تزامن ذلك مع جمع الشباب للاحتياط للخدمة في صفوف الجيش السوري بعد تقلص أعداد الجنود فيه وعدم وجود كادر بشري كامل يقوم بالأعمال التي يريدها النظام وخاصة الأعمال الشاقة المرهقة.
يتحدث الناشط "أبو أكرم الشامي" لـ (أورينت نت) عن اعتقالات تعسفية تتم على الحواجز في مدينة دمشق والتي يكون أغلب عناصرها من الدفاع الوطني أو لجان شعبية أو أمنية وتتركز هذه الاعتقالات في مناطق داريا وكفرسوسة والتضامن والدخانية وجوبر والزبلطاني وعدرا امتداداً إلى جوبر، ويستهدف النظام الفئة العمرية (من 17إلى 35 سنة)، للقيام بهذه الأعمال، حيث تتراوح فترة الاحتجاز بين 10 ساعات وثلاثة أيام يتم خلالها إجبار الشباب على العمل في نقل الأنفاق وحفر المتاريس وإجبارهم على فتح أغطية الصرف الصحي في جوبر خوفاً من أن تكون مفخخة فيرمي النظام بهم إذا ماكان هنالك خطر الانفجار ليكونوا ضحية إجرامه.
يتحدث (الشامي): "في معركة الدخانية قام النظام بوضع مجموعة من الشباب كدروع بشرية على الجبهة الأمامية في اشتباكاته مع الجيش الحر وعندما اشتدت الاشتباكات تراجعت قوات النظام تاركة هؤلاء الشباب صيداً للجيش الحر، وسقط العديد من القتلى والجرحى منهم".
كذلك حدث الأمر نفسه في مدينة عدرا، عندما تم اقتياد مجموعة من الشباب لإزالة الأنقاض وحمل الرمل، إلا أن الكثير منهم استشهد بعبوات ناسفة وألغام وقذائف لم تنفجر من مخلفات الاشتباكات العنيفة بين قوات الأسد والجيش الحر.
ومن جهة أخرى، فإن النظام يخشى من المناطق التي لا يحكم سيطرته عليها بشكل كامل وتنتشر فيها قناصة الجيش الحر، فيزج بهؤلاء الشباب فيها ويعرضهم لخطر الإصابة برصاص القناصة.
أما في جبهة (داريا) فقد استشهد الشاب "أ.ش" إثر تفجير الجيش الحر للنفق الذي كان يحفره النظام في داريا وكانت قوات الأسد تستخدم عددا من الشبان المحتجزين لديها، ليكون اهذا الشاب أول ضحايا أعمال السخرة في العاصمة دمشق، ثم توالى سقوط الشهداء بعدها، لتنضم إلى إحصائيات التوثيق إحصائيات أخرى لم تكن ضحية البراميل أو القذائف وإنما ضحية الأنفاق وعمليات الحفر.
الأطفال لم يسلموا من (السخرة)
يؤكد ناشطون لـ (أورينت نت) أن النظام يستغل حتى الأطفال في هذه الأعمال وقد اقتاد بعضهم بالفعل من المدارس كما في منطقة (التضامن)، بينما تم العثور على جثة طفل في مدينة داريا أمام أحد هذه الأنفاق، التي تم تفجيرها، ويعتقد الكثير من الناشطين الذين قاموا بسحب جثة الطفل أن النظام دفع بالطفل أمام النفق لاستطلاع الطريق، سيما أنه وُجِدَ مربوطاً بحبل من عنقه بحسب الناشطين، ليكون الأطفال أحد ضحايا النظام في حربه الجديدة على شعبه.
ليحاول النظام جاهداً التضييق على أهالي العاصمة وخاصة من فئة الشباب، فهو يعتقل الكثيرين منهم من الحواجز العسكرية لتغيب أخبارهم عن أهلهم، ومن جهة أخرى يعيق سفر الكثيرين منهم ويعسق إصدار جوازات سفر خاصة بهم، ومن جهة ثالثة يتم انتهاك حقوقهم بأكثر الأساليب وحشية والتي تعيدك إلى عصور متأخرة في الزمن ومتقدمة في الإجرام، وشرور النظام طاولت حتى السوريين الذين وقفوا على الحياد من الأحداث الجارية، لكن قوات الأسد وشبيحته لا يميزون بين سوري معارض وآخر حيادي، فهو يزج بهم في (صفوف الموت) ليدافع سلطته التي استمدها بقوة السلاح وقتل الشعب.
التعليقات (4)