظاهرات في دوما، ولم يعرف ذلك عنها حتى اليوم. ذلك حسب ما ذكرت تنسيقيات الثورة في دوما.
وتشير المعلومات الأولية بأنها أمضت سنة كاملة في الجوية قبل أن يتم نقلها إلى فرع الأمن العسكري بدمشق لتمضي هناك سنة أخرى، حيث تعيش أبشع الظروف الإنسانية، وتعرضت لعمليات تعذيب قاسية ـ حسب شهود عيان ، فقد أكدت معتقلات تواجدن فترات طويلة معها وخرجن ليتحدثن عن تعذيب فاتن.
مصادر مقربة من عائلتها قالت بإن النشطاء فعلوا المستحيل لمعرفة مكان رجب بعد مضي سنة على اختفائها، وقبل شهور قدمت الكتائب في دوما التي يترأس شقيقها زعامة واحدة عرضا للتبادل، وذكر شقيقها المدعو "أبو هريرة" أنهم طالبوا بالإفراج عن فاتن مقابل إعطاء الأمن جثث تعود لخمسة ضباط كبار قضوا في معارك دوما، رفضته المخابرات ليبقى الملف طي الكتمان.
في العام الفائت ناشدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ببيان وحيد ضرورة الإفراج عن "رجب" لدواعي إنسانيه بحتة، وأبدت قوى الائتلاف المعارضة قلقاً بشأن وضعها الصحي، الذي يزداد خطورة مع وصول أنباء عن رفض إدارة الفرع تحويل فاتن الى المشفى العسكري بدمشق، وآخر التطورات في قضية "رجب" كانت حجب اسمها من قائمة الأسماء التي وافقت الحكومة السورية على إطلاق سراحهم ضمن ما سمي يومها بصفقة إعزاز الشهيرة.
ولا تقل قضية "د. أبو قياص" أهمية عن قضية "فاتن رجب"، فأبو قياص مهندسة كهرباء من درعا، 34عاما أم لولدين، تقبع منذ سنة ونصف في سجون الجوية، بتهمة التعامل مع إرهابيين في منطقة داريا، اعتقلت من مكان عملها وكان المطلوب منها الإدلاء بأسماء الشباب العامل على الحراك السلمي في داريا، اعتقلت مع دكتور زميل لها يدعى عبد الرزاق، ولا يزال الاثنان مغيبان في المنفردات لا يسمع أحدا عنهما، ولم تصدر أي بيانات مناشدة.
ويوصف حال أبو" قياص" بغاية السوء، لاسيما بعد أن سجلت محطة الدنيا الفضائية أفلاما عنها اتهمتها بعمليات تهريب السلاح من درعا إلى ريف دمشق، وقالت يومها السلطات أنها ستحول لمحكمة الارهاب اسوة بمعتقلات تواجدن في الفرع نفسه، فحول الجميع إلا هي ولا تزال تنتظر مصيرها ولا يعرف ما إذا خرجت للنور بعد، النور هنا لا يعني الحرية، بل الوصول الى سجن عدرا على الأقل، حيث تستطيع المعتقلة رؤية عائلتها ومحاميها، هذا فقط ما يمكن أن تحصل المعتقلة عليه في فرع" عدرا "الذي يتطلع مراقبون في حقوق الإنسان الى أهمية إدراجه كواحد من أفرع المخابرات التي تشتهر بها سورية، علما أنه يفترض أن يكون تابعا لأنظمة وزارة الداخلية المدنية، يتحول اليوم لابشع قسم لممارسة الارهاب بحق الفتيات اللواتي يعشن أقسى الظروف هناك.
فيما بقيت المعتقلات م. الوادي وامل صالح، من درعا البلد، في مكان ﻻ خبر يصل منه منذ أن اعتقلتهم عناصر الجوية، تشير المعلومات عن بقائهما عشرة أشهر، في منفردات رقمت بأرقام، ولم يرين النور إلا بعد مضي فترة طويلة حسب ما روت معتقلة خرجت من هناك حية، عندها سمح مدير السجن بفسحة شمس مرة واحدة في اليوم، بكت أمل عندما سمح لها الحديث مرة واحدة مع أوﻻدها عشية عيد الفطر ورفضت الحديث تاركة لزميلتها الدور، كان ضباط الجوية على رأسهم العميد غسان اسماعيل وقحطان القحطان وزيد زيدان هم من تولوا التحقيقات مع الفتيات والذين وصفوهن بالإرهابيات الخطيرات على أمن البلاد.
رفضت الوادي في البداية تصوير فيلم يتحدث عن" ارهاب المدنية " تحت عنوان إرهاب الحقد والنار، عندما جاء تلفزيون النظام قالت أحداهن أن المخرج نجدت أنزور المعروف بأعداد الأفلام من هذا النوع الخاص، لتبث على الفضائيات السورية، سأل الوادي عن علاقاتها بالإرهابين في درعا وداريا تحديدا كتائب شهداء حوران، فبكت ورفضت التصوير، وعادت الى منفردتها معاقبة، يومها هددّت بعدم الخروج من هنا مهما كان الظرف دون إتمام عملية التصوير لتظهر فيه كمهربة سلاح، وكان هذ السلاح أكثر ما يستخدمه رجال الأمن وأزلام البعث مع الموقوفات السجينات، وكانت المعتقلة التي قضت سنة كاملة في فرع الجوية "ن السعد" أهم بطلة لكل تلك الأفلام المختلقة في أقبية اللواء جميل حسن.
في نفس الفترة استقبلت المحطة الشهيرة بتأيدها الفج معتقلة من منطقة "الزبداني" لتتحدث عن تجربتها في استدراج الضباط فيما كانت أم لطفلة وكانت تمشي في معاملة الطلاق من زوجها عندما اتهمت بهذا على خلفية حديثها مع شرطي في القصر العدلي، رواية أشبه بالخيال ومن صنع خيال أمني.
المعتقل اليوم يشهر به أمام الملايين، وليس فقد مغيبا مهانا فقد تحدثت معتقلة في فرع الامن العسكري في حماه عن شبان خطفوا وعمرهم 12سنة كالسوري"محمد " طبيب الأسنان الذي أرسل رسالة مع الفتاة ولم تصل الى زوجته التي غادرت البلاد وامه التي وارت الثرى. وخرج اليوم على المحطات إرهابيا يساعد الثوار وهو معتقل منذ زمن الأب..
التعليقات (4)