صادق جلال العظم : في سوريا ثورة والحل بسقوط العلوية السياسية

صادق جلال العظم : في سوريا ثورة والحل بسقوط العلوية السياسية
قال المفكر السوري صادق جلال العظم إن ما يجري في سورية اليوم هو ليس حرباً أهلية معمّمة، مقارنة مع "الحرب الأهلية اللبنانية الجارة" و"الحرب الأهلية العراقية القريبة"، موضحاً في في حوار أجرته جريدة "المدن" أن "في سورية اليوم لا نجد طوائف معبّأة عسكرياً بعضها ضدّ بعضها الآخر أو جاهزة للولوج في صراع مسلّح في ما بينها، باستثناء العمود الفقري للسلطة والدولة وأجهزة الأمن والقمع أي الطائفة العلوية من جهة والعمود الفقري للثورة أي الأكثرية الشعبية السنّية من ناحية ثانية".

وأوضح "العظم" أن اندلاع الثورة في سورية هو الذي استجلب الصراعات الدولية والإقليمية القائمة أصلاً إليها وما يجري في سورية اليوم هو انتفاضة بالتأكيد، أخذت تشبه في كثير من ملامحها ومسارها حروب التحرير الشعبية طويلة الأمد ضد سلطة جائرة وقاهرة ومتجبّرة لم تعد الأكثرية الشعبية في البلد تطيقها.

وأكد العظم أن ما يجري في سورية هو ثورة أيضاً، لكون الهدف هو الإطاحة بالنظام القديم المهترئ والمتداعي والذي لم يعد قابلاً للحياة. ثورات العصر الحديث كانت دوماً تهدف إلى الإطاحة بنظام قديم ما، لصالح نظام جديد يتطوّر ويتبلور من رحم الثورة نفسها ولايمكن البتّ بخصائصه بصورة مسبقة.

وعن حقيقة وجود "بعد طائفي" في سورية من جهة النظام والمعارضة، رأى "العظم" أنه "يوجد أبعاد طائفية متعدّدة لما يحصل في سورية اليوم على الرغم من المحاولات الكثيرة لإنكار ذلك.. وجميع الاجتماعات والمؤتمرات التي شاركت فيها خلال السنوات الماضية كانت تتهرّب عمداً من الاعتراف بوضوح بالأبعاد الطائفية للصراع في البلد وكأن ذكر الشيء يجلبه وعدم ذكره يبعده"، مشيراً إلى أنه "من الأفضل للثورة أن تعي نفسها جيداً بلا تورية وأن تصارح نفسها علناً .. فالثورة رفعت غطاء الطنجرة (كما نقول باللغة الدارجة) فظهرت التشقّقات المجتمعية وظهر العفن الطائفي الذي خلفه النظام بعد حكم نصف قرن".

وأكد "العظم" أنه "لا يمكن للصراع أن يصل إلى خاتمته بدون سقوط العلوية السياسية تماماً كم أن الحرب في لبنان ما كان يمكن أن تصل إلى خاتمتها بدون سقوط المارونية السياسة (وليس الموارنة) في لبنان".

وعن سؤاله حول رؤيته لـ "الحل" في سورية، أجاب: "الثورة بحاجة إلى مساعدة خارجية للإطاحة بالنظام. وهذا غير مستغرب لأن حركات التحرّر الوطنية الشعبية كان لها دائماً أصدقاء يساعدونها، هذه تجربة القرن العشرين. في سورية، قد يحصل وقد لا يحصل. يصعب التنبؤ. محال أن يحكم آل الأسد سورية بعد الآن. إذ لا فائدة منهم لا بالنسبة للإيرانيين ولا للروس ولا لجميع الأطراف".

وعبّر "العظم" عن تخوّفه من تنظيم "داعش" و"يجب التخلص منها" إلا أنه اعتبرها امتداداً للنظام وسترحل مع رحيله.

التعليقات (2)

    النظام خادم لعدة أسياد

    ·منذ 10 سنوات أسبوعين
    أيام الحرب الباردة كان الآب يمرر للغرب من تحت الطاولة أجهزة أو أسماء لعسكريين روس ليتجاذبوا أطراف الحديث مع روس هاجروا لإسرائيل هاتفيا ولقاء تلك الخدمة ترك ليُعفِّس كبف يشاء في القن السوري انتهت الحرب الباردة بعد انتصار الأسلحة الغربية على الشرقية في حرب الخليج الأولى بوضع مراقبين أمريكان لكافة منصّات إطلاق الصواريخ الروسية الغرب لم يعد بحاجة لمن يسرّب له معلومات في الخفاء المصالح الراسخة للروس مرفأ بالمياه الدافئة للتزوّد والصيانة ومن يشتري أسلحتها الكاسد سوقها ـ النظام أتاح لهم حقل تجارب

    سوري

    ·منذ 10 سنوات أسبوعين
    صادق بكل ما تقول يا أستاذ صادق،وبدون مجامله ،تحليل يحاكي العقل والمنطق ونحن بحاجه الى مفكرين من أمثالك ،ما نطقت الا الحقيقة بالرغم من انها قاتله لكثير من الناس وأولهم الأهبل ابن باىع الجولان،هذه الأنظمة النتنه يجب ان تقتلع من جذورها مثل الأهبل واسياده في كل من طهران وموسكو وبغداد،لقد لوث هؤلاء الرعاع كل شى وقد حان وقت رحيلهم،
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات