مكافحة عمليات التهريب!
كان (سهيل الحسن) يشرف على عمليات مكافحة تهريب المحروقات والأجهزة الإلكترونية التي تتم عبر حدود لبنان مع سوريا. دون الاقتراب من المهربين الكبار وشبيحة الأسد الذين كانوا يهربون الدخان والمخدرات. وفي أحد الأيام تم إحضار شاحنة محملة بالأدوات المهرّبة إلى الفرع وأنزلوها في ساحة الفرع وكانت مكونة من أجهزة الكترونية غسالات وبرادات ومسجلات وغيرها من الأدوات الكهربائية. وبعد فترة قصيرة بدأ ضباط الفرع بانتقاء ما هو جيد وقابل للاستخدام ولم يمض وقت طويل حتى بقيت الآلات المعطلة التي لا تعمل. ثم تم تسليمها إلى مديرية الجمارك بوصل رسمي على أنها هذه فقط هي الأدوات المصادرة.
مراقبة لصيقة!
كان المجندون تجنيداً إجبارياً من العناصر غير الموثوق بها، فكنا تحت المراقبة اللصيقة التي لا تسمح لنا بأي حركة مريبة أو غير اعتيادية. كانت المهمات الحساسة من نصيب المتطوعين الموثوق بهم من قبل الفرع، وجلّهم من العلويين، وكنا مجرد أعداد لا أكثر ولا أقل. فقد نجح النظام في زرع العيون بين العناصر على بعضها البعض حتى لا يسمح بأي عمل يهدد أمنه وسلامته. فكنا لا نحمل سلاحاً كما يفعل المتطوعون، وحتى وإن تمّ تسليمنا السلاح لفترة قصيرة يكون إما بدون ذخيرة أو أن السلاح نفسه بدون مغلاق.
تحقيق ما قبل النقل!
بعد أن انتهت الدورة طلبني رئيس ديوان الفرع إلى التحقيق. بسبب التقارير المرفوعة بحقي عن وضعي السياسي. وعلاقة المرحوم والدي بالإخوان المسلمين. وقد وعدني بعدم التعرض لي أبداً من أي شخص كان.
والحمد لله أنهم لم يثقوا بي فقاموا بتحويلي إلى الجيش النظامي، لواء التأمين الالكتروني الثالث في دير الزور.. فكانت نهاية مرحلة من الرعب الدائم. والخلاص من كابوس ذلك المجرم الذي أذاقني ويلات الجنون والاضطراب الشخصي المزاجي!
لماذا لمع نجمه بعد الثورة؟!
بعد أن لمع نجمه الإجرامي بشكل أكبر في الثورة توهّم البعض بقوة (سهيل الحسن) الخارقة كـ (سوبرمان) أو حقاً هو (ساسوكي) لكنه في الحقيقة كان أقل ظرفاً من الشخصيات الكارتونية، وهو لا يختلف عن الآخرين سوى بأنه لا حدود لإجرامه، ولا ممنوع لديه ولا محرمات في قاموسه، وبأنه عبارة عن 3 مطارات (حماة – حميميم – التيفور) لا تهدأ طائراتها ومجموعة من المدافع وراجمات الصواريخ وصواريخ الأرض أرض. لكنه ربما لا يعلم بأنه لا محالة سيشرب من الكأس التي سقى منها الآلاف من الضحايا قبل وبعد الثورة!
لماذا لم أتحدث إلى الآن؟
كثيرون يقولون لماذا لم تتحدث بذلك إلى اليوم وبقيت صامتاً عما جرى ويجري؟ ولماذا الآن؟ أقول:
لمن سأتحدث يومها وكان النظام مسيطراً على عقول البشر وناشراً رعبه وفساده بين معظم فئات الشعب. فلو تكلمت بكلمة واحدة يومها لسارع الكثيرون من المنافقين والمتملقين بتبييض صفحاتهم أمام فروع الأمن الإجرامية عن طريق كتابة التقارير الخاصة عني كما فعل البعض منهم وأنا في الخدمة؟ يومها كان في نظرهم نظام الممانعة ضد إسرائيل وكل من يتحدث عنه يكون خائناً للوطن.
أما سبب نشرها اليوم لأن الشعب عرف حقيقة هذا النظام وحقيقة ممانعته وتكشّف إجرامه الذي طال جميع السوريين.. بما فيهم المؤيدين الذين قتلوا بالمجان!
تمت السلسلة – حقوق النشر محفوظة @ أورينت نت
التعليقات (6)