وهناك مؤشرات قوية الآن على أن هذه المدينة القديمة قد تعود مرة أخرى للعب هذا الدور، لكن هذه المرة بطريقة مختلفة.
هكذا كانت رؤية المحلل السياسي إدوارد دارك، التي طرحها بعنوان «هل ستصبح حلب عاصمة الخلافة الجديدة؟ في 26 أيار المنصرم على موقع Middle East Eye.
وأوضح دارك بأن هناك مواجهة وشيكة في حلب ستكون «أم المعارك» بعد الانتصارات التي حققتها المعارضة في إدلب، حيث تستعد لشن هجوم شامل في الأسابيع القليلة المقبلة للاستيلاء على الجزء المتبقي من المدينة الذي يقع تحت سيطرة الحكومة.
والمخاطر لا يمكن أن تكون أعلى من مصير سوريا المعلق في ميزان الحسابات الإقليمية والدولية، ومع ذلك يمكن رسم خطوط النهاية مبكرا وهي بكلمة واحدة، تقسيم سوريا.
1 -
الخطة التي وضعها ثلاثة من أقوى الداعمين الإقليميين نجحت في منع طائرات النظام السوري من استهداف الشمال الغربي السوري وإنشاء منطقة آمنة للمعارضة، وبالتالي وضع أول لبنة لتأسيس دولة صغيرة على أرض الواقع.2 -
تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم أدى لتغيير موقف الولايات المتحدة فيما يشبه انقلاب الأولويات، من الاكتفاء بمحاربة داعش في سوريا إلى حسم الموقف من تغيير النظام السوري.3 -
أدى الفشل في إسقاط النظام السوري على مدى 4 سنوات، وعدم التوصل في نفس الوقت لتحقيق تطلعات الشعب السوري للحرية والديموقراطية في دولة واحدة تستوعب كل الأطياف السياسية والأيديولوجية والطائفية، إلى قناعة بتقسيم سوريا.4 -
أصبحت المعادلة في سوريا شديدة التعقيد، فإذا كان غالبية السوريين يرفضون تقسيم بلادهم تحت أي ذريعة، إلا أن هناك ذريعة أشبه بالمفارقة المأساوية أو الكوميديا السوداء، بعد 4 سنوات من انسداد كل الطرق لإيجاد صيغة للحل، وهي أن تحرير السوريين من القمع والقهر مرهون بتقسيم بلادهم!5 -
يستعد السوريون الآن لما هو أسوأ، وهو المعارك الحاسمة في حلب والتي ستدفع الأقليات الدينية للفرار من هذه المدينة، والذي كان التنوع والتعدد يمثل طابعها الفريد على مر العصور لتصبح عاصمة الخلافة.ونتائج هذه المعارك محسومة مقدما ذلك أن حلب حسب السفير السوري بالأمم المتحدة «خط أحمر»، مما يعني سقوط النظام المؤيد من إيران، وليس فقط بداية تقسيم سوريا.
6 -
يونيو المقبل، هو أشد الأشهر حساسية بالنسبة لإيران، خاصة وهي تستعد لتوقيع الاتفاق النهائي حول النووي بالتزامن مع تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تنتشر التكهنات بأن تسوية القضايا الإقليمية تجري جنبا إلى جنب مع التوقيع النهائي للاتفاق النووي مع إيران.والسؤال هو: هل يمكن أن تقبل إيران تقسيم سوريا طالما ستحتفظ بحماية الأغلبية الشيعية العلوية على طول الساحل؟ أم أنها متمسكة بدعمها لنظام الأسد في أم المعارك، في الجزء المتبقي من حلب وتأمل في تغيير الوضع؟ أم أنها تصعد من حربها بالوكالة في اليمن (عبر الحوثيين) للتأثير على مجريات الأمور والتسوية الإقليمية في سوريا لصالحها؟
إن الأسابيع المقبلة هي الأخطر والأشرس في سوريا والمنطقة!
•المصدر: صحيفة (مكة) السعودية
التعليقات (7)