ونقلت تلك الصفحات مثل "جمهورية القرداحة الشعبية" و"تجمع شباب وصبايا القرداحة عرين الأسد" على "فيسبوك" نبأ مقتل الشندي والذي قالت إنه ينحدر من "خربة أبو خسرف" بريف القرداحة وطالته من وصفتها بـ"يد الغدر والإجرام" أثناء تأديته لواجبه الوطني بدير الزور، على حد تعبيرها.
وفيما لم تذكر الصفحات الطريقة التي قتل فيها الشندي أو تقدم دليلاً ملموساً على ذلك، قال ناشطون بمدينة دير الزور إن القتيل سقط خلال الاشتباكات التي دارت في بعض الأحياء الشرقية للمدينة قبل 3 أيام، عندما قامت قوات النظام بفتح عدد من الجبهات في المدينة للتمويه وتخفيف الضغط عن المجموعة التي كان يقودها العميد عصام زهر الدين في حويجة صكر(جزيرة نهرية) بغية السيطرة عليها.
"أبو خمسمية"
وذكر الناشط الإعلامي محمد الصالح من مدينة دير الزور أن القتيل اشتهر في بداية الثورة عندما كان مديراً لشعبة تجنيد المدينة بدير الزور وكان وقتها برتبة عقيد، حيث كان يتقاضى رشاوى كبيرة من الشباب المطلوبين للتجنيد أو المتخلفين عنه أو الذين كانوا يريدون أي وثيقة أو موافقة من شعبة التجنيد كموافقة السفر أو غيرها.
وأضاف الصالح لـ"أورينت نت"، أن العميد المقتول كان لا يخاف من تقاضي الرشوة علناً كونه كما كان يقول لمراجعيه صراحة بأنه مدعوم ومن القرداحة ولا يوجد شيء يصعب عليه، مشيراً إلى أن أي ورقة أو توقيع روتيني من الشعبة كان لا بد من دفع مبلغ مقابله حتى لو 500 ليرة سورية وهو ما حذا بأبناء دير الزور لتسميته بلقب "أبو خمسمية".
بدوره قال سامي العلي أحد أبناء مدينة دير الزور إن الشندي كان وصل دير الزور مطلع عام 2011 منقولاً "نقلاً تعسفياً" إليها بحسب ما كان يقول لبعض المراجعين لشعبة التجنيد كي يثبت لهم أنه لا يوجد ما يخاف منه بتقاضي رشاوى والتي كانت "بلا حدود".
وروى (العلي) أنه أخذ عن طريق القتيل وثقية "موافقة تجديد جواز سفر" لتقديمها لدائرة الهجرة والجوازات بدير الزور من أجل تجديد مدة جواز سفره المنتهية، حيث أعطاه إياها المساعد الذي ينحدر من نفس ضيعة الشندي وقال له "اذهب حاسب المعلم"، إلا أن العلي أخذ الورقة واتجه إلى الجوازات مباشرة وجدد جواز سفره دون أن يدفع أي ليرة كرشوة.
ولفت إلى أنه بحسب معلوماته تم تحويل العميد القتيل قبل أشهر من إدارة شعبة التجنيد إلى الفرقة السابعة بدير الزور وأصبح مسؤولاً عن قطاع ريف المحافظة.
الأغنام هدفاً!
من جهة أخرى، قال الناشط الإعلامي محمد أبو المجد إن طائرات التحالف شنت مساء السبت غارة على منطقة الحسينية المحاذية لمدينة دير الزور بهدف ضرب على ما يبدو مبنى مديرية الزراعة الذي يعتقد أن تنظيم "داعش" يتخذ منه مركزاً له.
وأضاف (أبو المجد) لـ"أورينت نت"، أن "الصاروخين الذين أطلقا أخطأا الهدف على ما يبدو وسقطا على الشارع العام المجاور لمديرية الزراعة ما أدى لاستشهاد 3 مدنيين وإحراق سيارتين مدنيتين الأولى كانت تحمل أغناماً والثانية سيارة أجرة".
ولفت الناشط إلى أن "عشوائية الأهداف التي يشن عليها طيران التحالف غارات في المحافظة منذ شهر، تجعل الإنسان يتساءل هل من المعقول أن طيران التحالف الذي يدّعي إصابة أهدافه بدقة يخطئها بهذا الشكل، أم أنها بالفعل بدأت تستهدف الأغنام وبعض خزانات النفط و"الحراقات" كنوع من محاصرة التنظيم اقتصادياً؟".
ومنذ أكثر من شهر، يشن طيران التحالف بشكل يومي غارات على مواقع لتنظيم "الدولة" في دير الزور وريفها استهدفت بالشكل الأبرز بعض المصافي البدائية الصغيرة للنفط أو كما يسمى محلياً بـ"الحراقات" أو "الفرازات" كنوع من محاصرة التنظيم اقتصادياً، بحسب تصريحات مسؤولين عسكريين أمريكيين.
وإلى جانب غارات التحالف يشن طيران النظام غاراته الاعتيادية التي لم تنقطع على المناطق الكبيرة الخارجة عن سيطرته في المحافظة والواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش".
التعليقات (16)