فبالتزامن مع غارات الطائرات الروسية، وقصف قوات النظام لفصائل الجيش الحر على اختلاف مشاربها، تبسطُ داعش سيطرتها على أكبر مساحة خلال ساعات مستغلّة تأزّم غرفة عمليات "فتح حلب" مع وحدات الحماية الكردية، بينما تبقى "مارع" محاصرة، وتوشكُ حلب على الحصار رسمياً من شريانها الأخير "طريق الكاستيللو".
ففجر أمس، تركَ تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" مدينة مارع التي يحاصرها منذ شهرين، وتمكّن من الالتفاف خلفاً والسيطرة على مدرسة المشاة "الاستراتيجية" وقرى مجاورة لها ، مستغلاً الضغط العسكري الكبير الذي خلّفته غارات الطيران الروسي على مواقع الجيش الحر، بمساعدة قذائف النظام التي انهالت على مواقع الثوار بالتزامن مع تقّدم التنظيم، ليصبح جنباً الى جنب مع قوات النظام الموجودة في سجن حلب المركزي والمدينة الصناعية بالشيخ نجار.
وقبلها بأيام، شهد طريق الكاستيللو عمليات قنص و رصد من قبل وحدات الحماية الكردية التي قطعت الشريان الوحيد الرابط بين حلب وريفها الشمالي، اثر خلاف مع فصائل الثوار يتعلّق بفتح معبر مع النظام من حي الشيخ مقصود. ولم يكد الاشكال ينته بين "فتح حلب" و "ووحدات الحماية" حتى تمكن داعش من السيطرة على اجزاء واسعة من ريف حلب الشمالي.
وأصبح وضع الثوار في ريف حلب الشمالي محرجاً أكثر من أي وقت مضى، فبينما لاتزال "مارع" شبه محاصرة، أصبحَت كتائب الثوار التي تقاتل قوات النظام على جبهة "باشكوي" في الريف الشمالي شبه محاصرة أيضا من قبل النظام وداعش بعد احتلال داعش للمناطق الجديدة.
ومنذُ مطلع الحالي تمكنت قوات النظام من قطع الطريق الواصل بين حلب وريفها مروراً بالمدينة الصناعية و سجن حلب المركزي ومدرسة المشاة، ليصبح "طريق الكاستيللو" الشريان الأخير الذي تتصارع عليه كل القوى في سعيها لعزل حلب عن ريفها لاسيما "داعش" و "قوات النظام" و "وحدات الحماية الكردية".
ومنذُ عام ونصف، مع دخول التنظيم من بوابة "اخترين" لاحتلال ريف حلب الشمالي، لم يستطع قادة الفصائل في الريف الشمالي لحلب إيقاف تمدد داعش،ولا حماية مناطقهم ولا استرجاع شيء مما ذهب، اذ اقتصرت العمليات على فورة الدفاع والصد والتعزيزات، ثم تنتهي "الهبّة" بمسألة الرباط وتخدير الجبهات نتيجة الضغوطات والمعارك على أكثر من جبهة، إن مع النظام أو مع وحدات الحماية أو داعش.
ورغم تشكيلها منذ أشهر، لم تستطع غرفة عمليات "فتح حلب" تحقيق أي تقدّم يذكر، بينما استطاعت فصائل بشكل منفرد من تحقيق تقدّم على قوات النظام في المنقطة، كما حدث في العملية الأخيرة على جبهة البريج، التي شنتها كل من "أحرار الشام و جيش الاسلام و الجبهة الشامية".
وازاء التطورات الأخيرة لم يعد خبر سقوط "مارع" أو "محاصرة حلب" مستغرباً، لاسيما مع كثرة الفصائل والقوى التي تتصارع في المنطقة في ظل انعدام التنسيق والحروب الجانبية التي تنشأ بينها كما حدث مؤخرا بين "النصرة و "الزنكي"، اضافةً الى رغبة كل من روسيا والنظام بتمدد داعش، وهو ما تُرجم الى سلوك عملي عبر الاسناد الجوي والقصف على مقرات الجيش الحر ومنها "مقر لواء صقور الجبل" في بلدة دير جمال، الذي رافق أكبر تقدم لداعش في ريف حلب الشمالي،بحسب ما أكد مراسل أورينت نت في ريف حلب الشمالي.
التعليقات (4)