محافظة الرقة تقع في شمال سوريا، نهر الفرات الذي يمر من أراضيها أمن لأهلها البيئة المناسبة لازدهار الزراعة فيها وتساهم محاصيل الرقة بشكل أساسي في تحقيق الاكتفاء الزراعي الذي تعرف سوريا به. يحيط بالمدينة عدة حقول للنفط قالت صحيفة "صنداي تلغراف" إن هذه الحقول وحدها كانت تنتج 380 ألف برميل نفط يومياً. تاريخيا عرفت المدينة أبهى أيامها في العصر العباسي حيث قام الخليفة المنصور بتوسعة المدينة، ليعلنها هارون الرشيد لاحقا عاصمة ثانية للخلافة، ومع الغزو المغولي تم تدمير الرقة وحرقها بشكل مشابه لما حدث في بغداد من اعدام للكتب وتدمير الأوجه الحضارية للمدينة.
الرقة والثورة
انضمت الرقة مبكرا للثورة وخرجت أولى المظاهرات فيها بتاريخ 25/03/2011 يقول الناشط الرقاوي أبو ابراهيم : " كانت المدينة الصغيرة مهمشة بشكل كبير، الامكانات شبه معدومة، وكانت قبضة النظام قوية على المدينة لصغرها، ورغم ذلك خرجنا بالكثير من المظاهرات". حاول النظام القضاء على المظاهر الثورية في المدينة، فقام بـ " نشر الحواجز في كل مكان، تركيب كاميرات مراقبة، تسيير دوريات ليلية، مواجهة المظاهرات بالرصاص الحي وبعنف مفرط، بالاضافة لاعتقال العديد من شباب المدينة، ونشر الشائعات لارهاب الأهالي " ويضيف أبو ابراهيم حول التلاعب بالانتماءات الطائفية والقومية "كان النظام يحاول زرع فكرة الاقتتال الطائفي دائما بين ابناء المدينة، لكنه فشل، فكانت تخرج المظاهرات من جميع اطياف المجتمع والطوائف، وفي كثير من الاحيان تخرج المظاهرة من امام المسجد ويتجمع المتظاهرون امام احدى الكنائس" بالاضافة لما سبق وبسبب موقعها فقد تحولت المدينة الى مركز لتجمع النازحين من المناطق المجاورة.
تحرير الرقة الأول
مع سيطرة الحر على الريف الأدلبي والحلبي، بدأ الريف الرقاوي بالخروج على النظام، واستطاعت الكتائب الرقاوية السيطرة على عدة قرى، ولكن الحدث الأهم كان دخول الحر الى مركز المدينة واعلانها محررة بالكامل، وقد شارك في عملية التحرير كل من "جبهة النصرة – الناصر صلاح الدين – أحرار الشام – لواء ثوار الرقة – لواء أويس القرني – الحذيفة بن اليمان – المنتصر بالله – كتائب الفاروق – ولواء أمناء الرقة، ويذكر انهم كلهم من ابناء محافظة الرقة ما عدا أحرار الشام " عانت الرقة بعد التحرير من غياب أي سلطة سياسية للمعارضة، شأنها بذلك شأن باقي المناطق المحررة، لكن تميز الحراك المدني فيها بالقوة والتواصل الجيد مع الحر، مما أدى الى الحفاظ على مستوى مقبول من التنظيم لأحوال المدينة وأهلها، وساد جو من التعاون والألفة بين الأهالي وكتائب الثوار، وكان الوضع مثاليا لدرجة ان صحيفة "الصاندي تيليغراف" نشرت في 30-3-2014 " يقول ريتشارد سبنسر من مدينة اعزاز إن مدينة الرقة خضعت لسيطرة المعارضين من الفصائل الليبرالية حيث كانت المدينة الواقعة شمالي سوريا تشهد حلقات نقاش للأفكار الفلسفية والسياسية في حلقات متعددة لدرجة أن إحدى الفصائل كانت تشارك في زراعة الأشجار والخضروات لحماية البيئة في محمية في قلب المدينة" وبالرغم من الوجود القوي لفصيلين اسلاميين "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" فإن المدينة لم تعرف أي نوع من الاحتكاكات أو المضايقات، فانطلقت النشاطات الاجتماعية بقوة وحيوية مثيرة للاعجاب، وقام النشطاء بعدة فعاليات مهمة "حملة شوارعنا تتنفس حرية – حملة علمنا – حملة رغيفنا – لأجلكم معرض الاعمال اليدوية والفنية الذي ذهب ريعها الى اهالي الشهداء – حملة جنة يا رقتنا وهي في كل يوم جمعة لتنظيف أحد شوارع المدينة وغيرها الكثير من الحملات " وكان لهذه التجربة أن تثمر وأن تتحول لنموذج يحتذى لولا أن مؤامرة كانت تحاك في الخفاء للمدينة.
وعن علاقة جبهة النصرة مع الأهالي فكان من المعروف أن الحضرمي، "أمير" النصرة في الرقة، ذو شعبية كبيرة كما أنه ابن عشيرة البوعساف القوية في منطقةَ الجزيرة، وابن الحراك الثوري في الرقة منذ بداياته السلمية. الحضرمي كان يرتبط بعلاقات وثيقة وطيبة مع كل الفصائل في الجيش الحر وكافة الفصائل الإسلامية ،وهو من أوائل من شارك بالحراك السلمي في الرقة قبل أن ينضم للعمل المسلح وينتمى لجبهة النصرة، وعرف بمواقفه المعتدلة من النشطاء بمحتلف ألوانهم" الحضرمي "أمير" النصرة في الرقة الذي استطاع أن يربح قلوب أهل المدينة ونشطائها كما يروي "عمر الهويدي" لصحيفة القدس: احدى بدايات ظهور التمايز مع داعش "أنه في إحدى المرات جاءت مجموعة مسلحين يعتقد أنها كانت تابعة لأبو لقمان، وتمركزت أمام كنيسة الشهداء في الرقة وكانت تنوي اقتحامها، فاتصل النشطاء بالحضرمي فأرسل عدة سيارات تابعة له ووفروا حماية للكنيسة وقال أحد القادات حينها إن حماية الكنائس هي عهد على المسلمين، هذه من الحوادث التي أكسبت تيار الحضرمي شعبية وحضورا بين النشطاء في الرقة بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم. " ستقوم داعش لاحقا بتدبير مكيدة للإيقاع بالحضرمي وخطفه، "يقول قيادي بارز في جبهة النصرة’: لم تقبل قيادة ‘داعش’ أي وساطات لإطلاقه بل وكانوا ينكرون وجوده ويحلفون الأيمان بأنه ليس عندهم" لكن لم تلبث داعش أن أعلنت عن قتلها للحضرمي متهمة إياه بالردة.
انقسامات ومبايعات
بدأت خلايا داعش بالظهور في الرقة، ويقول أبو ابراهيم الرقاوي " بدأت خلاياها السرية بالانتشار في صيف عام ،2013 وبدأ مسلسل أختطاف وقتل النشطاء، فأصبحنا نسمع في كل يوم الناشط فلان قتل، الناشط فلان خطف، وبدأ الأمر بالتفاقم حينما فجرت داعش سيارة مفخخة بمقر لواء أحفاد الرسول في الرقة الممثل بمحطة القطار سابقاً بتاريخ 13/08/2013 وقتل في الإنفجار اكثر من 50 شخص، شكل ذلك رعباً على بقية الفصائل بالرقة، فسارعت الفصائل بمبايعة الفصائل الكبرى فانقسمت لـ 3 أقسام قسم بايع جبهة النصرة وقسم بايع أحرار الشام والقسم الاخير بايع داعش " ولكن تمكنت داعش بالنهاية من فرض سيطرتها. ويرجع ذلك إلى تردد البعض في محاربتها، ومحاولتهم التوصل لحل وسط، لا سيما أن الشغل الشاغل لمختلف الفصائل كان وما زال هو محاربة النظام، ويمكن هنا الوقوف طويلا أمام حسن النية التي حكمت ردات الفعل في التصرف مع داعش، ففيما كانت داعش تخل بوعودها وتغدر بالثوار فتقتل وتخطف، كان الثوار ما يزالون يعتقدون بامكانية التفاهم على قاعدة وحدة الهدف، لكن ما اكتشفته الفصائل، متأخرة، أن داعش تختلف عن الثوار في كل شيء سواء بالمرجعية أو الاسلوب أو التبعية هذا الاختلاف الذي دفع الكثيرين الى الاعتقاد بعلاقة متبادلة تجمع داعش مع النظام وايران.
الرقة الآن
تتعامل داعش مع المدينة بطريقة فيها الكثير من العدائية والاستحواذ، بالإضافة لما عرف عن تعدي داعش على ثروات المدينة وأهلها، ما يدل على حقيقة نظرتها الى المدينة على اعتبارها رهينة وغنيمة، وبشكل عام فبالرغم من قصر الفترة نسبيا، فانه يمكن القول أن داعش فشلت تماما في بناء أي نوع من علاقات الثقة مع الأهالي، كما أن استخدامها الدين لتبرير أفعالها، وارجاع قرارتها الى الشرع، فشل تماما وبان الكذب والإدعاء في خطابها، فانكشف استخدامها البائس للدين، أمام حجم القتل والتجني الذي أشاعته، بالاضافة لما رشح بقوة عن حقيقة تعاملها مع النظام وايران.
داعش وأهالي الرقة
قامت داعش فور استتباب الأمر لها إلى نشر حواجز على معظم مداخل الرقة ومن جميع الاتجاهات، إذ توجد 4 حواجز على طريق الرقة - تل أبيض، و3 حواجز على طريق الطبقة، وحاجز هو الأضخم عند مقرهم الأساسي بمبنى المحافظة، حيث إن الحاجز يمنع مرور السيارات أو المشاة بجانب المقر على مسافة 250 متراً. وعند كل حاجز يتم السؤال عن الهوية والتدقيق بالمدينة التي ينتسب لها الشخص، وفي حال وجود شخص لا يملك هوية يتم إنزاله والتحقيق معه وقد يبقى لأيام، ما جعل الناس تحاول بشتى السبل الابتعاد عن الحاجز والالتفاف حوله. بحيث تسيطر داعش على كل منافذ الرقة.
تحدد "داعش" سياساتها في المدينة عن طريق المنشورات والملصقات التي توزعها بشكل دوري، وتعلنها من على منابر المساجد التي تسيطر على أغلب منابرها عن طريق خطباء من "داعش" نفسها.
وهي غير مضطرة لعمل جولات في المدينة، لأنهم يعتمدون على الحواجز وعلى ما يسمى "المخلصون"، وهم جهاز المخابرات الخاص بـ"داعش"، حيث إنهم لا يفضلون الاحتكاك بالسكان بشكل مباشر، فضلاً عن أن السكان أنفسهم يتجنبونهم بشتى الوسائل لخوفهم الشديد منهم.
لا تتم الاعتقالات بشكل علني في معظم الأحوال، وإنما يعتمدون على طريقة الخطف، وذلك اعتماداً على التقارير التي يؤمنها "المخلصون"، ما يعني أن الأشخاص المطلوب اعتقالهم يصبحون معروفين ومنا لسهل اختطافهم. ويعتقد أن "داعش" تعتقل حوالي 1500 من مدينة الرقة، موزعين على عدد من المعتقلات، منها "السد "المقصود به سد البعث"، العكيرشي المحافظة، وآخر بمكان سري.
لم تلبث داعش بعد فترة قصيرة الى افتتاح دورات مركزة لتدريب الأطفال حيث يسهل خداعهم والتغرير بهم، فعمد التنظيم إلى تجنيد الأطفال ما بين 14-16 عاماً في بداية هذا العام من أبناء المدينة، وذلك وسط عجز كامل من قبل أهالي الأطفال عن إيقاف سحب أولادهم إلى كتائب داعش، خصوصاً أن الأخير يقوم بعملية ممنهجة لغسل دماغ الأطفال وتهيئتهم لتنفيذ العمليات الانتحارية، وفقاً لأهداف وغايات التنظيم المتطرف، حيث يخضعهم إلى دورات خاصة تحت اسم "دورات الأشبال" للتأثير فيهم، ليتحولوا إلى أداة طيعة بيد التنظيم، وليتحول السلاح في أيديهم إلى مصدر قوة لا تجابه.
كما أن داعش وفي سبيل تدعيم ما رسخ من صورتها في عقول الناس، عمدت الى القيام بأشد الأمور غرابة وبعدا عن أي نهج يستهدف بناء علاقة صحيحة مع الأهالي. حيث أنها قامت بتكسير صلبان الكنائس، وحرقت محتوياتها، وقامت بتحويلها الى مكاتب دعوية، وطلتها باللون الأسود في تصرف غريب عن تاريخ الإسلام وتعاليمه.
و قامت داعش باطلاق كتائب نسائية لمراقبة الرقاويات وملاحقتهن، وبعد فرضها النقاب الإلزامي على الفتيات، داهمت ما تعرف بكتيبة "الخنساء النسائية" مدرسة "حميدة الطاهر" من البوابة الرئيسية للمدرسة، وحضر الرجال كمساندة فاصطفوا حول الحائط الخارجي للمدرسة "كأنهم يداهمون الفرقة 17" ولا يريدون لأحد أن يهرب! ثم دخلوا واعتقلوا 10 فتيات ومدرستان وأمينة سر المدرسة، بحجة أن النقاب شفاف، ولأن الحاجب يظهر من تحت النقاب، اولأن الفتاة تضع "بكلة" شعر تحت النقاب، وتم جلد كل فتاة 30 جلدة مع توقيف استمر 6 ساعات، وتم الإفراج عنهن فيما بعد. بالاضافة الى الإعدامات في ساحات الرقة، دون معرفة من هذا الشخص، وماذا فعل!! وآخر عملية اعدام كانت لشخص قتل ثم صلب 3 أيام بحجة انه قاتل وسارق، ليتبين فيما بعد أنه من حركة "أحرار الشام" واسمه محمود شربتلي. كما أن أحكام داعش تنفذ على الابرياء، ولا تشمل مقاتليهم، فقد أصدرو سابقا قرارا بأنهم سوف يقيمون الحد على أحد جنودهم بتهمة السرقة، ولم ينفذو ذلك بحجة أن الذي سرق منه أسقط حقه .
داعش والحر
بعد إعلان حل جبهة النصرة، وظهور داعش على الملأ ورفض الجولاني هذا القرار توجه غالبية جنود النصرة الى صف داعش وبقية قلة قليلة لدى النصرة، وكانت هناك حساسية بالغة بينهم، ولم تتم المواجهة المسلحة بشكل رسمي بينهم حتى يوم 04/01/2014 حين بدأت المعارك بالرقة، وقد رأينا كيف فعلت بالحضرمي. أما كتائب الرقة عانت من داعش كثيرا، فكانت داعش تتدخل كثيراً بشؤونهم، وخصوصا في حصار الفرقة 17، كانت داعش دائما في الصف الخلفي، وتمنع المراسلين الاعلاميين من التواجد، وتتحرش بالمجاهدين إلى أن بدأت المواجهة المسلحة بينهم بتاريخ 04/01/2014 وانتهت بعد 8 أيام بانتصار داعش بعد معارك ضارية شهدت حوالي 80 شهيد أغلبهم من المدنين.
داعش والنظام
لم تحصل أي مواجهة مباشرة بين داعش والنظام، وحتى مقراتهم لم تقصف أبدا منذ تواجدها بالمدينة، بينما تعمد داعش الى نشر صور على أنها استهداف للفرقة 17 بقذائف الهاون، وليس هناك أي نية بتحرير هذه الفرقة والجنود فيها يعيشون أفضل من أي نقطة عسكرية في باقي سورية، وقائد الفرقة يذهب في اجازة الى بيته بشكل طبيعي، فأي حصار! ويمكن القول أن قصة الغدر بلواء أويس القرني تعتبر من أبرز محطات التعاون بين داعش والنظام حيث كان هذا اللواء من أبرز الكتائب في المحافظة، فقامت داعش بالتنسيق الكامل مع النظام لايقاعه في مكيدة خبيثة أدت الى انهاء اللواء، وارتكاب داعش لمجازر وعمليات انتقامية غريبة من نوعها اتجاه أفراده. أبو ابراهيم " بدأت داعش مع كتيبة حذيفة بن اليمان، فاعتقلت قادتها وصادرت مقرها المتمثل بقصر الضيافة في الرقة سابقا، وأسكنت فيه عناصرها الأغراب المعروفين بـ"المهاجرين" وصادرت سلاح الكتيبة وحلتها. ثم ذهبت الى كتيبة معاوية بن أبي سفيان في عين عيسى، واعتقلت قائد الكتيبة وخيرتهم بين المبايعة أو الحل، فاختاروا المبايعة بعد أن صادرت أغلب السلاح الذي معهم، وجاءت في النهاية الى لواء "أويس القرني" الرقم الأصعب لهم في مدينة الرقة، ومع قائدهم أبو محمد، حيث ضغطت داعش كثيرا على أبو محمد لتسليم الأسرى من النظام لديه لداعش، ولكنه رفض وكان دائما يستمر في تغيير مكانهم ونقلهم بعيدا عن داعش، وكان لواء أويس القرني من أقوى الألوية، ولديه الكثير من السلاح، فقررت داعش تنفيذ مخطط بالتنسيق مع النظام، وتدبير صفقة تبادل أسرى سرية، فدخل النظام من حاجز أثرية بريف حماة إلى أن وصل إلى نقطة في مدينة الطبقة، وكانت الصفقة تتم على ما يرام إلى أن حصل شيء لم يعرف إلى الآن، واختفى القائد أبو محمد واستعاد النظام اسراه دون مقابل، أو تحرير أي شخص من أبناء الرقة كما هو متفق عليه. في النهار التالي داهمت داعش مقرات لواء أويس القرني، واتهمته بالعمالة وصادرت السلاح جميعه واعتقلت القادة وحلت اللواء وبذلك تكون تخلصت من آخر عقبة لها في محافظة الرقة وسيطرت بالكامل على المحافظة "
المصادر الاقتصادية
قامت داعش بتقليد ما فعلته وتفعله في العراق، فهي تقوم بجباية الفواتير الشهرية، وتفرض الضرائب وأتاوات الحماية لقوافل التجارة، كما أنها استولت على الكثير من البيوت والممتلكات بحجة تبعية أصحابها للنظام، وتنشط داعش في مجال تهريب المخدرات، وتوجد أقاويل رائجة بشدة عن تعاملها بشكل أساسي مع حزب الله وعصاباته في هذا المجال. كما أن داعش استماتت في محاولة السيطرة على آبار النفط، وهي في هذا المجال تتعامل بشكل أساسي مع النظام، فتؤمن له الامدادات النفطية، كما تقوم طبعا بالاتجار الغير المشروع عبر تهريبه الى تركيا وبيعه بالسوق السوداء، كما يعتبر الاتجار بالسلاح والآثار أيضا من الموارد الهامة لداعش.
مقاومة داعش
عرفت الرقة منذ بداية ظهور خلايا داعش العديد من الصدامات معها، كما تم تسيير العديد من المظاهرات الرافضة بشكل واضح لوجود هذا التنظيم، ولكن مع سيطرة داعش على المدينة، وقيامها بالكثير من عمليات الاعتقال والتعذيب، بالاضافة للقتل العشوائي، فقد أدى ذلك إلى حركة نزوح خارج المدينة. كما أن داعش قامت بملاحقة وترهيب الناشطين الثوريين، لا سيما الاعلاميين ممن رفض الانصياع لها والترويج لصالحها، ونتيجة الحملة الهمجية التي قامت بها داعش غادر العديد من الناشطين الرقة هربا بأرواحهم الى تركيا، بينما لا يزال هناك عدد ممن يصر على البقاء في الرقة، وبنفس الوقت ممارسة دوره في فضح داعش ونقل أخبار تجاوزاتها. يقول أبو ابراهيم " انهم يقومون بقتل او اعتقال اي ناشط يقوم بتصوير او نشر الاخبار دون اذن منهم، كما أنها أغلقت جميع المراكز الاعلامية المتواجدة في المدينة، وهرب أكثر من 33 ناشط الى تركيا بسبب ذلك، ويعيشون في أحوال مزرية، أصبح التصوير في المدينة انتحار، ففي حال القاء القبض عليك وانت تقوم بالتصوير تصبح وراء الشمس، وكأنهم لا يختلفون بشيء عن النظام، فمن المستحيل معرفة أمكنة تواجد المعتقلين وإن كانوا أحياء، و أصبح النشطاء بين قتيل ومعتقل وهارب وهمشت المدينة أكثر فأكثر "
المستقبل
المدينة بحاجة إلى موقف موحد من كافة التشكيلات المسلحة والمدنية للشعب السوري بإدانة داعش، والعمل على اقتلاعها وطردها من أرض سوريا. كما أن وضع الرقة ومهما بدا سوداويا فإن الرقاويين وعبر رفضهم لداعش وفضحهم لحقيقتها، يقدمون فصلا جديدا في المقاومة الشعبية للظلم، حيث تتوارد القصص كل يوم عن الصدامات بين داعش وبين الرقاويين، وكما يعلق أبو ابراهيم عند سؤاله عن نظرته للمستقبل "مهما طال الظلم فلا بد أن يزول، وإن شاء الله سوف تحرر الرقة عاصمة التحرير للمرة الثانية، ونطهرها من داعش، ونعيد تزيين المدينة بأعلام الثورة، ونعود لنجعل الرقة مثالاً حضارياً في الثورة والحرية"
التعليقات (15)