التدّخل الحلال.. والتدّخل الحرام!

التدّخل الحلال.. والتدّخل الحرام!
قبل انطلاق الثورة السورية المباركة، كان أي كلام صادر عن أي معارض سوري بالداخل أو بالخارج عن ضرورة التدخل الخارجي في سورية، كافيا لأن يثير جنون النظام، ويسارع فورا لاعتقال المعارض السوري في الداخل، وتهديد المعارض الذي في الخارج، بحجة أن هذه خيانة للوطن وجريمة لا يمكن التسامح أو التساهل فيها!

وظل هذا الموقف ساري المفعول حتى بعد انطلاق الثورة السورية، رغم أن المعارضة التزمت في الأشهر الست الأولى بلاءاتها الثلاث لا للتسلح لا للطائفية لا للتدخل الخارجي ، إلا أن النظام شجع الطائفية ومارسها واستخدم العنف بقوة وشراسة قل نظيرها في التاريخ القديم والمعاصر، ولجأ إلى التدخل الخارجي من خلال النفوذ الإيراني وجلب العساكر والمستشارين الإيرانيين حتى بات استخدام اسم قاسم سليماني القائد العسكري الإيراني معتادا وكأنه رئيس أركان وزارة الدفاع السورية ، ناهيك عن التدخل السافر والمباشر من حزب الله في المعارك الميدانية بحجة حماية المقدسات أولا ومن ثم التدخل بكل مناطق الصراع في سورية، وكذلك الميليشيات الطائفية القادمة من العراق.

طبعا لن نتحدث عن الأمم المتحدة التي ركدت وتكاسلت وبطل مفعولها بفعل الفيتو الروسي المتكرر والذي تسبب في إدامة الأزمة السورية وضرب الشعب وتشريده وتعريضه للقتل الممنهج ببراميل وسكود وطائرات وكيماوي النظام وسياسة التجوع والتركيع البشارية القاتلة .

ورغم كل هذا فقد صمد الشعب إلى اللحظة ، نقول كل هذا التدخل الخارجي الإيراني حلال على النظام السوري ، وتدمير الأرض السورية والشعب السوري والبنى التحتية وانهيار الليرة السورية وإهانة الشعب السوري في كل بلاد العالم كله حلال على النظام ، لكن أن يلجأ الشعب إلى قوى إقليمية أو دولية أو عربية لإنقاذه من جنون النظام وهمجيته حرام وجريمة لا يغتفر ، أي منطق اعوج مجنون يلجأ اليه هذا النظام الفاشي المغرق في ساديته تجاه أبناء شعبه ، إن كان النظام صادقا في منع التدخل لما أوصل الأمور إلى ماهي عليه الآن ، في البداية كان بإمكانه الإصلاح وهو كان مطلب الثورة ، وكان ممكن أن يأخذ الدروس والعبر من ثورات مصر وتونس وليبيا ، ولكن فيما بعد كان الحل بترك رأس النظام سدة الحكم والتنحي وترك الشعب السوري يقرر مصيره بانتخابات حرة ديموقراطية نزيهة .

لكن العقل الفاشي للبعث والعقل الطائفي للنظام والعقل التخويني لزمرة الفساد والإرهاب، آل على نفسه أن يسوق التهم لمن يحاول إصلاح بلده أو إنقاذ شعبه من براثن نظام مجرم قاتل مدمر للحياة والمجتمع والبيئة والحضارة في سوريا !

بكل مرارة وبكل حزن وبكل أسف أقول أين هم الكتاب وأصحاب الضمائر ليصوبوا سهام أقلامهم لمروجي نظرية تخوين من يجلب الخارج للتدخل ببلده؟! فهاهم أنفسهم فراعنة القرن الواحد والعشرون يدخلون حلفاؤهم ومرتزقتهم وشبيحتهم في بلدكم... فهل أنتم عنهم ساهون وصامتون وغافلون؟!

التعليقات (1)

    كلمة واحدة

    ·منذ 9 سنوات 3 أسابيع
    اميركا ومن خلفها اسرائيل تعي تماما ان العرب السنة مشروع خطر عليهم وبالتحديد اسرائيل . لذلك دوما يعتمدون على الاقليات وعلى الملحدين ،اصبح لزاما علينا الوحدة بين كل فصائلنا لانها الحل الاوحد لانتصار الثورة . وان النصر قادم ولو فعلت اميركا ما فعلت
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات