مصادر خاصة لأورينت نت أكدت أن 21 شخص من أصل 28 مشاركين في المؤتمر تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا وهم منذ الساعات الأولى لوصولهم العاصمة مدريد دئبوا على معرفة تفاصيل اللجوء إلى "القارة العجوز" سيما وأن الوقت المحدد لتأشيراتهم إلى إسبانيا تحمل مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز في معظمها 7 أيام فقط والأمر هنا متعلق بالقادمين من الأردن ولبنان وتركيا فيما حصل القادمون من الداخل السوري على تأشيرة لمدة 21 يوم.
كرت أحمر في وجه المؤتمر
مجموعة من ناشطي الجبل انتقدوا حالة التعتيم المرافقة لعقد المؤتمر واستغلال حاجة البعض للخلاص من ويلات النزوح في دول الجوار عبر اللجوء إلى أوروبا في بيان حصلت أورينت نت على نسخة منه، كما انتقد الأخير تحول المجتمع الدولي إلى شريك في تفكيك الوطنيّة السوريّة من خلال تعامله مع الشعب السوري على أساس أنهم كتل بشرية (طوائف، ومناطق، وأعراق) وقد ترجمت هذه النظرة القاصرة وغير البريئة مؤخراً في تبني الاتحاد الأوروبي مشاريع مؤتمرات للطوائف والإثنيات في سورية كان آخرها المؤتمر الذي عقد في مدريد بتاريخ 14 تشرين الثاني | نوفمبر 2014 أو ما سمي (اللقاء التشاوري لأبناء جبل العرب).
البيان أوضح كذلك أن اجتماع عشرات من أبناء محافظة السويداء بهدف انتاج بيان – أياً يكن – لايحتاج إلى مؤتمر في إسبانيا يكلف عشرات آلاف الدولارات، في حين أن هناك أكثر من مليون سوري مهددون بالموت جوعاً في الغوطة وغيرها من المناطق المنكوبة. وبالتأكيد لا يحتاج إلى تغطية إعلامية لاجتماع (29 شخصاً في مؤتمر قرطبة) مع العلم أن بعضهم يكاد جاره لا يعرفه.
كما تطرق البيان إلى استمرار ما أسماه مرض ابتلى به السوريون اسمه "تمثيل السوريين"، حيث يدعي المؤتمرون أنهم يتحدثون بإسم (جبل العرب، أو محافظة السويداء، أو الدروز) في حين أن أحداً من محافظة السويداء لم يمنحهم شرف التمثيل الذي يدعونه، وتابع البيان أن الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً كما يدعي هؤلاء لا يأتي من خلال مؤتمرات طائفية، تعتبر الشعب السوري "مكونات إثنية ومناطقية"، وهي الرؤية التي تتقاطع مع مصالح دوليّة آخر همها معاناة ومستقبل السوريين، وأن الوصول إلى مؤتمر وطني سوري بالتأسيس على مفاهيم المكونات تلك، و"الأقلية والأكثرية" لن ينتج سوى "دولة" أسوء من دولة الطغمة القائمة.
المشاركون لايمثلون أحداً إلا أنفسهم
أورينت نت استطلعت كذلك رأي الناشط السياسي شادي الشوفي حول المؤتمر والذي أشار إلى أن من يريد الوصول إلى مؤتمر وطني عام كما أدعى المؤتمر في بيانه الختامي لابد أن يكون الأساس وطني وليس طائفي، أي ليس بتقسيم الشعب السوري إلى "مكونات" كما جاء في تصريحات المؤتمر. فهذا يؤدي نتيجة غير المعلن عنها، وبأحسن الأحوال ينقل السوريين من دولة الطغمة القائمة إلى تأسيس "شبه دولة" أو "لا دولة" كما هو حاصل في العراق ولبنان تعتمد المحاصصات الطائفية بدلاً من المواطنة.
الشوفي اعتبر كذلك أنه لا يمكن (ل 29 شخص) لايمثلون سوى أنفسهم الإدعاء بتمثيل محافظة أو طائفة ما، مع العلم أن الجزء الأكبر من المؤتمرين خرجوا بهدف طلب اللجوء إلى أوروبا. وإذا كان هذا هو الهدف الحقيقي كان على الحضور أن يطالبوا راعي هذه المؤتمرات بعدم ترك السوريين يموتون على شواطىء أوروبا أثناء نزوحهم القسري من بلادهم، وهذه لاتحتاج إلى مؤتمرات بعناوين رنانة.
يذكر أن القائمة الأساسية للمشاركين في مؤتمر جبل العرب بمدريد تضمنت أكثر من 80 شخصية درزية, بيد أن ما أسماه المجتمعون انتقادات مسبقة للمؤتمر من قبل شريحة واسعة من أبناء السويداء تسبب في تقليص العدد إلى حوالي 30 شخص جاءوا من الداخل السوري ولبنان والأردن وتركيا.
التعليقات (2)