من دعوى حماية الأحياء المسيحية في قطنا إلى حماية الأسد!

من دعوى حماية الأحياء المسيحية في قطنا إلى حماية الأسد!
في شهر آذار/ مارس من هذا العام عملت مفرزة المخابرات العسكرية في مدينة قطنا على التجنيد الشعبي في الكيان الذي أنشؤوه "جيش الدفاع الوطني" أو "الشبيحة" بشكل رسمي وعلني لمجموعة من الشباب المسيحيين بعد أن كانت قد سلحت عدة أشخاص بأسلحة خفيفة ، وأجهزة لاسلكية للتواصل مع الحواجز العسكرية المنتشرة في المدينة على مدار عام 2013.

وفي منتصف آذار/ مارس زاد تسليح شباب ((المسيحيين)) بدعوى حماية أحيائهم من " الإرهابيين " المسلمين من ثوار مدينة قطنا ، وبلغ عدد المسلحين 30 مسلحا، وقامت مخابرات النظام وجيشه باحتلال أحد بيوت المسلمين المسافرين بجانب دوار (أمين أمين) وسط المدينة، واتخذوه مقراً لهم.

استمرت لجان الشبيحة الجدد في قطنا مدة شهرين أو أكثر في عدم إيقافها في النهار لأي شخص يمر في الطريق وعدم مشاركتها بأي عملية دهم واعتقال تقوم بها مفرزة المخابرات العسكرية مصحوبة بالجيش ، ثم بدأت تقتلع الأشجار من المناطق من البيوت القريبة منها تمهيداً لترى المارة بشكل أوسع ليلاً ، و تم تدعيم السواتر الترابية المحيطة بمكان إقامتهم بشكل أكثر ارتفاعاً.

في شهر رمضان أصبحوا ينادون أي شخص بعد أذان المغرب ، ويقتربون من الأحياء المسلمة القريبة منهم وهم يحملون السلاح عند رؤية أي تجمع يضم أطفال يلعبون، أو تجمعٌ ما ، مما زاد الخوف في نفوس النساء والأطفال.

راتب وبدلة وقطعة سلاح!

وطبعاً كانت أعداد المتطوعين تزيد ومما شجعهم أكثر على ذلك ، أنهم لا يؤخذون إلى الخدمة الإلزامية في الجيش، بل يخدمون في قطنا بقرب أهلهم ، ويقبضون راتبا شهريا يزيد من 25 ألف ليرة سورية، أي ما يقارب "150 دولار" شهرياً ، وبطاقة أمنية يتجولون بها كيفما شاءوا على الحواجز، مع قطعة السلاح و البدلة العسكرية .

لهم محارس عديدة يقبعون فيها حول مقرهم عليها صور الأسد، و قناصات ليلية وأضواء قوية في الليل. أصبح عددهم بحسب نشطاء في المدينة أكثر من 60 متطوعاً غالبهم لا يحمل شهادة (البكالوريا) أو لم يدخل الجامعة ، ولم يسمح له بتأجيل الجيش مجدداً ، تتراوح أعمارهم بين 19 سنة و 35 سنة ، ويقودهم أشخاص مثل إيليا الرشيد، سامي الحوش ، ماجد قطموز، إبراهيم الحداد (أبو وديع) . ومن العناصر: إبراهيم شحادة نصار ، باسل نصر الدين ، الياس الصيفي ، طوني أبو عقل ، فادي قزمة ، ميشيل نصر الله، جورج شاهين ، فادي حداد، ايميل بلوز، آلان داوود ، جان مخول، كريم الزغت الخ ..

تعذيب وحشي في "المنشأة"!

خلال عيد الفطر المنصرم ومن بعده بدأت لجان الشبيحة المسيحية تتسبب في إيقاف الشباب المسلمين في المدينة بدون أسباب ويتم نقلهم إلى المخابرات أو "المنشأة" وهي مساحة رياضية حُولت إلى مركز رئيسي لتجمع الشبيحة في المنطقة، وتعتبر مكان تعذيب وحشي، كما أصبحت العناصر المسلحة من المسيحيين يشاركون المخابرات العسكرية والجيش في اقتحام المنازل ودهمها واعتقال أهلها وخصوصاً في عمق الليل وينتشرون في شوارع مدينة قطنا حتى وقت متأخر من الليل، إضافة لاختطاف عدة أشخاص من المدينة بحسب موقعهم على الشارع الرئيسي وخط السرفيس ، مع نفي ذلك وتحويلهم إلى فرع المنطقة في دمشق بعد عدة أيام من التعذيب.

العائلات المسيحية ضد تصرفاتهم!

ويؤكد ناشطون من المدينة أن ذلك أدى إلى زيادة التوتر وازدياد هجرة المدنيين من المدينة وخصوصاً من فئة الشباب والرجال، حيث أصبح من النادر أن ترى شاباً من مدينة (قطنا) يمشي في شوارعها، إضافة إلى دخول عدد كبير من الشباب المسيحيين بشكل علني في الصراع بجانب النظام ضد الشعب السوري الثائر من أهل مدينتهم وجيرانهم، ومن أسكنوهم أرضهم عندما نزحوا لها يوماً من الأيام، مع أنّ عددا كبيرا من العائلات المسيحية هي ضدهم، ولكن أي معارض لهم يتعرض للاعتقال، وهم من ينقلون لنا أخبارهم . بينما ترى الشارع الرئيسي الذي تتواجد فيه محالهم تفتح لوقتٍ متأخر من الليل على عكس الشارع المقابل والذي أصبح شبه مغلق تقريباً من شدة العنف والاعتقالات والقبضة الحديدية التي مارسها النظام على الأهالي الثائرين .

التعليقات (5)

    الآرامي

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    كنا كسوريين مسيحيين نفتخر بانتماءنا وتاريخنا الوطني قبل أن يصبح انتماءنا وولاءنا طائفي وحلت صورة المنحبكجي والشببيح محل صورتنا القديمة وهي الصورة التي سترافق المسيحي لأجيال قادمة,أرتضينا أن نصبح طائفيين مثلنا مثل العلوي وأن لم نصل لمستوى العلويين في ( القتل والتنكيل والتفنن بالتمثيل بالجثث حتى لو كانت جثث أطفال ) وأصبحت مرجعية المسيحي منجزات الحركة التصحيحية بكل مساؤئها وليس تعاليم الكتاب المقدس , فغالبية مسيحيوا سوريا اليوم هم عار على المسيحية .

    إيليا نعيم

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    أنا سأقول كلام بشكل موجز ومختصر , للأسف الأقليات حكمت على نفسها بما حكمت على الأكثرية , وأُذكّر كل الاقليات يللي إرتضت أن تكون سلاحا ضد الأكثرية أو أبواقا تحرض هذا السلاح وتشجعه أن يظل موجه ضد الأكثرية بفول السيد المسيح `` كما تٌدين تُدان `` .

    للأسف المسيحين سيخسروا لو أنتصرت أيران

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    للأسف نسي أو تنسى المسيحين اهذه الحقيقة وأصبحوا حلفاء لحالش في قتل السنه وطردهم من قراهم ومدنهم وللأسف شاركوا بالقيام بمجازر شنيعة بحق أهل القرى السنية , رغم أن السنة في تاريخهم لم يشتركوا بأي جريمة ضد المسيحين منذ أن فتحت بلاد الشام وكانوا ينظرون لهم بأحترام وتقدير , وحتى في الحرب البنانية لم يشترك السنه في تلك الحرب بل كانوا يتعرضوا للقتل والأرهاب من المقبور حافر دون أن يكون لهم مليشيات , الأن المسيحين ورغم أن حافر وأبنه قتلوا الكثير من المسيحين الا أن الفاتيكان والكنيسة تقف مع بشار بقوة ضد

    جورج عبدالمسيح

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    الحقيقة جارحة و لكن معظم المسيحيين في سوريا مؤيدين للنظام و المدهش أن معظمنا يعرف مكانة المسيحيين في ظل حكم السنة و لا يغيب عن الذاكرة أسطورة المرحوم الكبير فارس الخوري و غيره من الرموز المسيحيين في تلك الحقبة و المدهش كيف تغييب العقل عن هذا المكون الساسي من مكونات سوريا و وقفو ضد الثورة على عكس كل التوقعات و المبادئ الراسخة ضد الديكتاتورية و التفرد الطائفي بالسلطة .

    داعش صورة من الحرس الثوري

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    سقوط الموصل وقبلها سقوط الفرقة 17 وكثير من المواقع المهمة والمكدسة بالسلاح الثقيل والخفيف يدل على أن داعش جزء من التحالف الغربي الصليبي المجوسي على سوريا وشعبها بكل طوائفهم , لأن سورا قدمت هدية لأيران لكسب ودها ولأستخدامها في تدمير الدوةل العربية , وداعش وجدنت لتبرير التقسيم ولوضع سوريا بين السندان والمطرقة فمن جهة نظام جائر ومن جهة أخرى أرهاب داعشي يتقمص الأسلام وهم كاذبون ولم يسبق للمسلمون أن عرفوه بل ترجمة لمايقال عن الأسلام في الغرب من همجية وتخلف تجسد الأن بداعش ممايدل أنه صناعه غربية
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات