ئ الوقائع كي تنطق عما يجول بالوجدان.. ورؤية تقول بوضوح تقييمها للأحداث والفصائل والقوى الفاعلة على الأرض
إنه القائد العسكري لحركة مجاهدي الاسلام النقيب (خالد العمر) الشهير بـ (أبي اليمان) الذي كان لنا معه هذا الحوار.
س: النقيب خالد العمر (أبو اليمان) القائد العسكري لحركة مجاهدي الاسلام .. من هي حركة مجاهدي الاسلام، وما أهدافها؟.
ـ حركة مجاهدي الاسلام تتألف من ثلاث فصائل، وهي حركة بيارق الاسلام، وكتائب مجاهدي ابن تيمية، ولواء الصفوة في بلاد الشام .. أهدافها هي كبقية الفصائل الموجودة على الأرض تعمل على إسقاط النظام المجرم، وكافة رموزه، وتسعى لتحكيم الشريعة الاسلامية في هذه الأرض بالتعاون مع جميع الفصائل، والفعاليات الموجودة.
س: أين موقع حركة مجاهدي الاسلام في الميدان، ومن غرفة عمليات فتح حلب، وكيف تقيمون انجازاتها؟.
ـ موجودة في نقاط رباط عديدة حول مدينة (حلب)، أما موقعها في غرفة عمليات فتح حلب، فالحركة غير منضوية فيها، ولكنها ضمن غرفة عمليات أنصار الشريعة، أما بالنسبة لإنجازاتها .. الحمد لله هي كثيرة، وآخرها معركة (الخالدية) في حلب، و(جمعية الزهراء)، ويتم الآن التحضير مع باقي الفصائل للقيام بأعمال ضد النظام تسر الخاطر، منضوية تحت اسم الفصائل الثلاثة المؤلفة منها الحركة، والتي لها تاريخها منذ بداية الثورة حيث أنها لم تترك أي موقع في حلب، وادلب إلا ولها بصمة فيه.
س: هناك من يقول أن حركة مجاهدي الاسلام هي الشقيقة الشرعية لجبهة النصرة.. ماذا تقولون؟.
ـ نحن لا نعتبر (جبهة النصرة) شقيقتنا فقط، بل جميع الفصائل، والشعب في المناطق المحررة أيضاً، وكل من يٌخَلِّص هذا الشعب من الظلم، والقهر، والاستبداد، والمعاناة فهو شقيقنا، ولكن ربما دخولنا في غرفة (أنصار الشريعة)، كان له مدلول معين عند البعض، بالنهاية لنا سياسة معينة، وأهداف معينة، ونرمي لتحقيق مشروع معين يخدم الإسلام والمسلمين.. قد نختلف مع أخوتنا في (جبهة النصرة) بنقاط كثيرة، ولو كنا نتفق معهم في كل شيء، ونحمل عقيدتهم لكنا صرنا جبهة نصرة!.. والكل يعلم أثناء الخلاف الذي وقع بين جبهة النصرة، وحركة حزم وقفنا من الجميع بمسافة واحدة.. لكن قد يعتقد البعض أن حكم الجغرافية التي تجمعنا مع الأمير "حمود" قد شكلت قناعة عندهم أننا مع جبهة النصرة، وهناك من أشاع بأن جماعة "أبو اليمان" قاتلت حركة "حزم" إلى جانب النصرة حتى تشكلت موقف ضد بلدتي "السحارة"، وليس "أبو اليمان" وقتل رجل.. ولكنني تدخلت، وطلبت الحل الصلحي، وكان من هذا المنطلق استلامي للفوج 46 والحاجز.
نعم .. نحن في الميادين، والمعارك يتم التعاون بيننا في شؤون الذخيرة، والسلاح، والتنسيق.. كل الفصائل تقر، وتعترف بأن القوة الأقوى في المناطق المحررة هي لجبهة النصرة، والكثير من الفصائل يتمنى السير معها، والاحتماء بها، ولكننا نحن على الرغم مما يقال لسنا كذلك، وعلى الآخرين ألا يأخذوا بالأسماء فقط لأن التحالف والغرب يعرفون الوقائع بالفعل وبدقة، ولو تحدث الإعلام غير ذلك.
نحن نأخذ بالحسبان أنها جار قريب على الأرض.. تمتلك إمكانيات كبيرة، ولها اسلوب مميز في الجهاد وفهمه الاسلامي، ولها ترتيبات أمنية، ومرحلية متلاحقة، ومتممة لبعضها، نشاركها بعدة غرف، ونتفق مع كل الفصائل بنسب مئوية معينة كجبهة النصرة، وحركة الزنكي، وغيرهم.
س: أين تكمن نقاط ضعف الجيش الحر؟
ـ هي كثيرة.. منها كثرة الانقسامات، والتشتت، وتعدد المشاريع، وتنوع الدعم.. كلها نقاط سلبية تؤدي الى ضعفه.
س: ميدانياً .. نحن في أجواء المعارك، واستعداداتها، والحاجة للدعم.. من يدعم حركتكم؟.
