كتاب(وصايا بن لادن): الرسائل والمدونات السرية لزعيم القاعدة

 كتاب(وصايا بن لادن): الرسائل والمدونات السرية لزعيم القاعدة

الكتاب وضعه كل من رولان جاكار وعثمان تازاغارت، وصدر قبل بضعة أسابيع عن دار جان بيكوليك في باريس.. وقام الناقد والشاعر اللبناني بول شاؤول بترجمة مقاطع منه لصحيفة (المستقبل) اللبنانية.

أسامة كان يهتم بكل شيء!

عملية الكوماندوس، التي نفذت في 2 أيار 2011، على مخبأ (منزل) زعيم القاعدة أسامة بن لادن، لم تضم فقط الفرقة العسكرية، فإلى الخمسين جندياً الذين شاركوا، هناك نحو عشرين من المخابرات الأميركية (C.I.A) مهمتها وضع اليد على الأرشيف السري لبن لادن وعلى عجالة، وبحدود 40 دقيقة، صادر هؤلاء 10 آلاف صفحة و15 كومبيوتر، وعشر أسطوانات، ومئات من مفاتيح «USB»... خصوصاً دفتراً صغيراً، مكتوباً باليد من 82 صفحة كان بن لادن يدوّن ملاحظاته ومخططاته للمستقبل. وثائق «متفجرة»، ترجمها كل من رولان جاكار وأتمان تازاغارت، واصدراها في كتاب (نشر حديثاً في باريس بعنوان «Les Testaments de Ben Laden».

تكشف الوثائق المنشورة، وعلى عكس ما شائع عن بعض الخبراء، أن مؤسس القاعدة لم يترك ولا لحظة قيادة التنظيم. كان يهتم بكل شيء: عمليات عسكرية، ولكن أيضاً لوجستية، ومسائل الميزانية، ومساعدة عائلات الشهداء. ويفرض أن لا شيء ينفذ من دون معرفته وإذنه.

وتكشف الوثائق أنه منذ 1987 خصّص بن لادن 1500 دولار لطبيب عمليات مصري ليبقى إلى جانبه حتى سقوط مخبئه في أفغانستان بعد 11 أيلول 2001.

ويعلن في كتاباته كيف كان يعامل زوجاته، ويشكو من «خيانات» ويطلب من أبنائه التخلي عن الادعاءات السلالية، ومن المجاهدين تطهير صفوفهم من «الجواسيس والجبناء». وحتى النهاية كان يتابع كل شيء «عبر شبكة معقدة من الوسطاء، والمتواطئين والرسل»!

هكذا كان يخادع المخابرات الأمريكية!

ولخداع المخابرات الأكثر تطوراً في العالم، فاستراتيجيته كانت «قديمة» وعتيقة لكن ناجحة، وهذه الاستراتيجية هي التي أتاحت له أن يعيش خمسة أعوام بكل هدوء وراحة بال، في ذلك المخبأ الباكستاني الذي كان يسمى «عرين الأسد». وهناك لا تواصل بالإنترنت ولا بالتلفونات. كان بن لادن يطبع رسائله على كومبيوتر ثم ينقله على مفاتيح «USB»، يعهد بها إلى عملاء مبعوثين يوزعونها انطلاقاً من «سيبر كافيه». والبريد الذي يوجه إليه يتم بالطريقة ذاتها. وقد فوجئ المحققون بعدم العثور على أي رسائل مشفرة ولا كلمات سر تهدف إلى حماية الأضابير الحساسة (كما كتب المؤلفان). لكنهما أشارا إلى استثناء: فلا جنسية بورتوغرافية مرقمة بلبلت المحققين باعتبار أن بن لادن هو رجل ديني متطرف. ويكشف الكتاب أن بن لادن اعتبر في إحدى رسائله المؤرخة عام 2010 «أن ما زال مبكراً تأسيس دولة إسلامية، تعلن الخلافة»... وأنه كان مقتنعاً بأن «ما حصل في نيويورك وواشنطن سيؤدي إلى زوال أميركا والغرب الكافرين، لكن بعد عشرات السنين».

فقرات من الكتاب

في مقطع ورد في دفتر بن لادن الصغير، كان يحث أنصار تنظيمه على القيام بعمليات واسعة في أوقات رمزية، مثل «يوم الاستقلال في أميركا» في ذكرى 11 أيلول 2001، اعياد آخر السنة، يوم افتتاح الدورة العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وكذلك في المسابقات الرياضية الكبيرة، والتظاهرات السياسية والثقافية التي تجمع جمهوراً واسعاً ومهماً!! ويطرح بن لادن عدداً من الأسئلة ذات طبيعة تقنية أو علمية، ويتساءل حول إمكانية اختراق بعض فئات الشعب الأميركي غير المسلمين، بين المجتمعات السوداء أو الإسبانية المهمشة من قبل النخب البيضاء المهيمنة، للقيام بأعمال مشتركة مع متطوعين جهاديين. في ملحوظة أخرى من الصنف ذاته، كان بن لادن يتساءل إذا كان في الإمكان «تلقيح الانتحاريين بفيروسات، أو متفجرات سائلة أو مواد أخرى»؟!! وجواباً عن هذه الأسئلة، رسالة من النوع الطبي، وقّعها أيمن الظواهري (طبيب)، يفصّل فيها الاحتياطات الأمنية والطبية التي يجب الأخذ بها للنجاح في القيام بعمليات جهادية مدروسة.

أما «الجهاد النووي» كما يورد الكاتبان، فقد كان يشكل هاجساً حقيقياً عند بن لادن، وذلك مذكور مرتين في دفتره الصغير. كان بن لادن يرى سيناريو آخراً ذا هدف نووي: «القيام بأعمال جهادية لضرب استقرار الأنظمة في بعض الجمهوريات الإسلامية من الاتحاد السوفياتي السابق للاستفادة من الفوضى، ووضع اليد على الترسانات النووية أو المواد الانشطارية».

مع هذا، فالمقطع الذي أثار أكبر قلق عند الأميركيين عند تحليل دفتر مدوّنات بن لادن، ملحوظة صغيرة، يرى فيها بن لادن «تكليف بعض خبراء المعلوماتية»، بتقصي شبكات التواصل على الإنترنت، بهدف كشف التسرّبات المحتملة الموزعة، تتعلق بالشفرات السرية لأنظمة الدفاع الأميركية».

ذلك لأنه بعد بضعة أسابيع من إرسال تعليمات بن لادن حول هذا الموضوع، تمّ تسرب من إحدى شبكات «PQP» كشفت مجموعة أضابير ضخمة سرية للوحدات الخاصة لـ«فور براغ»، تتضمن معلومات خاصة تتعلق بـ50 ألف عسكري أميركي(...).

أما السيناريو الكارثة الأكثر اكتمالاً وتفصيلاً من قبل بن لادن، فهو مشروع بحري يهدف إلى إحداث فوضى في تجارة البترول، من خلال سلسلة من الهجمات المتتالية ضد سفن تعبر مضيق هرمز.

لهذا المضيق الواقع بين الجزيرة العربية وإيران، أهمية قصوى، فهو يشكل نقطة عبور إجبارية لأكثر من 30 في المئة من تجارة البترول العالمية(...).

وقد سجل بن لادن: «إن القيام بأكبر عملية جهادية في مضيق هرمز سيكون أثره ضعضعة الاقتصاد العالمي بإحداث ارتفاع كبير غير مسبوق بأسعار البترول، والتي لا تستطيع الدول الغربية تحمّله».

ومن بين الوثائق التي أخذها الأميركيون عبر «هجوم على مخبأ بن لادن تتمثل بخرائط بحرية لخليج عدن ومضيق هرمز». وبحسب المعلومات، فقد كانت مكتظة بالملاحظات بخط بن لادن(...).

وعلى امتداد عشر سنوات كان بن لادن يهجس بحلم إعادة تجربة هجوم 11 أيلول، من خلال القيام بهجوم جوي آخر على الأرض الأميركية. ومن بين الأفكار المقترحة، مشروع يهدف إلى تغيير مسار طائرات صغيرة أكثر مرونة وأسهل للقيادة، لسحقها على بعض النقاط الشهيرة، مثل بروكلين ونيويورك، والجسر الذهبي (غولدن بريدج) في سان فرنسيسكو أو إحدى النقاط الخمس وأربعين المتحركة التي تحاذي نهر شيكاغو. احتمال آخر أثاره بن لادن من خلال مدوّنة لبن لادن(...)، تغيير مسار طائرة وسحقها على الجموع، اثناء تظاهرات رياضية، مثل «سوبر باول».

مع هذا، فالمخطط الأكثر طموحاً الذي تصوّره بن لادن، هجوم يستهدف طائرة الرئاسة الأميركية «إير فورس ون»(...). ونظراً لضخامة المهمة، وتعذّر اختراق الجهاز الأمني لـ«إير فورس ون»، فإن فكرة الهجوم لم توضع أبداً موضع التنفيذ، باستثناء مراسلة مبعوثة من بن لادن، قبل أقل من أسبوع على موته، يأمر فيها موجهة إلى مصدر مجهول، «لتسريع التحضيرات التي تؤدي الى جهوزية عملية «إير فورس ون»، بمناسبة الذكرى العاشرة لـ11 أيلول!(...).

وبحسب تقرير سري الذي حصل عليها الكاتبان، أن جماعة من الناشطين السعوديين، المقيمين في لندن ومتخصصين بالمعلوماتية، وضعوا اليد على ملف «سري جداً» وضع خطأ على أحد مواقع الانترنت لـ«القوات الجوية الأميركية». خطأ فادح ما وصل إلى الجمهور الواسع، وخصوصاً إلى الإرهابيين المحتملين، الشفرات السرية لدفاعات الصواريخ المضادة للصواريخ في الطائرة الأميركية. والتسرّب تضمّن أيضاً خرائط سرية تفصّل داخل الطائرتين الرئاسيتين الأميركيتين «إير فورس ون» و«إير فورس تو»: ونكتشف فيها تحديداً الأمكنة المخصصة للمخابرات السرية لكل من الجهازين، إضافة إلى تقرير حساس جداً حول نقاط الضعف التي تشكو منها الطائرة الرئاسية. ويذكر، مثلاً، أن عطوب الجهاز في حال استهدفت خزانات الأوكسيجين للمركز الطبي في طائرة «إير فورس ون» الرئاسية.

11 سبتمبر الأرضي

يقترح بن لادن «القيام بهجمات ضد القطارات أو الطائرات في مدن أميركية صغيرة، حيث جهاز الأمن قد يكون أقل تجهيزاً مما هو عليه في المدن الكبرى مثل واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس».

سرّ فكرة استهداف القطارات تتوضح: «يلزمنا، يدوّن بن لادن في مقطع آخر من دفتره، القيام بهجمات متزامنة ضد القطارات، لإحداث انفجارات قادرة على خروجها من سككها في أماكن حساسة، في أنفاق أو جسور أو من أعلى الوديان». واقترح، كما لو أن اللحظة أزفت، أنه «يجب الأخذ في الاعتبار واقع أن لكل قسم من القطار، بحسب الموديلات الأخيرة، نظامه الخاص المتعلق بالكبح (أو الفرامل)، مما يمنع المقطورات من أن تميل في حال الخروج على السكك»(...).

وفي مراسلة مؤرخة في شباط عام 2010، أصدر بن لادن أمراً لقياداته التركيز على مخطط ضد القطارات في الولايات المتحدة الأميركية: «بعون الله، كتب، هذه الهجمات وإن كانت أرضية، فسيكون لها الأثر ذاته الذي أحدثته الهجمات الجوية في نيويورك وواشنطن».

* المصدر: صحيفة (المستقبل) اللبنانية 16/9/2014

التعليقات (6)

    حسان طحان

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    هاد سيناريو هوليودي... أظن إن أسامة بن لادن صناعة أمريكية ؛ ولا أحد يعلم هل قتل أم يعيش الأن متخفيا في أمريكا... ولأن عندما أدعى الأمريكان بأنهم قتلوا بن لا دن نشروا صورة وحيدة له تبين فيما بعد بأنها مزيفة؛ وطريقة محاصرة منزله ومداهمته وقتله التي أعلن عنها الأمريكان تسمح لهم بإلقاء القبض عليه حياً.. عدا عن إنهم قالوا بأنهم دفنوه في البحر!! ولماذا لم يصوروا جثته وجثث اللذين كانوا معه... القصة مختلقة وفيها الكثير من الثغرات.. وكما هي قصة تنظيم القاعدة إجمالاً.

    Aaaaa

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    اسامة بن لادن رحمة الله عليه ليس متطرف كما تدعون أنتم المتطرفون وأنتم القتلة

    انسان صاحب مخ

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    تضخيم لبن لادن كذبة الامريكان ... مثل كذبة داعش

    بن لادن ابله ضحك عليه الظواهري

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    جميع هذه التنظيمات التي أنحدرت من تنظيم الاخوان الام صناعة امريكية فتنظيم الاخوان اول بذره له بفرنسا عندما جند الغرب الايراني الشيعي *** *** جمال الدين الافغاني وتلميذه محمد عبده ليقوم بهذه المهمة ويتلقاها من بعدهم العميل الانجليزي حسن البنا ومن ثم العميل الامريكي سيد قطب حتى وصلت الى العميل الروسي الامريكي المزدوج ايمن الظواهري وهو أول من اسأس تنظيم القاعدة

    توم كروز

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    انتم تافهين عرب عايشين في وهم المؤامرة كل شي وراه امريكا صحيح انكم بهايم رجال ملياردير ترم الدنيا علشان الجهاد قاتل الروس وهزمهم ولما قاتل الامريكان قالوا ارهابي وصار عميل امريكاني والله اني استحي اني عربي من جنسكم روحوا شوفوا ايش بيقول اول واخر رجل في السي اي ايه شوير بيلاحق حياته ابن لادن كيف هاد الرجل عبقري انا افتخر ان بن لادن عربي هز الامريكان داخل عمقهم وبفتخروا انهم اغتالوه غدر لانهم جبناء ابن لادن اسطورة في امريكا اللاتينية وانتم ماعرفتم قدره يا بغاوات

    danmark.logstor

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    اينما وجد العرب و حلّوا وجد الخراب و حلّ الدمار..الجهاد..قتلوا..قاتل الروس..هزمهم ..المؤامرة..الاحتلال..التطرف..الارهاب..التنظيمات..المزيفة..كلها مفردات تملآ كتب تاريخ العرب الفاسد الا من رحم ربّي.. و اخر المطاف يدّعون بأنهم مسلمون و بينهم وبين الاسلام الاف من السنين الضوئية.. أمة ضحكت من جهلها الامم..
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات