وفي منتصف آذار/ مارس زاد تسليح شباب ((المسيحيين)) بدعوى حماية أحيائهم من " الإرهابيين " المسلمين من ثوار مدينة قطنا ، وبلغ عدد المسلحين 30 مسلحا، وقامت مخابرات النظام وجيشه باحتلال أحد بيوت المسلمين المسافرين بجانب دوار (أمين أمين) وسط المدينة، واتخذوه مقراً لهم.
استمرت لجان الشبيحة الجدد في قطنا مدة شهرين أو أكثر في عدم إيقافها في النهار لأي شخص يمر في الطريق وعدم مشاركتها بأي عملية دهم واعتقال تقوم بها مفرزة المخابرات العسكرية مصحوبة بالجيش ، ثم بدأت تقتلع الأشجار من المناطق من البيوت القريبة منها تمهيداً لترى المارة بشكل أوسع ليلاً ، و تم تدعيم السواتر الترابية المحيطة بمكان إقامتهم بشكل أكثر ارتفاعاً.
في شهر رمضان أصبحوا ينادون أي شخص بعد أذان المغرب ، ويقتربون من الأحياء المسلمة القريبة منهم وهم يحملون السلاح عند رؤية أي تجمع يضم أطفال يلعبون، أو تجمعٌ ما ، مما زاد الخوف في نفوس النساء والأطفال.
راتب وبدلة وقطعة سلاح!
وطبعاً كانت أعداد المتطوعين تزيد ومما شجعهم أكثر على ذلك ، أنهم لا يؤخذون إلى الخدمة الإلزامية في الجيش، بل يخدمون في قطنا بقرب أهلهم ، ويقبضون راتبا شهريا يزيد من 25 ألف ليرة سورية، أي ما يقارب "150 دولار" شهرياً ، وبطاقة أمنية يتجولون بها كيفما شاءوا على الحواجز، مع قطعة السلاح و البدلة العسكرية .
لهم محارس عديدة يقبعون فيها حول مقرهم عليها صور الأسد، و قناصات ليلية وأضواء قوية في الليل. أصبح عددهم بحسب نشطاء في المدينة أكثر من 60 متطوعاً غالبهم لا يحمل شهادة (البكالوريا) أو لم يدخل الجامعة ، ولم يسمح له بتأجيل الجيش مجدداً ، تتراوح أعمارهم بين 19 سنة و 35 سنة ، ويقودهم أشخاص مثل إيليا الرشيد، سامي الحوش ، ماجد قطموز، إبراهيم الحداد (أبو وديع) . ومن العناصر: إبراهيم شحادة نصار ، باسل نصر الدين ، الياس الصيفي ، طوني أبو عقل ، فادي قزمة ، ميشيل نصر الله، جورج شاهين ، فادي حداد، ايميل بلوز، آلان داوود ، جان مخول، كريم الزغت الخ ..
تعذيب وحشي في "المنشأة"!
خلال عيد الفطر المنصرم ومن بعده بدأت لجان الشبيحة المسيحية تتسبب في إيقاف الشباب المسلمين في المدينة بدون أسباب ويتم نقلهم إلى المخابرات أو "المنشأة" وهي مساحة رياضية حُولت إلى مركز رئيسي لتجمع الشبيحة في المنطقة، وتعتبر مكان تعذيب وحشي، كما أصبحت العناصر المسلحة من المسيحيين يشاركون المخابرات العسكرية والجيش في اقتحام المنازل ودهمها واعتقال أهلها وخصوصاً في عمق الليل وينتشرون في شوارع مدينة قطنا حتى وقت متأخر من الليل، إضافة لاختطاف عدة أشخاص من المدينة بحسب موقعهم على الشارع الرئيسي وخط السرفيس ، مع نفي ذلك وتحويلهم إلى فرع المنطقة في دمشق بعد عدة أيام من التعذيب.
العائلات المسيحية ضد تصرفاتهم!
ويؤكد ناشطون من المدينة أن ذلك أدى إلى زيادة التوتر وازدياد هجرة المدنيين من المدينة وخصوصاً من فئة الشباب والرجال، حيث أصبح من النادر أن ترى شاباً من مدينة (قطنا) يمشي في شوارعها، إضافة إلى دخول عدد كبير من الشباب المسيحيين بشكل علني في الصراع بجانب النظام ضد الشعب السوري الثائر من أهل مدينتهم وجيرانهم، ومن أسكنوهم أرضهم عندما نزحوا لها يوماً من الأيام، مع أنّ عددا كبيرا من العائلات المسيحية هي ضدهم، ولكن أي معارض لهم يتعرض للاعتقال، وهم من ينقلون لنا أخبارهم . بينما ترى الشارع الرئيسي الذي تتواجد فيه محالهم تفتح لوقتٍ متأخر من الليل على عكس الشارع المقابل والذي أصبح شبه مغلق تقريباً من شدة العنف والاعتقالات والقبضة الحديدية التي مارسها النظام على الأهالي الثائرين .
التعليقات (5)