ـ حركتنا لا أحد يدعمها منذ أن كنا في (البيارق).. نعتمد على الامكانيات الموجودة، وعلى الغنائم في المعارك مع أنها غير كافية..
نحن لا نقبل الدعم المشروط، وأؤكد لك أنه لا يوجد دعم غير مشروط بالنتيجة.. كل دعم مشروط .. فأنا شخصياً عرض عليَّ الدعم مرات عديدة، وبدون شروط أولاً، ولكن في النهاية يجب أن تسدد كل شيء..... ؟؟
إن وسائل الدعم مختلفة، ومؤثرة في لحظة حاسمة، فالداعم الخارجي يقدم الدعم لمحاربة "داعش".. من يقدم الدعم غير المشروط مرة، وثانية، وثالثة، والنتيجة يبدأ في الطلب.
الحاجة للأموال قد تزيح عن الثوابت، ففي لحظات الشدة يذهب جريح للعلاج عند العدو.. أليس ذلك هو تجاوز لحدود الشرع، وأستطيع أن أقول ما أفسد الثورة إلا المال السياسي.
س: مشروع التقسيم بدأ يروج له.. من يقف وراء ذلك، ومن المستفيد، وما موقفكم كحركة جهادية؟
ـ نحن ضد مشروع تقسيم سوريا، ونعمل بكل ما اوتينا من قوة من أجل منع هذا المشروع، ونسعى لتوحيد البلاد الاسلامية ..
إن مشروع التقسيم يدرس، ويخطط له في الخارج، ويفرض على الداخل، ولذلك نحن نرفضه جملة وتفصيلا، وغيره من المشاريع المطروحة كالحل السياسي الذي تطرحه من تسمي نفسها الحكومة المؤقتة والائتلاف .. هؤلاء نعتبرهم أقرب الى النظام منا .. هم على ود من النظام أكثر من ودهم وقربهم من الداخل، وليس لهم موطئ قدم في الداخل، وحلولهم مرفوضة، ولن نسمح فيها أبداً.
الكل يحاول فرض التقسيم، والأخطر في ذلك مشروع الـ "bkk " ، وهو قد يصل الى تلك النتيجة إذا سمح له التوافق الدولي بذلك.
س: هل حقيقة "داعش" هي صنيعة النظام؟
ـ داعش" التي أعاقت فتح حلب، هي صناعة دول عظمى، وأعتقد أن النظام ساهم بشكل أو بآخر في صناعتها.. مخابرات النظام، والمخابرات العالمية، اخترقت الثورة كما النظام.. هناك اختراقات تاريخية دامية، و"داعش" مثال حي يقرع الذاكرة كل لحظة..
" داعش" اختراق مُرَكّبْ، ومتعدد المآخذ ما بين النظام، والخارج تحركها هيئات دولية عليا من حيث لا يشعرون مع أنهم منظّمون أكثير من دول بعينها، لقد استوعبوا الكثير من مساجين النظام لتولد تيارات اسلامية متناقضة يدفع ثمنه حالياً المجتمع السوري.
إنهم يملكون كوادر نوعية من خارج البلد تجند الأحداث لتخرجهم بعد شهر يتحدّون الموت، ولكن كل ذلك ليس بنجاح، فالمستقبل ليس لهم.. كل هؤلاء لهم دور فقط وسينتهي.
" داعش" لا يقبلهم الشعب، ولا رب العالمين، وفيهم حكم شرعي سابق بصفتهم خوارج .
"دواعش" سوريا ينظرون لنا أننا أسوأ من النظام، ويعتبروننا كفرة، ومرتدين .. تخيل هذا الشهر كم انتحاري "داعشي" فجر نفسه في سلقين، وأريحا، واعزاز، ومناطق أخرى.. أكثر من 25 انتحاري، هذا العدد من الانتحاريين نحرر به نصف حلب.
س: لماذا لا تنقل المعركة الى معاقل النظام بجدية؟.
ـ لقد وصل جيش الفتح على أبواب معاقله، وشعر النظام بالخطر، وبدأ يترنح، وينهار معنوياً للانتصارات التي يحققها المجاهدون على الجبهات..الدعم العالمي الخفي والظاهر، واستقدامه للمرتزقة الأجانب بحجة الدفاع عن المزارات والمقدسات، هذا كله ليس إلا رهان على عامل الزمن، والتطورات الدولية، وحلم النظام بالبقاء أصبح "حلم إبليس بالجنة".
النظام لا زال يخطط، وينفذ، فهو لا يترك حلب ويستطيع بمئات العلويين من ضباطه وعناصره أن يقود الآلاف من السنة الحلبيين في منطقة ليست أرضه، فإن عطّل تقدم الثوار أو قتل من أبناء حلب، فهو في ذهنيته يحقق انتصاراً لأنه يعيق عشرين ألفاً من الجهاديين عن ترك حلب، والتقدم نحو قلبه في الساحل، أو رأسه في دمشق لحسم المعركة، ولذلك سيبقى محافظاً على توازن المعادلات الداخلية، والخارجية ما استطاع.
التعليقات (7)