بعد خروجي من سجون الأسد عام 1999 صادفت زميل دراسة قديم، وإذا به ضابط استخبارات سورية، سألته عن أحواله وأحوال أهله، قال لي: "عرفت أنك بالسجن ولم أستطع زيارة أهلك، تعرف وضعي لا يسمح"!! سألته كيف وضعه الآن، أجابني: "أنني في دورة معلوماتية عند الاستخبارات التونسية". قلت بقلبي جيد التعاون العربي العربي على قتلنا كشعوب!
هذه الحادثة تقول أن سلطة زين العابدين بن علي ومخابراته، ورجالاته والذي منهم رئيس تونس الحالي (الباجي قائد السبسي) أكثر من صدروا للعالم ارهابيين وجهاديين، التقارير الاخيرة اشارت أنه في النصف الاخير من عام 2014 صدرت تونس لسورية لوحدها 2400 داعشي. وكما قالت الصديقة الشاعرة السورية رشا عمران في تعليق لها على صفحتها على الفيسبوك: (معه حق قائد السبسي يعيد العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، الجالية الداعشية التونسية بسوريا اكتر من السوريين وبدها متابعة شؤون قنصلية). قرار السبسي باعادة العلاقات مع نظام مجرم، لأول مرة منذ انطلاق الثورة السورية، ينحط نظام سياسي لهذا الدرك؟ لو لم يقطع العلاقات في السابق، كما هو حال "الاشئاء" في الحكومة اللبنانية، وكما هو الحال بالنسبة لعسكر الجزائر، كان الوضع افضل. لكن السبسي الذي لولا الثورة التونسية والربيع العربي، والشهيد البوعزيزي، لما اصبح رئيسا لتونس لكان بقي خادما لبن علي. هو بالديمقراطية التونسية التي جاءت بفضل الثورة التونسية جاء للحكم، وليس بفضل شيئ آخر. إعادة العلاقات التونسية مع الاسد، تشير إلى ان مخابرات بن علي لاتزال تحكم البلاد. فهي اكثر مخابرات مقربة من مخابرات الاسد في العالم العربي في أفريقيا.
بالمناسبة المخابرات التونسية جهاديين علمانيين!!! كي لا يصطاد أحد في الماء العكر، وليست فاسدة، ورجالاتها دخلوا سلك المخابرات فقراء ولايزالوا فقراء!!! يا ريت اصدقائنا التوانسة من العلمانيين وخاصة الرئيس السابق الصديق (المنصف المرزوقي)، الذي كان ضد التدخل الدولي لحماية المدنيين في سورية، ليؤكدوا او ينفوا ذلك! بدون تعليق. ماذا تعني اعادة العلاقة مع الاسد بالنسبة للسلطة المخابراتية في تونس- ازلام بن علي-؟ هل تعني أن تونس حليفة لايران ضد امريكا وانتقلت لمحور المقاومة والممانعة، ام انها تأثرت بناهض حتر اليساري الأردني الذي يريد إبادة الشعب السوري، لخدمة محور اليسار العربي والمقاومة عبر جريدة حزب الله الاخبار اللبنانية. الخطوة تأتي لتقول: " الفساد العربي والإجرام العربي في النظم السياسية العربية، قد انتصر على الربيع العربي". ربما تلحق بتونس مصر السيسي. التي بقيت على خطى محمد مرسي الرئيس السابق لمصر في مدح إيران. الانقلاب لم يغير التيمة الايرانية في السلطة المصرية. لكنها تيمة مرتبطة بانجاز اتفاق نووي إيران مع أوباما، الذي أنجز اتفاقه النهائي مع ملالي طهران، بدماء شعوب المنطقة، وخاصة الشعبين السوري واليمني.
قائد السبسي رجل تجاوز الثمانين من العمر، فهل يكون حاكما لعودة الفساد وعودة سلطة المخابرات التونسية، أم انه اداة صغيرة في مكنة عمرها عقود من الزمن القمعي والفاسد تونسيا وعربيا؟ السبسي لا يحكم تونس. من يحكمها الآن رجالات بن علي. لهذا اعادو العلاقات بين مخابرات البلدين!! ليصدروا داعش لسورية الآن، في السابق تعاونت مخابرات تونس بن علي مع مخابرات الاسد في تصديرهم للعراق، هذا هو السر في اعادة علاقة السبسي مع الاسد. الجالية التونسية الداعشية الاسدية في سورية تحتاج لسفارة. لكن كل هذا لن تنساه الاجيال السورية. مبروك على علمانيي تونس واسلامييها عودة علاقاتهم مع الأسد.
التعليقات (8)