4 مخاطر في حرب التحالف الدولي ضد "داعش"

4 مخاطر في حرب التحالف الدولي ضد "داعش"
رغم رياح التغيير التي اجتاحت مناطق العالم في أعقاب نهاية الحرب الباردة في 1989، لا يزال الشرق الأوسط أسخن منطقة جيوسياسية بالعالم‏، وكأنه أريد لهذه المنطقة أن تكون مختبرا للعديد من الأفكار والمفاهيم الجديدة، وأن يقترن تغييرها أولا بإعادة تشكيل النظام العالمي الجديد، أو بالأحرى ميلاد النظام العالمي الجديد مرهون بإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد بداية.

وهناك أربعة مخاطر يجب أن ينتبه إليها التحالف الدولي في حربه ضد الإرهاب وضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ»داعش».

1 - حرب غير متكافئة

ما يميز كل الصراعات بالشرق الأوسط منذ نهاية 11 سبتمبر 2001 هو أنها تندرج تحت ما بات يعرف بـ»الحروب غير المتكافئة»، حيث الانتصار والحسم العسكري فيها بعيد المنال لأنها تدار بين جيوش نظامية ضد ميليشيات مسلحة ومدربة على حرب العصابات، وبالتالي فالحديث عن استراتيجية واضحة في الحرب غير المتكافئة هو ضرب من الخيال.

2 - غياب الرؤية والهدف

في الحرب غير المتكافئة تواجه القوى الكبرى دوما مشكلة «تحديد أهداف» ذلك الصراع ومن ثم ضبابية العقيدة العسكرية التي تتأسس على الاستراتيجية أولا، وغالبا ما تهزم القوى الأحدث والأكبر تسليحا وليس العكس، لأنها حرب هي بالأساس نتيجة صراعات سياسية ولا يمكن الفوز فيها بالطرق العسكرية وحدها.

وهنا تبدو المعضلة التي تواجه التحالف ضد الجماعات المسلحة، سواء داعش أو القاعدة، بينما هي نقطة القوة عند داعش الذي استثمر غياب التنسيق واخترق الحصار المفروض عليها بالرقة ودير الزور وصولا لكوباني (عين العرب)، وهذا دليل على عدم التنسيق بين الضربات الجوية من السماء وقوات التحالف غير الموجودة على الأرض.

3 - ضبط المصطلحات

من الأخطاء المتكررة بالحرب غير المتكافئة الدائرة الآن ضد داعش، تضليل الرأي العام عبر ترديد مصطلحات خاطئة، كأن يسمى «الجيش العراقي» بهذه التسمية بينما يعلم الجميع أنه ليس جيشا بالمعنى المعروف، إنما أقرب للشرطة العسكرية.

فقد حل الجيش العراقي بعد 2003 ولم يعد هناك وجود له بالمعنى النظامي وإلا ما كنا وصلنا لهذه الحالة الكارثية على الأرض، وبالتالي يجب إعادة هيكلته ليصبح جيشا نظاميا أو على الأقل يتم تدريبه لتناسب قدراته مع طبيعة هذه الحرب ضد الجماعات المسلحة.

4 - أزمة سياسية لا عسكرية

الأزمة في العراق وسوريا سياسية بالأساس ودون حل سياسي شامل من خلال حكومات وحدة وطنية، ودون تحقيق مكاسب سياسية لجميع القوى الإقليمية في المنطقة، فإن هذا التحالف سينفرط عقده وتسود الفوضى التي تصب في النهاية لصالح قوى الإرهاب والدمار، فإذا كانت المعركة ضد داعش اليوم هي معركة «الاعتدال» ضد «التطرف» فإن الهدف النهائي يجب أن يكون من خلال توافق وتقارب إقليمي ـ دولي، لا الاستمرار في نفس الصراعات والحروب بالوكالة السابقة في المنطقة.

لذلك يجب الانتباه من الآن إلى أن ضرب قوات التحالف لداعش من الجو سيصب سياسيا في صالح من يملك الأرض ويحارب فوقها، وفي هذه الحال يمكن أن يتفجر الصراع «السني ـ الشيعي» على أوسع نطاق ما لم تعالج مشكلة القوات على الأرض.

التعليقات (1)

    سمير

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    الجيش العراقي ليس أقرب للشرطة العسكريه بل هو مليشيات شيعيه تدار من قبل إيران بسلاح امريكي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات