يقول النقيب المهندس (أبو جمال) قائد (لواء شهداء الاسلام) رداً على تساؤلنا عن الميليشيات والقوى التي تساند النظام في الهجوم وحصار داريا: "الجهات التي تحاول اقتحام المدينة هي كثيرة ومتنوعة بشكل كبير على طول المدة التي صمد فيها الجيش الحر".
ويوضح أنه "في بداية المعركة كانت القوات متوزعة بشكل أساسي بين الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والمخابرات الجوية وفرع فلسطين، وبعد أشهر من بدء المعركة والاستنزاف الكبير استقدم لجان شعبية، والتي أصبحت فيما بعد تسمى قوات الدفاع الوطني. وعلى جبهة (مقام سكينة) المزعوم، منذ بداية المعركة وإلى الآن هناك مليشيات من حزب الله، بمشاركة ضباط إيرانيين، وتم قتل الكثير منهم على تلك الجبهة باعتراف قناة المنار التابعة لحزب الله، وفي معارك أخرى على محورين مختلفين تتم مواجهة مليشيات عراقية، وتم معرفة ذلك من خلال بعض الأسلحة التي تم اغتنامها حيث كانت مختومة بختم يدل على مليشيا أبو الفضل العباس".
ويتابع قائد لواء شهداء الاسلام "أعدنا ترتيب الصفوف وتنظيم المجموعات بعد المجزرة المشؤومة، وترافق ذلك مع تشكيل المجلس المحلي لمدينة داريا، وتم تشكيل المكتب العسكري والذي يعد أحد المجالس العشرة ضمن المجلس المحلي وبدأ العمل مع المجلس، وكان المكتب التنفيذي هو دائرة القرار للمدينة حيث يتم اتخاذ القرار ضمن المكتب التنفيذي الذي يمثل فيه المكتب العسكري بثلاثة مقاعد ويكون القرار العسكري من المكتب العسكري والقرارات التي تخص المدينة من المكتب التنفيذي ويكون بذلك القرار مسؤولية الجميع ولم يكن هناك تفّرد بالقرار كمدنيين أو عسكريين".
الميليشيات العراقية
هل ما قيل عن المرتزقة ومحاولتهم لاقتحام داريا صحيح؟ وكيف استطاع لواء شهداء الاسلام صد تلك الميليشيات التي ارتكبت المجازر تلو المجازر في انحاء سوريا؟.. يجيب (أبو جمال): "المواجهات التي خاضها لواء شهداء الاسلام في معركة وبشر الصابرين، حيث نفذت هذه المعركة بسرية عالية، وتم الالتفاف على قوات النظام ومفاجأتهم، مما حدا بهم الى استقدام تعزيزات من مليشيا أبو الفضل العباس. وأذكر هنا هذه الحادثة، وهي عند قيام مجموعات من لواء شهداء الاسلام باقتحام أحد المباني، ثم محاصرة عدد من هذه المليشيات في احد الطوابق العلوية، مما استدعى قوات النظام الى استخدام تغطية نارية كبيرة لإخلائهم، وفي هذه الأثناء حاول المُحاصرون الهرب، واقتربوا من أحد مجموعاتنا، وكادوا يختلطوا بها، كونهم لم يستطيعوا التمييز بيننا وبين جماعتهم، إلا في اللحظات الأخيرة، حيث رموا أسلحتهم وهربوا فارين مذعورين، وعند اغتنام أسلحتهم تبين أنها ممهورة بختم مليشيا (أبو الفضل العباس)".
يكد (أبو جمال) "نحن في خان الشيح أيضاً، يوجد كتيبة تابعة للواء شهداء الاسلام في تجمع خان الشيح، والكتيبة مؤلفة من شباب داريا، والذين قمنا بتجميعهم وتدريبهم لإدخالهم إلى المدينة، ودخولهم المعارك الدائرة في المدينة، ولكن بسبب الحصار المطبق على المدينة لم نتمكن من إدخالهم، فبقيت في المنطقة هناك، وتعتبر أحد الكتائب الفاعلة في تلك المنطقة، وتشارك بقية الفصائل هناك بخططهم وغرف عملياتهم، ونعمل على أن يكونوا على اهبة الاستعداد للإنطلاق مع إخوتهم في طريقهم الى مناطق الغوطة الغربية المحاصرة"، مشيراً إلى التواصل مع أغلب القوى الفاعلة في الثورة السورية "نحن ننظر بترقب عميق إلى ما يحصل في القنيطرة ونأمل أن يوفقهم الله فيما عزموا عليه".
الهدنة والحصار
يشرح قائد لواء شهداء الاسلام كيف تعامل أهل داريا وثوار المدينة مع الحصار الذي تجاوز الـ700 يوم، فيقول: "خلال السنة الأولى من الحصار تم الاعتماد على مخزونات المدينة والأهالي إلى حد ما، وفيما بعد بدأنا بالأعتماد على الزراعة والإكتفاء الذاتي، إلى حد ما، وقد نجحنا نجاحا نسبيا حيث كانت وطأة الحصار علينا بعد هذه التجربة أخف قليلاً بالمقارنة مع مناطق جنوب دمشق وغيرها من المناطق المحاصرة".
وعن الهدنة والشائعات جول تفاصيلها، والعوائق التي وقفت بوجهها أكد (أبو جمال): "لا يوجد أي هدنة مع النظام حتى الآن"، ويتابع: "كل ما حدث هو مبادرات من أتباع النظام بحيث يدفعهم النظام كل فينة وأخرى الى إحداث بلبلة بين الأهالي النازحين، واللعب على وتر معاناتهم وتشردهم، ونحن لم نقبل بمبدأ الهدنة إلى من مبدأ إنساني لتخفيف المعاناة عن أهلنا النازحين، الذين يعانون من أحوال إنسانية سيئة منذ حوالي سنتين، رغم إدراكنا لكذب وخداع النظام وعدم التزامه بالحد الدنى لمبدأ الهدنة بشكل عام".
بالتاكيد أن النظام هو المستفيد الأكبر من الهدن حيث أنه جميع الهدن التى عملها النظام في بعض المناطق هي لشراء الوقت ولإخراج هذه المناطق من خارطة الثورة ليتمكن من تحييد الثوار في هذه المنطقة واستخدام قواته في قمع الثورة في مناطق ثائرة أخرى".
أخوة العنب والدم
يضم اللواء عدد من المنشقين عن نظام الأسد بينهم قائد اللواء النقيب أبو جمال، والمساعد أول أبو جعفر، ,ويذكر ان اللواء أسس مدرسة شهداء داريا لتكون مركز للتدريب واعداد المقاتلين الجدد بدنياً، وتدريبهم على قتال الشوارع والمدن بما يتماشى مع ظروف المعارك، وبالاضافة لبرامج توعية دينية وبرامج حول معاملة الأسرى وحقوق الانسان، وهناك مكتب شرطة عسكرية لضبط مخالفات المقاتلين وذلك بالتعاون مع مركز الشرطة، ويكرر (أبو جمال): “داريا " أخوة العنب والدم " صمدت بأبنائها ورغم طول الحصار والقصف الهمجي والممنهج عليها بكافة الاسلحة والطيران الحربي والبراميل المتفجرة وحرب الأنفاق ولكن ما زالت صامدة وتعتبر مثالا للثورة السورية في صمودها".
التعليقات (7)